شوف تشوف

الرئيسيةملف الأسبوع

حكايات زواج الوزيرات

لم تعد المرأة المغربية حبيسة وظائف «الظل»، بعدما أثبتت كفاءتها في جميع مناحي الحياة العملية والأسرية، ما دفعها لاقتحام مناصب ظلت حكرا على الرجال، واضعة قدميها على سلم النجاح عن جدارة واستحقاق. اليوم أضحت المرأة الوزيرة تمارس الحكم في مقر الوزارة وتسترجع الأمومة والأنوثة بمجرد عودتها إلى البيت. غير أن نجاح المسؤولة الحكومية يكمن في القدرة على الجمع بين حسن تدبير البيت والقدرة على قيادة الشأن الحكومي، والسعي إلى التوفيق بين الإنجاز في العمل والعطاء كأم وشقيقة وزوجة وجدة في المنزل، وهذا هو عنوان قصص النجاح.

تمكنت المرأة المغربية، لأول مرة في التاريخ السياسي المغربي، من الوصول إلى أعلى منصب بالوزارة في 13 غشت 1997، وذلك خلال التعديل الحكومي الموسع للحكومة الثانية والعشرين التي ترأسها عبد اللطيف الفيلالي، حيث بلغ عدد النساء أربع كاتبات دولة، وهن: عزيزة بناني في البحث العلمي ومندوبة سامية للمعاقين، وأمينة بنخضرة المكلفة بتنمية القطاع المعدني، في حين كلفت زليخة نصري بالتعاون الوطني، ونوال المتوكل بالشبيبة والرياضة. لكن هذا العدد سيتقلص خلال الفترة الأولى لحكومة التناوب برئاسة عبد الرحمان اليوسفي ما بين 14 مارس 1998 إلى 6 شتنبر 2000، من أربع وزيرات إلى وزيرتين فقط في كتابة للدولة. ويتعلق الأمر بعائشة بلعربي كاتبة دولة مكلفة بالتعاون ونزهة الشقروني كاتبة دولة مكلفة بالمعاقين.

ليس الزواج في المغرب شرطا في المناصب الحكومية، ولا الطلاق مبطلا للمسؤولية السياسية ولا التعدد، لكن في دول عربية هناك قوانين تحكم ارتباط المرأة بالمناصب العليا في مجموعة من الدول، حيث لا يمكن لوزيرة أن تتزوج من أجنبي إلا بترخيص من رئيس البلاد وحاكمها. في حين يختلف الأمر في دول أوربية، حيث تحرص الوزيرة على اتخاذ إجراءات جريئة، على غرار وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، التي اشترطت أمام حزبها تقديم زوجها لاستقالته بمجرد حصولها على المنصب الوزاري، كي يتفرغ لرعاية ابنتيهما في ظل انشغالات الوزيرة.

التبريكات تنهال على وزيرة على أعتاب الزواج

كما حصل في حكومة عبد الإله بن كيران، فإن الزغاريد ظلت تملأ أجواء العمل الحكومي، والحديث عن زواج الوزيرات يخترق المشهد السياسي همسا وجهرا.

في حكومة أخنوش، مشاريع زواج لوزيرات يسابقن الزمن لعقد قرانهن قبل أي تعديل حكومي محتمل، غيثة مزور، وزيرة منتدبة لدى رئيس الحكومة عزيز أخنوش، مكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، تستعد لدخول القفص الذهبي، بحيث أكدت مصادر إعلامية أن وزيرة الانتقال الرقمي بصدد الانتقال إلى ضفة الأزواج، وأنها تعد العدة لزفاف يليق بمقامها. المصادر نفسها تجمع على أن الوزيرة المنتدبة قد اختارت الارتباط بطبيب عيون.

ولأن كل خطوة تقدم عليها غيثة تسجل في خانة التدابير المتخذة والترتيبات المتعلقة بالزواج، خاصة وأنها تقوم بإصلاح بيتها استعدادا للحدث السعيد، خاصة وأنها ظلت لسنوات شبه مقترنة بالمجال الرقمي والتكنولوجيا الحديثة، لهذا يبدو أن رغبتها في القطع مع العزوبية قد تعدت الجانب السري حيث تراهن على انتقال جديد في حياتها.

وحسب قصاصات إخبارية فإن المخترعة المغربية، التي تنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، ستستغل عطلة قصيرة نهاية الموسم السياسي لدخول القفص الذهبي بشكل رسمي. وهي التي قضت حياتها في التحصيل بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وحين تخرجت شرعت في دراسة حاجيات سوق الشغل دون أن تهتم بوصايا قريباتها، إذ عرفت بينهن بمتزوجة الكتاب بفعل إدمانها على التحصيل الدراسي، قبل أن ينصب اهتمامها على الذكاء الاصطناعي.

لم تنف الوزيرة غيثة مزور الأخبار التي تطوقها ولم تؤكدها، بل تعاملت معها بهدوء المخترعين، رغم وجود إجماع على أن الوزيرة الشابة غيثة من حقها أن تقوم بانتقال تاريخي في حياتها كباقي الوزيرات. كيف لا وهي ابنة عائلة أكاديمية معروفة بالعلم والتحصيل في مدينة القنيطرة، فوالدها هو عبد اللطيف مزور، كبير المحامين المتخصصين في قضايا الشركات والتأمينات، وشقيقها هو كمال مزور المحامي بهيئة القنيطرة، وخالها هو الراحل المحامي عبد الحي الداودي.

 

وزيرة التعمير «بغات تعمر الدار» من عائلة روحانية

بعد راحة بيولوجية طويلة، قررت القيادية في حزب الأصالة والمعاصرة فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، ورئيسة مجلس جماعة مراكش دخول القفص الذهبي، حيث عقدت قرانها أخيرا، برجل من عالم التصوف، يدعى نبيل بركة ويشغل منصب رئيس للجنة الوطنية للشرفاء العلميين، وهو في الوقت نفسه نجل عبد الهادي بركة النقيب السابق للشرفاء العلميين بالولي الصالح عبد السلام بنمشيش في جبل العلم. لذا وقع اختيار المراكشية على رجل من شمال المملكة، تقول المصادر الإعلامية إنه طليق نهال لمليحي شقيقة الفنان التشكيلي محمد لمليحي، وأن انشغالاته الأولى هي زاوية الشرفاء العلميين.

وعاشت فاطمة الزهراء المنصوري وزوجها شكري برادة، رجل الأعمال في مجال العقار، حالات توتر وصلت إلى حد الاتفاق على طلاق هادئ، مع جعل رعاية ابنهما وابنتهما أولوية. وبالقدر الذي عرفت فيه أجندة العمدة التزامات خانقة، بالقدر الذي تأثرت فيه الحياة الزوجية إلى أن أعلن الزوج عن رغبته في طلاق ينهي الخلاف اليومي بين الطرفين، قبل أن يتم توثيق الانشقاق رسميا.

سيرحل طليقها شكري برادة في ماي 2019 بإحدى المصحات الخاصة بالدار البيضاء، بعد معاناة مع المرض، وستتلقى المنصوري واجب العزاء بالرغم من الانفصال القائم آنذاك بين الطرفين. ويقول المقربون من فاطمة الزهراء إنها فقدت بوصلتها بمجرد وفاة والدها عبد الرحمن المنصوري، نقيب المحامين سابقا بمراكش، والباشا السابق للمدينة نفسها وسفير المغرب بدولة الإمارات العربية المتحدة، والذي شاءت الصدف الماكرة أن تكون وفاته يوم الاقتراع (يوم 12 يونيو 2009)، مما زاد من حجم التعاطف معها، سيما وأن فاطمة الزهراء المنصوري لم تكن لها علاقة بالمشهد السياسي، وكل ما يربطها بهذا المجال والدها عبد الرحمن المنصوري الذي عركته التجارب المخزنية. ولأن والدها ينتمي للرحامنة، قلعة «البام» الحصينة، فقد كان استقطابها من طرف حزب الأصالة والمعاصرة ودعم ترشيحها في الحملة الانتخابية يستند إلى الانتماء القبلي للعائلة. ورغم اختيارها الحقوق كدراسة عليا في مراكش وفرنسا، فإنها لم تكن تحلم بأن تصبح يوما أول امرأة في تاريخ المغرب الحديث تجلس على كرسي «العمودية». صحيح أنها حصلت على الأهلية في المحاماة إلا أنها لم تفتح مكتبا ولم ترافع في المحاكم ولم تتبن قضايا كبرى، بل كانت تسعى إلى امتهان التوثيق. كل ما في رصيدها من التجربة، فترة تدريب بمكتب النقيب الناصري بالدار البيضاء ومرور عابر كمستشارة في الأعمال والعقار بنفس المكتب.

 

زوج وزيرة السياحة يعلن دعمه اللامشروط لها عبر تغريدة

فور تعيين فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، كتب زوجها مراد توفيقي تغريدة على صفحته في منصة التواصل الاجتماعي “تويتر”، عبر فيها عن سعادته بهذا التعيين الحكومي واستعداده لمساعدتها على تدبير شؤون المهمة الوزارية، إلا أن قضاء الوزيرة لعطلتها الصيفية رفقة أسرتها في أرخبيل زنجبار في تنزانيا، أشعل فتيل الغضب في منصات التواصل الاجتماعي المصحوب بالاستهجان، لكن أطرافا أخرى رأت أن من حق الوزيرة أن تقضي عطلتها مع أسرتها، ووجودها في تنزانيا ليس باعتبارها وزيرة مغربية، وإنما باعتبارها مواطنة مغربية يحق لها السفر إلى حيثما تريد.

لكن فاطمة الزهراء عمور، وهي سيدة متزوجة وأم لابنين، فضلت السكوت إلى أن مرت العاصفة، لأنها تملك فكرا يحرر شخصية الوزيرة من قيود نظرة المجتمع إليها كجزء من المخزن. التقت فاطمة الزهراء بزوجها في أوروبا وتزوجا على سنة الله ورسوله، وهو أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في شركة دولية. وفور تعيينها كوزيرة في الحكومة، عادت إلى المغرب بعد أن عاشت في لوكسمبورغ مع زوجها منذ عام 2017. ساهم الزوج في صناعة الكثير من قرارات الوزيرة، وهو الذي كان وراء تعيين صديقه حمزة رئيسا لديوانها وهو الذي عمل معه في شركة للاستشارات الدولية، ولكونه من ألمع خريجي المدرسة العليا للتجارة بفرنسا، إلا أنه استقال من منصبه بعد أقل من ثلاثة أشهر فقد قدم رئيس ديوانها، حمزة الذهبي، استقالته من منصبه بعد شهرين فقط من وصوله.

فاطمة الزهراء عمور، من مواليد مدينة 1967 بالرباط، وسط عائلة مثقفة والدها إطار بنكي والدتها روائية. تابعت دراستها تخصص الرياضيات بتفوق كبير في ثانوية ليوطي بالدار البيضاء، ثم توجهت إلى مدينة تولوز لاجتياز الأقسام التحضيرية في الرياضيات. وبعد حصولها على دبلوم المدرسة الوطنية العليا بباريس، عادت إلى المغرب سنة 1992 لتبدأ مسارها لدى شركة متعددة الجنسيات، حيث قضت تسعة أعوام، في قسم الإنتاج، كما عملت مستشارة في مجال التسويق الاستراتيجي لدى هيئات كبرى.

شغلت منصب مندوبة عامة للمغرب في معرض ميلانو 2015، لتأطير المشاركة المغربية في هذا الحدث الدولي البارز، رافعة بذلك رهان إنجاح المهمة في ظرف 13 شهرا، كما أطرت مشاريع واسعة النطاق، خاصة منها مهرجان “تيميتار” بأكادير ومهرجان “التسامح”.

ويشغل الزوج مراد توفيقي مهمة مدير عام لمعهد “ماكنزي” فرع المغرب، ويقدم من موقعه العلمي الدعم الكامل والمساندة لزوجته في مجال الدراسات والمؤشرات لاسيما في مجال اندماج البلد والتدفقات العالمية ونمو ناتجه الداخلي الخام.

