حذارِ من الإساءة لورش ملكي
انطلقت احتجاجات ضحايا الزلزال الذي ضرب المغرب لا سيما بدواوير أمزميز بسبب قيمة التعويضات وظروف الإيواء في ظل تهاطل الأمطار بمخيمات تؤوي المتضررين، للمطالبة بتوفير مزيد من الخيام لمن لم يتسلمها بعد أو من تضررت خيمته بالرياح والأمطار الأخيرة، مع تزويد المخيمات غير الموصولة بالكهرباء بالطاقة، وتقريب المياه والمرافق الصحية، وتوفير روض للأطفال مع مؤطرين وحراس.
هذا بالفعل ما كنا نتخوف منه منذ أسابيع، أن تتحول تلك الملحمة الوطنية التضامنية التي أكدت للجميع أن المغرب ملكا وحكومة وشعبا هم لحمة واحدة، يجيدون التعامل مع اللحظات الحرجة بل يصنعون منها لحظة للتلاحم ولحظة لإعادة البناء والتوجه إلى المستقبل، قد تتحول بفعل سوء تدبير السلطات إلى فعل احتجاجي يطالب باحترام التوجيهات الملكية الواضحة في صيانة كرامة الضحايا.
كنا ندرك مسبقا أن فصل الشتاء سيكون تحديا حقيقيا لما بعد الزلزال سواء بالنسبة للضحايا أو السلطات التي لا أحد ينكر المجهودات التي بذلتها طيلة شهور، لكن السياق الطبيعي الصعب يتطلب منها مزيدا من التركيز والرفع من أدائها لكي يتناسب مع المشاكل التي يتسبب فيها الطقس البارد والماطر في المناطق الجبلية.
كما أن المسؤولية ملقاة على عاتق مئات من المنتخبين والبرلمانيين الذين يمثلون تلك المناطق، للقيام بواجبهم في كل ما يتعلق بالاختصاصات الذاتية للجماعات وبأدوارها كممثلين للشعب، فلا يعقل أن يقدم المنتخب استقالته من المساهمة في حماية سكان دائرته والحفاظ على كرامتهم فقط لأن السلطات في وزارة الداخلية تتحمل العبء بالكامل، للأسف، أظهر الزلزال أننا أمام نماذج من المنتخبين لا يعول عليهم أثناء الأزمات ودورهم الوحيد أنهم يختبئون وراء السلطات لتبرير فشلهم الذريع في حماية المواطنين الذين يمثلونهم محليا ومركزيا.
الخلاصة أنه لا أحد من حقه الإساءة لتلك الملحة الوطنية التي صنعها الملك مع شعبه، وبالطبع فإن هذه الملحمة لم تنته بعد ما لم تتم إعادة إعمار المنطقة وتسليمها للضحايا، لذلك حذارِ من الأخطاء والتقصير ممن اؤتمنوا على ورش ملكي نبيل.