هل عرضت عليك الجنسية البرتغالية؟
كان المدرب فيريرا، المعروف في البرتغال، مساعدا لمدرب المنتخب البرتغالي وأشرف على تدريب أندية بنفيكا وسبورتينغ براغا وبوافيستا وبورطو وسبورتينغ لشبونة، كما أشرف على تدريب الزمالك المصري. هذا المدرب فاجأني يوما، وهو ضمن منتخب البرتغال، بسؤالي عما كنت أرغب في الجنسية البرتغالية كي أعزز المنتخب البرتغالي، اعتذرت له لأنني لا أتصور نفسي بجنسية أخرى أو بقميص منتخب آخر غير المغرب.
لكن ابنيك يحملان الجنسية البرتغالية؟
ابناي حصلا على الجنسية البرتغالية، محسن ولد في فارو والمهدي ولد في لشبونة حين كنت لاعبا في بنفيكا. تابعا دراستهما هناك وعاشا في البرتغال طفولتهما وشبابهما، فكان من الطبيعي أن يحصلا على جنسية هذا البلد، لكن هذا لا يلغي مكانة المغرب في قلبيهما.
هل حققت طموحاتك في عالم الاحتراف؟
قبل أن أغادر الوداد صوب الاحتراف، حققت الحلم الأول أي التألق في الدوري الإسباني، في زمن كانت قبلة اللاعب المغربي هي الخليج العربي. كنت أؤمن بضرورة الاجتهاد لتحقيق الإنجازات، وأبرزها أنني تجاوزت الـ100 هدف في مسيرتي الأوروبية، ثم إنني لعبت نهائي كأس ملك إسبانيا مع مايوركا ضد أتلتيكو مدريد، ولا أنسى لحظة تتويجي بلقب هداف الدوري البرتغالي برفقة فرينزي، بـ21 هدفا، كما شاركت مع بنفيكا في عدة مباريات قوية، على غرار مواجهة بايرن ميونيخ الألماني في دوري أبطال أوروبا. أحمد الله لأنني مثلت اللاعب المغربي أفضل تمثيل وتركت صدى طيبا، وما زال جمهور فارينزي وبنفيكا يتذكرني بكل فخر، كلما سافرت للبرتغال.
قبل أن تلتحق بفريق بنفيكا، هل تلقيت عرضا من سبورتينغ لشبونة؟
أصل هذه الحكاية أن فريقي فرينزي كان بصدد خوض مباراة ضد سبورتينغ لشبونة، وقبل المباراة توجهت إلى الفندق الذي كان يقيم فيه فريق سبورتينغ من أجل ملاقاة صديقي نور الدين النيبت الذي كان يلعب في صفوفه. التقيت المدرب كيروش الذي كان يشرف على تدريب سبورتينغ، فاقترح علي الانضمام للفريق لكني طلبت منه عرض الأمر على مسؤولي فرينزي.
كنت تحلم باللعب لبنفيكا، فتحقق حلمك..
في مسيرتي الكروية احترمت التسلسل، حيث لعبت في صفوف الوداد سبعة مواسم، ثم انتقلت إلى الدوري الإسباني ووقعت لفريق مايوركا قبل أن أحط الرحال في البرتغال. وبعد تألقي مع فريق متوسط الإمكانيات وقوي العزيمة اسمه فرينزي وفوزي بلقب الهداف، انتقلت إلى بنفيكا لمدة موسمين، بعدها سأعود إلى فرينزي إلى أن اعتزلت الكرة في 2004. سأروي لك واقعة حصلت لي حين كنت لاعبا في صفوف الوداد، حيث كنا في معسكر مع الفريق في مدينة لشبونة البرتغالية، وشاءت الصدف أن نمر، أنا وحسن بن عبيشة، بالقرب من ملعب بنفيكا، فقلت له سيأتي يوم ألعب في هذا الملعب، كان مجرد حلم فأصبح حقيقة.
هل توصلت بعروض بعد انتهاء مسارك مع بنفيكا؟
حين أنهيت تعاقدي مع بنفيكا تلقيت عرضا من نادي فيتوريا غيماريش الذي لعب له في ما بعد بعض اللاعبين المغاربة، على غرار فوزي عبد الغني وعدوة، كما توصلت بعرض من ناد خليجي بواسطة وكيل أعمال عراقي، لكني صرفت النظر لأنني كنت أود إنهاء مشواري في فرينزي وهو ما تأتي لي، لكن بعض المشاكل التي حصلت داخل الفريق حالت دون تحقيق أحلامي، رغم ذلك عدت للفريق الذي بدأت منه مشواري البرتغالي.
اختار ابنك محسن مركز اللعب نفسه وأصر على خلافتك في الدوري البرتغالي..
كما أشرت في السابق، ابني محسن ولد في مدينة فارو سنة 1994، تكون في نادي بنفيكا وتدرج في عدة فرق، أشهرها فيتوريا سيتوبال قادما من إنتر دي المانسيل. ووجه الناخب الوطني السابق، الفرنسي هيرفي رونار، بتنسيق مع المدير التقني الوطني ناصر لارغيت، الدعوة لمحسن سنة 2016 للدخول في معسكر المنتخب الأولمبي المغربي بمدينة مراكش، وبعد ذلك تم صرف النظر لا أعلم لماذا، ربما لأنه ابن لاعب دولي سابق.
هل أخطأت حين قررت العودة للمغرب؟
ربما كان خطأ مني حين اعتقدت أن التجربة التي اكتسبتها خلال فترة احترافي في المغرب وإسبانيا ثم البرتغال، ستكون موضع ترحيب من الفرق المغربية، علما أنني خضعت للتكوين في البرتغال حين كنت لاعبا وحصلت على شهادة تدريب «ويفا»، وعندما عدت إلى المغرب وقررت البحث عن معادلة لها، سلمتني الإدارة التقنية شهادة تدريب صنف «باء» وقيل لي إنها تعادل الشهادة الأوربية. بعد ذلك حصلت على شهادة «مناجير» عام بعد أن اجتزت الاختبارات بنجاح، هذه الشهادة هي الأولى من نوعها في المغرب ونظمتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لفائدة اللاعبين الدوليين السابقين، فقط على رؤساء الفرق التفاعل مع هذا الدبلوم والاستعانة بحامليه.
لماذا اختار حسن ناضر التدريب في الظل؟
التدريب في الظل لا أتفق معك، لأن أي شخص ضمن الطاقم التقني له مهمة، حين اعتزلت اللعبة دربت شبان فرينزي وكنت مساعدا لمدرب الفريق الأول ثم مدربا أساسيا للفريق نفسه. حصلت بعض المشاكل وقررت العودة إلى المغرب، حيث اشتغلت في فريقي الأم الوداد وعينت مديرا لمدرسة النادي كما عملت مدربا لفئة الأمل ومساعدا للمدرب توشاك وفي الإدارة التقنية أيضا مع حسن بن عبيشة.
هل انقطعت علاقتك مع الكرة البرتغالية؟
أبدا، دائما العلاقة جيدة والاتصالات لم تنقطع، في أي حدث يتصل بي الصحافيون البرتغاليون ويأخذون رأيي في العديد من الأمور التي تتعلق بالكرة المغربية والمنتخب والوداد.
حاوره: حسن البصري