زوج وزيرة التضامن.. وزير في الظل

عاشت عواطف حيار، وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، طفولتها على ضفاف بحيرة سد بين الويدان، بمنطقة أفورار، حيث كان يشتغل والدها في السد مسؤولا عن التوليد الكهربائي، وهو ما كون لديها ميولا نحو الهندسة الكهربائية حيث حصلت على شهادات عليا بفرنسا، قبل أن يصبح شغفها الأول هو الرقمنة والذكاء الاصطناعي والتنمية المستدامة، وتصبح رئيسة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، قبل أن يستقطبها العمل الحكومي، ويجبرها على حمل قبعة حزب الاستقلال.

حين عينت وزيرة للتضامن، تضامنت مع زوجها المقدم الخديوي، وسلمته مفاتيح الوزارة وفي أول اجتماع لها بمقر الوزارة قدمته كمستشار «فوق العادة» في ديوانها وفوتت له مهاما تدخل ضمن اختصاصاتها الأصلية باعتبارها عضوا في الحكومة.

بتاريخ 8 نونبر 2021 وقعت الوزيرة قرارا يقضي بتكليف زوجها بمهام «التعاون والتنمية الاجتماعية والشؤون العامة»، وهي الخطوة التي أثارت جدلا واسعا في الوسط السياسي، إلا أن الوزيرة قالت إن تعيين زوجها لا يفسد للود قضية، وأن مهمته في الديوان تنحصر في «مواكبة تنزيل المشاريع التي تهم القطاع، والمتضمنة في تقرير النموذج التنموي الجديد للبلاد»، أي أنه مكلف بمهمة.

لكن مع مرور الأيام تنازلت حيار لزوجها عن كثير من الاختصاصات، وأصبح الكاتب العام للوزارة شبه شبح، كما سحب الزوج العديد من المهام من تحت أقدام مديرة الديوان، إلى أن تحول الزوج إلى آمر وناه في الوزارة.

في ظل هذا الوضع، أقدمت حيار على الكثير من الإعفاءات لمسؤولين في الوزارة منذ تعيينها على رأس القطاع، وفي مقدمتهم الكاتب العام، العربي ثابت، وما زال منصب الكاتب العام شاغرا لكن الزوج هو من يقوم بهذا الدور في انتظار بديل يؤشر عليه الزوج، كما أقدمت الوزيرة على إعفاء مديرة ديوانها، أمينة عادل، بسبب خلافات بينها وبين زوجها المقدم الخديوي. كما أعفت الوزيرة مدير الطفولة والأسرة والأشخاص المسنين، عبد الرازق عدنان.

واصل زوج عواطف حيار، وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، تدخله في شؤون القطاع الاجتماعي، حين قرر تعيين زميلة سابقة، وهي أستاذة التاريخ بجامعة الحسن الثاني، في منصب مديرة للمعهد الوطني للعمل الاجتماعي بطنجة، رغم أنه لا علاقة لها بالعمل الاجتماعي، وما زال المنصب شاغرا إلى اليوم ينتظر تأشيرة أخنوش.

أمام هذه التدخلات، تحولت الوزيرة إلى واجهة سياسية بينما تقوى الزوج الذي امتدت صلاحياته من البيت إلى القطاع الاجتماعي، بل أصبح في نظر المصالح الخارجية مفتشا فوق العادة.

وزيرة مغربية تتزوج من كوميدي فرنسي

ولدت مريم الخمري في 18 فبراير 1978 بالعاصمة الرباط وسط أسرة ميسورة نسبيا، حيث كان والدها يمارس التجارة ويتطلع إلى البحث عن أسواق جديدة في أوروبا، وعاشت في وسط يؤمن بالدراسة والتعلم لأن والدتها كانت فرنسية الجنسية، لكنها تدرس اللغة الإنجليزية، فقد ساد البيت جو التعلم، فيما كانت مريم تقضي وقتها في القراءة وممارسة هواية ركوب الدراجة بحيطة وحذر خاصة وأنها ولدت في اليوم العالمي للسلامة الطرقية. انتهى القدر بمريم وزيرة للتشغيل في العاصمة الفرنسية باريس، بعد المرور عبر مجموعة من المحطات من طنجة إلى لي دو سيفر ثم بوردو.

