شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمع

حريق مهول وسط الغابة بمنطقة الهرارش بطنجة

 تقارير سابقة حول نشاط التجزيء السري ركزت على المنطقة

طنجة: محمد أبطاش

 

عاشت منطقة الهرارش المطلة على طنجة والتي توجد بها مساحة غابوية مهمة، حالة استنفار قصوى بعدما اندلع بها حريق مهول منذ عشية يوم الجمعة الماضي، ما تسبب في فقدان مساحة مهمة من الغطاء الغابوي، بالتزامن مع حريقين آخرين متفرقين بضواحي المدينة، اندلعا يومي الأربعاء والخميس الماضيين.

وقد حلت مختلف العناصر المكلفة بإخماد الحرائق لدى السلطات المختصة بعين المكان، حيث استعانت بالوسائل المتاحة، سواء الشاحنات الصهريجية، أو الوسائل المستعملة من طرف أعوان الإنعاش الذين التحقوا أيضا لمساعدة هذه السلطات على إخماد هذه النيران، مما مكنها من السيطرة على الحريق خلال الساعات الصباحية الأولى لأول أمس السبت. وأكدت بعض المصادر أنه لم تسجل أي خسائر بشرية، لكون الغابة بعيدة عن التجمعات السكنية، إلا أنه سجل فقدان مساحات مهمة من الغطاء الغابوي، مع العلم أن المنطقة نفسها كانت موضوع تقارير سوداء حول وجود مافيا للعقار، تقوم بتفعيل الحرائق للسيطرة على الأراضي المتاحة بها، وبالتالي تجزيئها سرا، وإعادة بيعها، والتي تدر عليها مبالغ طائلة، بل أحيانا تلجأ إلى الوثائق وشهود الزور لإثبات أنها في ملكيتها، حيث وصلت تداعيات هذه الملفات أخيرا إلى القضاء.

وقد تم في هذا الإطار فتح تحقيق قضائي للوقوف على المسببات التي أدت إلى هذا الحريق المهول، سيما وأن أعمدة الدخان كانت تشاهد بشكل مباشر من جميع أحياء مدينة طنجة.  جدير بالذكر أن السلطات المحلية التي توجد منطقة الهرارش- الشجيرات في نفوذها الترابي سبق وأن تلقت تعليمات ولائية، وذلك بغرض وقف عملية الترخيص للبناء بهذه المنطقة، مباشرة بعد ورود تقارير حول استفحال التجزيء السري وفي قلب الأودية أحيانا، كما شنت السلطات المحلية أخيرا حملة ضد البناء العشوائي، بمنطقة الهرارش المشار إليها، بعدما ظهرت العشرات من المباني في ظروف غامضة، في حين استبقت السلطات عملية الهدم، بتصفية شاملة لملفات سلالية وذلك لقطع الطريق أمام المتربصين بالعقارات المحلية، على اعتبار أن المناطق المذكورة تعتبر الأقرب إلى المدار الحضري للبوغاز، وبالتالي أصبحت العقارات تزحف نحوها. وأعطيت أوامر صارمة إلى السلطات المحلية بالتعامل بحزم مع مثل هذه البنايات، وهدمها في الحين، مع إيفاد السلطات الولائية بتقارير شاملة ودقيقة عن هذه الملفات. وتبين للسلطات وجود عمليات استحواذ بعض الأفراد على معظم أراضي الجموع التي تقدر بمئات الهكتارات، وهي مشمولة بثلاثة مطالب للتحفيظ من طرف الجماعة السلالية، بل تمتد هذه العمليات إلى معظم الأراضي السلالية المغطاة بالغابة على صعيد مداشر فدان شابو، وبني مجمل، والهرارش الغربية والجنوبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى