طانطان: محمد سليماني
رغم إسدال الدورة السادسة عشرة لموسم طانطان ستارها، منذ الثاني عشر من شهر يوليوز الجاري، إلا أن تداعيات الحريق الذي اندلع في مجموعة من الخيام المنصوبة بمصب وادي درعة لإيواء الضيوف الكبار للموسم التراثي، ما زالت تتفاعل يوما بعد يوم.
واستنادا إلى المصادر، فإن الشبهات التي تحوم حول الأسباب الحقيقية لاندلاع الحريق بعدد كبير من الخيام، تثير كثيرا من الأسئلة، خصوصا وأن هذا الحريق جاء يوما واحدا فقط قبل انطلاق الفعاليات الرسمية للموسم، الأمر الذي خلف حالة من الارتباك في صفوف المنظمين، في ظل البحث عن بديل على وجه السرعة لتحويل الضيوف الكبار إليه، بعد استحالة البقاء بمصب وادي درعة.
وفي هذا السياق، وجهت البرلمانية الباتول أبلاضي سؤالا كتابيا إلى وزير الداخلية، من أجل إطلاع الرأي العام المحلي على الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اندلاع هذا الحريق في مجموعة من الخيام بموسم طانطان. كما كشفت البرلمانية أن نشوب الحريق في مجموعة من الخيام يطرح أسئلة كبيرة حول جودة شروط الأمن والسلامة الصحية المتوفرة في مختلف المرافق والفضاءات التي تستضيف فعاليات هذا الموسم ذي الصيت العالمي، والمدرج ضمن لائحة التراث العالمي الشفهي اللامادي من طرف منظمة «اليونيسكو».
وبحسب المعطيات، فقد كان حريق مهول قد أدى إلى إتلاف 96 خيمة مخصصة للضيوف بموسم طانطان، تم نصبها بمصب وادي درعة، بنفوذ الجماعة الترابية بن خليل. هذه الخيام التي تخصص في العادة للضيوف المميزين، حيث يتم نصبها في مكان يلتقي فيه وادي درعة بالشاطئ، غير أن النيران القوية أدت إلى إتلاف الخيم، وخلقت هلعا في صفوف المنظمين بفعل امتداد ألسنة اللهب إلى مساحة كبيرة.
ومن حسن الحظ أن النيران اندلعت في الخيام في وقت لم يحل بعد زوار الموسم بهذا الفضاء، الأمر الذي لم يخلف خسائر بشرية، رغم أن النار حولت الخيام إلى رماد، حيث لم تتبق سوى الهياكل الحديدية.
ورغم تناسل الإشاعات حول أسباب هذا الحريق، وافتراض أنه من تدبير بشري، إلا أن مصدرا مطلعا كشف لـ«الأخبار» أن السبب الوحيد لهذا الحريق الضخم هو تماس كهربائي، ذلك أنه تم ربط الخيام المنصوبة بشكل دائري متسلسل بالتيار الكهربائي، حيث إن تماسا وقع بإحدى الخيم أدى إلى احتراقها ليمتد بعد ذلك نحو باقي الخيام المتتالية. وقد تدخلت عناصر الوقاية المدنية، حيث تمت السيطرة على الحريق بعد جهد جهيد.
وكانت السلطات الأمنية قد فتحت تحقيقا بخصوص أسباب هذا الحريق الذي كاد أن ينهي النسخة السادسة عشرة من موسم طانطان قبيل انطلاقته، حيث جرى إيقاف بعض الأشخاص والبحث معهم حول أسباب اندلاع النيران، وما إن كان الأمر بفعل فاعل، خصوصا وأن شريحة عريضة من فعاليات المدينة تعارض طريقة تدبير هذا الموسم، إلا أن مجريات البحث انتهت إلى كون التماس الكهربائي هو السبب.
وحسب المعطيات، فقد قرر منظمو موسم طانطان نقل الضيوف، الذين كان مفترضا أن يستقروا طيلة أيام الموسم بمصب وادي درعة نحو أحد الفنادق المصنفة بمدينة كلميم البعيدة بـ120 كيلومترا عن طانطان.