انتقلت الأسرة الصغيرة المكونة من الأب والأم وثلاثة أبناء أوسطهم مريم إلى مدينة طنجة، للضرورة المهنية. أمضت مريم كامل طفولتها بالمغرب، ثم سافرت وعمرها تسع سنوات مع والديها إلى فرنسا، بعد أن قررت الأم العودة إلى بلادها، ورافقها زوجها والأبناء، هناك تابعت البنت تعليمها الثانوي، ثم أتمت تعليمها العالي بجامعة «السوربون» في اختصاص القانون العام.

خلال وجودها في الحرم الجامعي تعرفت مريم على شاب ينحدر من بوردو يدعى لوييك جان، كان يدرس القانون ويتابع تكوينا في المسرح، لاحظت موهبته في الكوميديا ورغبته في دخول عالم التمثيل من بوابة الجامعة، ناهيك عن مواهبه في الكتابة المسرحية، بل إنه لم يكن يتردد في انتقاد المشهد السياسي دون أن يعلم أن صديقته المغربية ستصبح سياسية وأن علاقتهما ستكلل بالزواج.

غير الشاب مساره ودخل العالم الرقمي، حيث أصبح متخصصا في محاربة «فيروسات» الأجهزة الإلكترونية، ومسؤولا بإحدى المؤسسات الكبرى في مجال الأنترنيت، في حين واصلت مريم مشوارها بعد نهاية دراستها الجامعية، حيث التحقت ببلدية في الدائرة الـ 18 بالعاصمة الفرنسية لتصبح عضوا في «الحزب الاشتراكي». بعد ذلك، التحقت ببلدية باريس حيث أسندت لها مهمة الأمن والوقاية من المخاطر الأمنية من قبل العمدة السابق، برتران دو لانوي، قبل أن تتقلد منصب المتحدثة الرسمية باسم العمدة آن هيدالغو خلال حملتها الانتخابية سنة 2014.

قال عنها زوجها إنها «امرأة براغماتية وفاعلة ومتفائلة، وهي ناجحة ترسم أهدافا وتسعى إلى تحقيقها، ثم إنها شخصية بشوشة ونزيهة وتجيد التعامل مع كل العاملين معها، وهي لا تظهر طموحا كبيرا أو لهفة على السلطة».

لا علاقة لزوج مريم بالسياسة، فهو يفضل الانشغال بالكمبيوتر، في عز الحملات الانتخابية، وكأنه غير معني بها، لكنه يحرص على الالتزام بدخول البيت مبكرا. وفي رصدها للحياة الخاصة للوزيرة، قالت صحيفة «باري ماتش» إن مريم وزوجها لوييك يعيشان حياة بسيطة، في شقة بسان أوين رفقة ابنتيهما ياسمين وتيلما، «زوجي يشرف على رعايتهما خلال غيابي وحين أكون في البيت ألعب دوري، وأحاول في كل عطلة صيف أن أعوض لهما ما حصل في الشتاء».

حين التحقت الخمري بالحكومة في شهر غشت 2014 في منصب كاتبة دولة مكلفة بسياسة المدينة، أو عندما تم تعيينها وزيرة للعمل في حكومة مانويل فالس بدل فرانسوا رابسمان، ظل الزوج متمسكا بحق الاختفاء عن الأنظار والابتعاد عن الأضواء، بل إنه رفض حضور أكثر من لقاء إعلامي يراد به تسليط الضوء على هذا «الكوبل».

بن يونس غزالي.. زوج ومستشار وزيرة مكافحة الأمية

أصر والد نجيمة طاي طاي أن يطلق عليها هذا الاسم تشبيها بالنجوم، بعدما طال انتظاره لمولودة لذا اعتبرت «نجمة» البيت، لكن الغرابة شملت الاسمين العائلي والشخصي حيث ظلت الفتاة تفك رموزه طيلة طفولتها وشبابها في منطقة زليجة المنجمية شرق المملكة.

تعلقت نجيمة بجدتها المتصوفة، والتي كانت ترافقها في حلها وترحالها، وحين يرخي الليل ستاره تروي لها حكاية جعلتها خزانا لكثير من القصص الشعبية التي ساهمت في بناء شخصيتها قبل أن يصبح الحكي الشعبي تخصصها ومهنتها.

نشأت نجيمة في وسط عائلي محافظ يعيش على تقاليد أهل الشرق، لكن والدها أصر على أن يشركها في الحياة المدرسية خلافا لما هو معمول به في تلك الفترة، إذ غالبا ما تحرم الفتاة من ولوج المدرسة وفي أحسن الأحوال تكتفي بالحد الأدنى من التعلم، لكن الأب واجه التحدي وأصر على أن تكون لنجيمة مكانة في الفصل بين الذكور الذين كانوا ينتمون لجنسيات مختلفة، إذ كان الفصل يضم تلاميذ برتغاليين وإسبانيين وفرنسيين في إحدى قرى الشمال الشرقي للمغرب، بل إن الوالد رفض توصيات بإنهاء مسار ابنته مبكرا وواجه المعارضين بإصرار كبير، كما رفض عروض خطبة مبكرة لنجمته الصغيرة حتى لا تتحول الفتاة إلى منتجة أبناء فقط.

حين كانت نجيمة تستعد لمغادرة المغرب صوب فرنسا لاستكمال دراستها الجامعية، رافقها والدها إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، وعلى امتداد مسافة الطريق ظل يشحنها بآخر النصائح، ويدعوها لاستحضار الوصايا العشر قبل إقلاع الطائرة نحو باريس لمتابعة دراستها الجامعية، محذرا إياها من مغريات عاصمة الأنوار، وإكراهات الغربة، حصنت نجيمة نفسها ضد عاديات حياة المهجر، حيث تزوجت مباشرة بعد وصولها إلى باريس برجل يتقاسمها البحث الجامعي شعبة التاريخ كما كان يتقاسمها النضال في حزب واحد، لذا فهي لا تتردد في الاعتراف بأن الفضل في ما وصلت إليه يرجع للوالد والزوج.

حين تعرفت نجيمة على الشاب بن يونس غزالي ابن الشرق، كشفت لوالدها عن رغبتها في الارتباط السريع به، فتلقت على الفور الضوء الأخضر، خاصة وأن بن يونس كانت يتقاسم معها الكثير من نقط التجاذب دراسيا وجغرافيا ووطنيا وسياسيا، حيث كان من أبرز طلاب الجامعة وأكثرهم ذكاء. «علاقتي بزوجي هي ككل علاقة زوجية بين رجل وامرأة، ولكنها في نفس الوقت تتميز بكوننا لنا نفس الاهتمامات، على مستوى السياسة لأننا ننتمي لحزب واحد، وزوجي من المناضلين الكبار في حزب التجمع الوطني للأحرار. وعلى المستوى الثقافي فنحن لدينا نفس الانشغالات الثقافية، وحتى عندما التقينا أول مرة فقد كانت هذه الأشياء هي التي جمعت بيننا. فزوجي خريج جامعة السوربون أيضا وهو متخصص في التاريخ وهو عضو في مجموعة البحث التي تشتغل على الحكاية ولنا نفس التوجهات، فهو مستشاري الدائم الذي ألجأ إليه في كل كبيرة وصغيرة، لقد رأيت بأم عيني كيف أن أمي كانت تقدر والدي وتقبل يده ليس خضوعا وإنما تقديرا واحتراما. وأنا أيضا أقدر زوجي وأحترمه ويحترمني، وأستشيره في كل كبيرة وصغيرة ولا أقدم على أي عمل دون أن أنال رضاه»، تقول نجيمة في إحدى حواراتها التلفزيونية.

حين عينت نجيمة على رأس منصب حكومي يتكلف بمحاربة الأمية، راهنت على أمرين: المرأة والحكاية التي جعلتها أداة للقضاء على الأمية، وفي فترة ولايتها الحكومية ظل زوجها يلعب دور المستشار دون أن يتدخل في سير عملها إلى أن انخرط في مجال الحكايات وأصبح ركيزة لمهرجانات الحكي، قبل أن يلقى ربه ويصبح رمزا من رموز مغرب الحكايات وهو الذي كان قيد حياته يرافع من أجل نصرة التراث اللامادي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى