فاس: لحسن والنيعام
لم يجد كل من رئيس مجلس جهة فاس، امحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، وعمدة العاصمة العلمية، ادريس الأزمي، عن حزب «البيجيدي»، بحضور عدد من رؤساء الجماعات المحلية، في لقاء جهوي حول «التشغيل والتكوين»، حصيلة لتقديمها حول مساهمة المجالس المنتخبة بالجهة في خلق فرص الشغل والمساهمة في تعزيز ربط التشغيل بالتكوين.
وكان من اللافت أن يؤكد رئيس مجلس الجهة بأن مجلسه لا يزال يجهل هوية الجهة، في أفق بناء تصور يشخص الإكراهات والمؤهلات. ولذلك كلف مركز دراسات بميزانية مهمة لإعداد تصور مستقبلي أورد العنصر بأنه سيركز على الصناعات الغذائية والسيارات، وذلك إلى جانب اقتصاد المعرفة والخدمات والسياحة.
واكتفى امحند العنصر بتقديم قراءة قانونية حول اختصاصات مجالس الجهات، مع الإشارة إلى تنظيم مجلس الجهة لمناظرة حول التشغيل جرى تنظيمها بمدينة إيفران سنة 2017، وكلفت أشغالها ميزانية مهمة من أموال مجلس الجهة، دون أن تعرف توصياتها أي تفعيل. وقال العنصر، في هذا اللقاء الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي بقاعة البطحاء بفاس العتيقة، وحضره حفيظ العلمي، وزير التجارة والصناعة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، إن مجلسه يقدم منحا لمجموعة من الطلبة لمتابعة دراساتهم في أسلاك الماستر والدكتوراه، كما يقدم الدعم لبعض التعاونيات.
وفي الوقت الذي أكدت الأرقام التي تم تقديمها في هذا اللقاء حجم الإكراهات التي تعاني منها الساكنة، عاد العمدة الأزمي عن حزب العدالة والتنمية، ليردد مقولته الشهيرة التي تتحدث في عمقها على أن الجهة تعيش انتعاشة اقتصادية مهمة، وقال إن الجهة قطب اقتصادي رائد، مضيفا بأن كل ما تحتاجه فقط هو قصر للمؤتمرات، كما هو الشأن بالنسبة لمدينة مراكش.
وذهب الوزير حفيظ العلمي، وهو يستقبل عددا من الإكراهات التي تعيشها الجهة في قضية غياب الربط بين التكوين والشغل، وانتشار البطالة، إلى أن الحلول يجب أن تنبثق من أرض الواقع، وتحدث عن ملابسات غياب النخب الجهوية في المجالات الاقتصادية عن أي مبادرات لتجاوز الإكراهات التي تعيشها الجهة والتي كشفت الأرقام بشأنها على أنها تعاني من انتشار الأمية بنسبة 37.4 في المائة، أي بنسبة 32.2 على الصعيد الوطني، وتعاني من البطالة، ومن انتشار القطاع غير المنظم بنسبة 54 في المائة.
وتتوفر جهة فاس، طبقا لمعطيات استعرضها والي الجهة سعيد ازنيبر، على مؤهلات مهمة، من قبيل احتضانها لخمسة أقطاب جامعية تتبع لها كليات ومعاهد في تخصصات مختلفة، وتتوفر على حوالي 266 مؤسسة للتكوين المهني. كما أن بها بنيات طرقية مهمة، ومطار دولي، وتبلغ نسبة تغطيتها بالكهرباء نسبة 99 في المائة، وتبلغ تغطية مجالها الحضري بالماء الصالح للشرب نسبة 98.5 في المائة، وتبلغ نسبة 92 في المائة في الوسط القروي. ويعتبر القطاع الفلاحي من القطاعات الأساسية المشغلة بالجهة، وبعده قطاع الصناعة التقليدية، ثم السياحة والصناعة. وفي مقابل تهرب المنتخبين من تقديم الحصيلة، أشار الوالي ازنيبر إلى أن الجهة تحتاج إلى تعزيز الجاذبية الترابية والتنافسية الاقتصادية، وتقليص الاختلالات والفوارق المجالية بين الحواضر والقرى والأقاليم، وتثمين رأسمالها اللامادي وموروثها الثقافي، في إشارة إلى ما تتوفر عليها من مجالات سياحية تاريخية في كل من فاس ومكناس وتازة وصفرو، تحتاج إلى إعادة تأهيل وتسويق لكي تساهم في صنع الجاذبية السياحية للجهة