حماة الدين
حامي الدين اسم على مسمى، حامي دينه ومذهبه وحزبه، ما شاء الله على البيجيديين، حماة بناتنا العفيفات من نزوات خليجيي فيلم «ماتس لوڤد»، الفيلم كان كارثة أخلاقية بكل المقاييس، والواقع كذلك، والكواليس تخفي الأعظم إلى أن يرفع الستار عن مسرح البلاء المخفي، «وإذا ابتليتم فاستتروا» وكذلك فعل الإخوان.
لم تلبث أغنية «العشق الممنوع» لشابها عدو «السوبرمان» وشابتها خضراء اليمامة من التراجع في نسبة المتابعات بـ «طوپ ميوزيك»، حتى تفجرت أغنية رسوم حامي الدين والمصباح السحري لتحصد نجاحا هائلا.. لا نظير له.
علينا أن نجرب استبدال أسمائنا بمدحت وشلبي وريا وسكينة، كما علينا أن نجرب الملوخية والفول المدمس والفراخ بحفلات الزواج العرفي المحدودة والمستورة، أقصد بالزواج العرفي «الكونكيبيناج» بغلاف ديني.. ربما يعجبنا الأمر ونستلذ به خصوصا عندما يبلغ المهر ملايين الدراهم، وربما يتم من خلاله استدعاء حمواتنا بلا حدود إلى جزيرة ليلدوغادو النجدية، البترول نعمة ونقمة، والدولار كذلك، فقط علينا أن نكون أذكياء لاستغلال الفرص، كل الفرص.
ما الضير من أن تكون زيجة أحمد منصور العرفية صحيحة! ما الذي أثاره ليجيب بتلك الطريقة المحقونة بملايير من جرعات الأدرينالين، لو كان كما كان اعتبر الأمر حلالا طيبا كما فعل لكان قدم ردودا أخرى غير السباب والشتائم السوقية حد الوقاحة! الجدوى تقديم الشروحات لا التبريرات ولا الاعتذارات!
أو كان على الأقل أن يشرح لنا الغاية من الفضيحة المدوية غير تعليق شماعة الإفك عليه والبهتان والشهرة، الكذب حرام، والكذبة البيضاء عذر أقبح من زلة ولا أظن إخواننا أجابوا بكذبة بيضاء صافية.. ولا حتى مخرجنا الكبير المعروف صاحب «الزيرو»، والزيرو رقم أصلي بهذه المعادلة.
كان الإخوان مستورين بقدرة قادر حتى اختاروا بسقيفة بني ساعدة التفوق بالانتخابات، لكن كان عليهم كذلك أن يعرفوا أن «ستاتوه» السلطة مسؤولية، واجب محاسبته، هم نسوا من شدة الغبطة، ولم يكترثوا لضرورة كان إتلاف دلائل الجرائم كلها بحرص دقيق وصارم، كان عليهم إحراق سوق عكاظ كله، حيث يباع ويشترى أي شيء، ويتلفوا مسوداته حتى لا يبقى لـ «دار الندوة» ما تفضحه، لكن الذاكرة قصيرة قصر ذاكرة الذباب، الذباب الذي عليهم غطس جنحيه معا لدواء الداء، والعودة إلى أهمية تخصيب اليورانيوم وتحسين حياة الناس المعيشية، فقط عندما يقترب أجل الصندوق.