النعمان اليعلاوي
تتواصل تداعيات قرار الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب، سحب حزبها من تحالف الأحزاب الثلاثة المشكلة لفدرالية اليسار، فقد أعلن حزبا المؤتمر الوطني الاتحادي والطليعة الديمقراطي الاشتراكي تخطيهما للحزب الاشتراكي الموحد من خلال عقد اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاندماجي وتنفيذ توصيات الهيئة التقريرية الأخيرة مع إشراك كل المكونات اليسارية والتقدمية و«الانفتاح على كل النشطاء في الحقول المختلفة الذين يتقاطعون مع مشروع الفدرالية بالموازاة مع التحضير للانتخابات»، حسب الحزبين اللذين أعلنا عن «إصدار بطاقة الانتماء للفدرالية والتي تخص جميع المقتنعين بمشروعها»، حسب بيان لحزبي المؤتمر الوطني والطليعة الديمقراطي (تتوفر «الأخبار» على نسخة منه)، أعلنا فيه أيضا خوض معركة الانتخابات باسم تحالف فدرالية اليسار ورمزه «الرسالة» واستكمال جميع المهام التنظيمية التي سبق وأن تم الاتفاق عليها بالهيئة التنفيذية.
في السياق ذاته، وجه الحزبان انتقادات واتهامات مباشرة لمنيب بعد القرار الذي اتخذته ومكتبها السياسي بسحب توقيعها من التصريح المشترك بالتحالف الانتخابي بين الأحزاب الثلاثة الذي تم وضعه من قبل، واعتبرا أن «هذا يعني ضمنيا وعمليا الانسحاب من فدرالية اليسار الديمقراطي وهيآتها الوطنية والمحلية»، وأوضح الحزبان أن هذا القرار يشكل محاولة «للمس بصورة الفدرالية وفرملة مسارها نحو تحقيق مشروعها المجتمعي»، وأشارا إلى أن «قرار السحب يمثل بالفعل انقلابا على القانون الأساسي والورقة التنظيمية لفدرالية اليسار الديمقراطي في لحظة حرجة وبمبررات غير مقنعة»، فيما شددا على أن «خارطة الطريق للفدرالية لازالت قائمة وملزمة في أفق بناء الحزب الاشتراكي الكبير».
وكان شريط فيديو تم تسريبه من مداخلة للأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد خلال لقاء سابق في إطار فدرالية اليسار، قد صب الزيت على نار الخلاف المستعر بين منيب ورفاقها، فقد اتهمت منيب بعض أعضاء حزبها بـ «السرقة» ووصفتهم بـ «الدراري»، حسب منيب التي تحدثت بنبرة أكثر حدة خلال اللقاء الذي كان قبل قرارها الانسحاب من تحالف فدرالية اليسار، واصفة بعض أعضاء حزبها بـ «المخربين في الحزب، الذين يعمدون إلى القيام بممارسات لا أخلاقية من قبيل السرقة»، وقالت في الشريط المذكور، إنها واجهت «مقاومة شديدة في بداية ولايتها كأمينة عامة للحزب، للحيلولة دون تطبيق برنامجها وتصورها، خاصة من طرف عناصر وصفتهم ب (الدراري والمفلسين ..)»، مهددة كل من لا يتماشى مع خط الحزب ولا تتوفر فيه مبادئ معينة بالطرد من صفوفه.