شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسية

حلم من ذهب

نعم المغرب صنع التاريخ ووحد القلوب والشعوب خلف حلم الوصول لنصف نهائي المونديال، نعم المغرب الأقصى، كما يحلو لإخواننا المشارقة نعت بلدنا، صنع المجد الكروي وتأهل لمربع الذهب ومنح الأمل لكل العرب والأفارقة والمسلمين بأن المستحيل ليس مغربيا، لذلك اجتاحت أمواج من الفرح الغامر ودفء المشاعر كل بقاع العالم من دوحة الخير إلى كل مناطق المغرب والشرق الأوسط وإفريقيا وأي دولة يقيم بها مغربي إلا ملأها فرحة بالانتصار والاعتزاز بوطنه وانتمائه.

نعم الحلم الذهبي للمغاربة تحقق بفضل وتوفيق من الله أولا، وعطاء ودعم لا مشروط من جلالة الملك ثم بعزيمة وإصرار وإخلاص من المدرب واللاعبين والجامعة الملكية وأيضا الجمهور الرائع وكافة أبناء الشعب المغربي بالداخل والخارج، لذلك من حقنا أن نفتخر بما حققه منتخب المغرب الذي أصبح أول دولة عربية وإسلامية وإفريقية تتأهل لنصف نهائي كأس العالم.

لا أحد كان يصدق أن منتخبنا سيقوم بهذه الملحمة الكروية الاستثنائية، لكن المستحيل ليس مغربيا، غير أن هذا الإنجاز يضع مسؤولية جسيمة على كاهل منتخبنا، فقد ظهر أن تحقيق هذا الحلم لا يخص فقط المغاربة لوحدهم، بل كل شعوب العالم العربي والإسلامي والقارة الإفريقية التي نمثلها، ومن هذا المنطلق، أصبح المغرب مفخرة لعشرات من الشعوب، لكن أكثر ما نفخر به كشعب هو قوة الإرادة والصمود والوطنية الصادقة.

في هذه الأيام الماضية التي قضيناها في متابعة مباريات المنتخب، كانت أيام فخر وعمل وجد واجتهاد، تعلمنا فيها الكثير من دروس الحياة. ومن أهم الدروس التي تعلمناها أننا كمغاربة نستطيع فعل أي شيء نعزم على تحقيقه، نستطيع التأهل وربما الفوز بكأس العالم، ولنا القدرة لاستضافة أي بطولة وأي حدث كبير وإقامته على أكمل وجه لأننا دولة في عمرها أكثر من 14 قرنا صنعت على مهل من التاريخ.

المهم أيضا من هذا الحلم، الذي يتحقق بالعرق والصمود وقوة التحمل وكثير من الذكاء، أننا عرفنا مَن هم أعداؤنا وهم قلائل الذين لا يفرحون لإنجازنا، ومَن هم أصدقاؤنا والحمد لله مما لا يعد ولا يحصى، تأكدنا مَن يرغب في رفعتنا كدولة وشعب ومَن يرغب في إذلالنا لكنه لا يستطيع إلى ذلك سبيلا. أكدنا للجميع قيمتنا ومكانتنا كدولة كبيرة في عالم كرة القدم قادرة على مواجهة الكبار والتفوق عليهم، بالضبط كما فعلنا في منازلاتنا الدبلوماسية والعسكرية والأمنية والتنموية.

الخلاصة أن المغرب بتأهله لنصف نهاية كأس العالم يقول للجميع إن هذا الحلم الذهبي الذي تحقق ما هو إلا نقطة البداية التي سيبحر منها المغرب إلى ما هو أبعد وأفضل وأجمل.. فهو الآن المدافع عن العرب والمسلمين والأفارقة في المربع الذهبي أمام أعتى منتخبات الكون، ولا نتخيل إلا أن تكون كذلك في الدبلوماسية والصناعة والاقتصاد والتنمية، وما ذلك ببعيد عن دولة تؤكد يوما عن يوم أن مغرب الأمس ليس هو مغرب اليوم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى