طنجة: محمد أبطاش
أثار حريق مفاجئ اندلع على مستوى غابة «الفرنساوي» بطنجة عشية أول أمس الخميس، حالة استنفار نظرا لقرب الغابة من التجمعات السكنية، وقد جنب التدخل المستعجل لعناصر الوقاية المدنية، اتساع رقعته وبالتالي تطويقه في وقت قياسي.
وقالت بعض المصادر إن الحريق الذي اندلع بمساحة واسعة من الأشجار، خلق حالة من الرعب والهلع في صفوف ساكنة المنطقة، مع العلم أن الغابة موجودة بالقرب من أحياء سكنية. وأضافت المصادر ذاتها أن سكان المنطقة قاموا بالتواصل مع عناصر الوقاية المدنية التي انتقلت إلى عين المكان من أجل محاصرة الحريق وإخماده.
وجرى فتح تحقيق من لدن المصالح الأمنية المختصة تحت إشراف النيابة المختصة، لمعرفة حيثيات ما جرى بالضبط، خاصة وأن الغابة كانت لمرات متكررة محط أطماع لوبيات عقارية لكونها قريبة من التجمعات السكنية. للإشارة، فإن هذه الغابة، سبق وأن كانت موضوع احتجاجات وشكايات على خلفية الإهمال الذي تتعرض له، فضلا عن احتجاج سابق ضد المصالح الصحية بالمدينة، بعد أن قامت بمحاولة ضم هذه الغابة إلى نفوذ مستشفى محمد السادس، قصد الشروع في بناء جزء من هذه المؤسسة الصحية.
وأثارت عملية تسييج للغابة، استنكارا في صفوف السكان وبعض النشطاء، تنديدا بما أسموه، تهديد آخر متنفس للساكنة، من قبل المصالح الطبية المسؤولة، والتي أقدمت على هذه العملية. وقال محتجون في وقت سابق، إنهم ليسوا ضد عملية تهيئة الغابة المشار إليها، مشددين على أن الأمر يتعلق بأحد الحقوق الدستورية وهي الصحة، كما طالبوا والي الجهة بالتدخل بغرض توسيع دائرة خدمات المستشفى بدل التوسع على حساب البيئة. إلى ذلك، طالب عدد من السكان، المصالح المختصة، بضرورة تحديد المسؤوليات في عملية تهيئة الغابة المذكورة، خصوصا وأنها أضحت على حد تعبيرهم ملاذا للمنحرفين محليا، حيث يتخذونها مكانا لمقارعة الخمور، وترويج المخدرات فضلا عن اعتراض سبيل المارة، وفق تعبير هؤلاء.