شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرملف الأسبوع

حب في الأجواء قصص غرام في الطائرة انتهت بالزواج

قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن شركة الخطوط الجوية القطرية طلبت من مضيفاتها الحصول على إذن قبل الزواج، وأوضحت الصحيفة أن المضيفات لا يمكنهن العمل في خطوط الطيران القطرية إلا إذا كن غير متزوجات أو حتى مخطوبات، ويجب أن يبقين على تلك الحالة خمس سنوات بعد بدء العمل وإذا أردن الزواج عليهن الحصول على إذن أولا. يندرج هذا الشرط في سياق الحفاظ على الصورة الجميلة للمضيفات، إذ يعد معيار الجمال حاسما في اختيارهن لهذه الوظيفة.

مقالات ذات صلة

ليس هذا هو موضوعنا، لكن جمال المضيفات الجويات دفع الكثير منهن إلى تفضيل عرض الزواج والتضحية بالعمل في الأجواء العليا.

هناك من يظن أن الارتباط بمضيفة طيران يبدأ من رحلة جوية طويلة، تتيح له فتح باب الحوار مع مضيفة تختزل كل مواصفات الجمال والخدمة. وهناك من يظن أن الطائرة هي المكان الأخير لإيجاد شريك الحياة، لكن ليس الأمر مستحيلا بعد عشرات القصص التي تزكي هذا الطرح الذي لعبت فيه الصدفة دورا كبيرا في استكمال علاقة تبدأ بابتسامة وكلمة ترحيب.

قصص ارتباط عديدة بدأت في جوف الطائرات وهي تخترق المجال الجوي، وسط تعليمات صادرة عن صوت رخيم يتساءل الركاب عن صاحبته، عشرات الحكايات التي تؤرخ لحب بدأ بنظرة وابتسامة وخدمة في السماء.

خلال رحلات السفر يتبادل المسافر مع مسافرة أو مضيفة قصة حياتهما وآمالهما وطموحاتهما، فيختزلان الزمن والمسافات، وحدها التنبيهات من المطبات الهوائية هي التي تعيد ترتيب الحوار.

الأمر لا يقتصر على المسافرين العاديين في علاقتهم بالمضيفات أو المسافرات، بل أيضا بالشخصيات السياسية، ولنا نموذج في قصة آنا بولا دو سانتوس، عارضة الأزياء والمضيفة الجوية لاحقا على الطائرة الرئاسية، والتي أصبحت زوجة لرئيس أنغولا السابق جوزي إدواردو دو سانتوس.

 

حسن البصري

 

رحلة جوية تسقط مدرب المنتخب في شباك مضيفة لبنانية

حين باشر الاتحاد اللبناني لكرة القدم مفاوضات مع المدرب الفرنسي هنري ميشال، كان يعلم أن المدرب الأسبق للمنتخب المغربي سيكون سعيدا بتدريب منتخب لبنان رغم ضعف تصنيفه العالمي، لأن ميشال كان حينها في قبضة لبنانية تدعى ربى خليل، حيث كان يقيم في شقتها ببيروت، وهي مضيفة طيران سابقة وملكة جمال معتزلة، تعرف عليها هنري في جوف الطائرة حين كانت تشتغل مضيفة في شركة طيران فرنسية.

ارتبط المدرب الفرنسي هنري ميشال طويلا بالمغرب، ونسج علاقات راسخة مع المحيط الكروي، بل وأصبح يتردد عليه حتى وهو مرتبط بتدريب أندية ومنتخبات أخرى.

تزوج هنري من ربى خليل حين توفيت زوجته الفرنسية، وأقام حفلا بسيطا في بيروت عام 2006، وظلت ترافقه في زياراته الكثيرة إلى المغرب الذي اعتبره بلده الثاني، خاصة وأن أكثر المتفائلين لم يخطر ببالهم أن الملك الحسن الثاني سيمنح مدرب المنتخب المغربي هنري ميشال الجنسية المغربية، في استقبال ملكي فور عودة المنتخب الوطني من فرنسا، مباشرة بعد خروج «أسود الأطلس» بشرف من الدور الأول من نهائيات كأس العالم 1998 بفرنسا.

ولأن المدرب حمل الجنسية المغربية وله مع المغرب علاقة عشق قديمة، نسجتها زوجته اللبنانية مع العديد من الأسر المخملية المغربية، خاصة في مدينة الدار البيضاء، فإن الحنين إلى المغرب ظل يزوره، بل إن ربى خليل كانت تحرص على ارتداء القفطان المغربي وحضور أعراس أصدقاء زوجها.

وحين عاد ميشال إلى المنتخب الوطني في مطلع شهر غشت من سنة 2007، استقرت ربى في الدار البيضاء، لكن مسار المدرب مع المنتخب المغربي واجهته مطبات عجلت بإنهاء الارتباط. حينها قال هنري إنه سيرحل رفقة ربى إلى لبنان لتغيير جو الحزن بجو آخر.

ظلت حياتهما على هذا الإيقاع إلى أن توفي هنري يوم 24 أبريل 2018، بعد مرض ألزمه الفراش.

 

 

بشرى بيبانو تتقاسم مع زوجها عشق السحاب وقهر القمم

تجد بطلة تسلق الجبال المغربية، بشرى بيبانو، متعة وهي تصعد الأعالي بحثا عن رقم قياسي، حيث تمكنت من تسلق قمة جبل أنابورنا في سلسلة جبال الهيمالايا في عمق النيبال بالرغم من علوه الشاهق الذي يقارب 8091 مترا، والذي يصنف كأحد أخطر الجبال في العالم بالنسبة للمتسلقين.

تعد بشرى أول امرأة عربية وإفريقية تركب هذا التحدي وتصعد القمة الرهيبة، علما أن موريس هرتزوغ ولويس لاشينال هما الأوائل في بلوغ قمة أنابورنا سنة 1950، وكانا ضمن فريق فرنسي ضم متسلقين عظماء آخرين، من بينهم غاستون ريبوفات وليونيل تيراي.

مغامرات بشرى جعلت خبراء تسلق القمم يطلقون عليها لقب «المرأة العنكبوت»، نظرا لعشقها تسلق القمم العالية مهما كانت درجة المخاطرة، بالرغم من أن هوايتها رافقتها وهي في ريعان شبابها، سيما وأنها امتلكت قوة التحمل والنفس الطويل وحب المغامرة.

تابعت بشرى تعليمها بموازاة مع هواية صعود القمم، وتخرجت بميزة جيدة من المعهد الوطني للبريد والمواصلات بالرباط، ورفعت منسوب تعليمها الجامعي حين حصلت على دبلوم الدراسات العليا في التدبير بجامعة كندية.

في أحد حواراتها أكدت بشرى أن زواجها من رجل يشاطرها شغف بلوغ القمم ساعدها على السير في المغامرة نفسها، خاصة حين تسلقا سويا أكثر من قمة، «بعد أن صعدنا معا إلى قمة توبقال، أقنعته بالسفر إلى تنزانيا لتسلق أعلى قمة في إفريقيا. وتمكنت من تحقيق ذلك الهدف برفقته في فبراير 2011».

وبالعودة إلى إنجاز المتسلقة المغربية، فقد توصلت بشرى بيبانو برسالة تهنئة من ملك البلاد محمد السادس نظير هذا الإحقاق المشرف مع تمنياته الصادقة لها بمزيد من التوفيق في مسارها الرائع في مجال تسلق الجبال.

سيبقى تاريخ 21 غشت 2015 راسخا في ذهن بشرى إلى الأبد، حين وشحها الملك محمد السادس بوسام الاستحقاق الوطني من درجة قائد، خلال احتفالات عيد الشباب، ما مكنها من السير في السكة نفسها، حيث أصبحت رئيسة للجنة النسوية داخل الجامعة الملكية المغربية للتزحلق ورياضة الجبل.

 

القباج يتزوج سويسرية ابنة طيار خلفا لمضيفة مغربية

تعرف الطيار المغربي محمد القباج، خلال تواجده في فرنسا لاجتياز دورة تكوينية في الطيران العسكري، على فتاة سويسرية تدعى أنجيليا، كان والدها طيارا، حيث تعرفت على الفتى المغربي في نادي الضباط، وعاش معها قصة حب في الأرض بعد أن ظلت الطائرة عشيقته في السماء.

ينتمي القباج للفوج الأول للطيارين المغاربة، الذين لم يكن عددهم يتجاوز 12 طيارا اختاروا خدمة الملك محمد الخامس، وهم الذين شكلوا النواة الأولى للقوات الجوية الملكية في السنوات الأولى من الاستقلال.

تكلف القباج، بمجرد عودته من فرنسا، بتدبير «المكتب السادس الجوي»، الذي شكل النواة الأولى للقوات المسلحة الجوية المغربية، إلا أنه بعد خمس سنوات، وتحديدا في شهر أبريل 1969، طلب إعفاءه من الجندية لظروف شخصية، إلا أن رفاق دربه أكدوا أن الرجل كان يسعى للانفلات من القيود الصارمة للجيش، حيث كان يريد أن يقضي أكبر وقت ممكن مع رفيقة دربه السويسرية، ولهذا قرر الالتحاق بالخطوط الجوية الملكية طيارا مدنيا، وهو ما أتاح له هامشا أكبر للحرية والاستجمام في دول العالم، سيما أنه كان حريصا على أن ترافقه زوجته السويسرية في أكثر من رحلة جوية.

ظل ربان الطائرة يعيش حياته بين الجو واليابسة، لكن يوم 16 غشت 1972 سيغير مجرى حياته، عندما نجح في إنزال الطائرة الملكية وعلى متنها الملك الحسن الثاني وشقيقه الأمير مولاي عبد الله ومجموعة من مرافقيه، على أرضية مدرج مطار الرباط ـ سلا، بأعجوبة رغم تعرضها لغارة جوية من انقلابيين هاجموها بثلاث طائرات «ف5».

عاد القباج إلى القوات الجوية بعد أن رحل عنها مستقيلا نحو الطيران المدني، ما أغضب الزوجة التي كانت تجد في الطيران المدني متعة لها ولزوجها، خاصة وأنها كانت تملك حرية التنقل مجانا بفضل «لارام» باعتبارها زوجة أحد أكبر ربابنة الشركة. إلا أن عودته إلى صفوف الجيش حوله إلى مقاتل عاش حياته في القاعدة العسكرية لأكادير والعيون إبان حرب الصحراء.

انفصل القباج عن زوجته السويسرية، وارتبط بزوجة مغربية كانت مضيفة في إحدى شركات الطيران المدني، وأقاما سويا في شقة فاخرة بالدار البيضاء، وبعد تقاعده انكب على كتابة مذكراته، لكن المنية داهمته في سنة 1989، قبل أن ينهي مذكراته التي حولته إلى ناسك متعبد. بعد وفاة القباج تزوجت أرملته من رجل أعمال مغربي مقيم في فرنسا ورزقت منه بابنين، أما السويسرية فضبطت ساعتها على بلدها، هناك بدأت حياة جديدة بعد أن قضت نصف عمرها محلقة في السماء.

 

ماريس باستيي.. حلقت مع زوجها بسماء وجدة وماتت بمدرج مطار ليون

تحتاج سيرة ماريس باستيي التوقف عندها للتأمل في إصرار فتاة على ركوب التحدي مهما كان الثمن. فقد ولدت ماري يوم 27 فبراير 1898 في مدينة ليموج الفرنسية، وتوفيت في مدينة بورن يوم 6 يوليوز 1952، وفي رصيدها رقم قياسي في ساعات التحليق الجوي، علما أنها حطمت رقما قياسيا في تخليد اسمها الذي أطلق على أكثر من شارع ومدرسة ومسرح ومدارس لتكوين فن الطيران.

ولدت ماريس في بيت صغير بزنقة «بومونت» في ليموج، وهو الزقاق الذي يحمل اليوم اسمها، عاشت حياة اليتم بعد وفاة والدها وعمرها لا يتجاوز عشر سنوات، ما حولها إلى يافعة صعبة المراس، خاصة بعد أن اختارت دخول عالم الشغل لمساعدة والدتها على تدبير لقمة العيش، إذ اشتغلت في مصنع صغير للأحذية. تزوجت مبكرا وعمرها لا يتجاوز 17 ربيعا، لكن زوجها سرعان ما توفي، فتعرفت حينها على طيار يدعى لويس ينحدر من مدينة تولوز الفرنسية، ومعه اكتشفت فن التحليق الجوي وأصرت، رغم ضعف رصيدها الدراسي، على الطيران.

ساعدها زوجها على دخول المغامرة، وفي شهر شتنبر من عام 1925 حصلت على شهادة الكفاءة المهنية في الطيران، وأمام استغراب لجنة الاختبار تمكنت من التحليق دون خطأ في أجواء مدينة بوردو الفرنسية، والأغرب أن تمارس تحليقا استعراضيا خلال الاختبار التطبيقي.

بعد عام واحد من حصول ماريس على شهادة الطيران، توفي زوجها الطيار برتبة رائد، في حادثة جوية خلال نزوله أرض المطار في ظروف مناخية مضطربة، حينها قررت المرأة الثكلى أن تخصص ما تبقى من حياتها لتكوين جيل جديد من الربابنة لكن التجربة دامت ستة أشهر قبل أن يتم إغلاق مدرسة التكوين في فنون الطيران.

كان حلم ماريس الكبير إنشاء مدرسة لتكوين الطيارين، وهو ما تأتى لها في مطار أورلي حيث أنشأت «مدرسة ماريس للطيران»، وشاركت في الحرب العالمية الثانية وكانت تقطع المسافات بين باريس والجزائر أو الدار البيضاء كل أسبوع، لكنها كانت تتوقف في وجدة، المدينة التي نسجت معها علاقة مودة وحرصت على زيارتها كلما حلقت نحو الجزائر، بل إنها نظمت مبادرات إنسانية في ثانوية البنات بوجدة التي حملت اسم ماريس قبل أن يحصل المغرب على الاستقلال.

ساندت ماريس السجناء الفرنسيين المعتقلين في سجون ألمانيا، ما جعلها تتعرض لهجوم من طرف متطرفين ألمان أحدثوا بذراعها عاهة دائمة حالت دون قيادتها للطائرات، إلا أنها أصرت على التحليق فماتت في حادث جوي يوم 6 يوليوز 1952 بمطار ليون، ودفنت في باريس بمقبرة مونبرناس وهي برتبة قبطان.

 

جورفان.. مدرب المغرب والعراق يتزوج فوق السحاب

في سنة 1984 وطأت قدما جورفان فييرا المغرب حين دعاه المدرب جوزي فاريا لمساعدته على تدريب الجيش الملكي والمنتخب المغربي لكرة القدم. قبل الفتى الملتحي العرض بسرعة، لأن المسافة الزمنية التي تربط الرباط بلشبونة لا تزيد عن ساعة طيران.

جورفان فييرا كائن متعدد الجنسيات، فهو من أم برازيلية وأب برتغالي، يحمل جنسية كل من البرازيل والبرتغال والمغرب، بالإضافة إلى جواز السفر العراقي الذي ناله بعد تتويج منتخب العراق بكأس أمم آسيا سنة 2007، لكنه لا يحمل غير الجواز البرتغالي في أسفاره ويفخر به كثيرا، رغم أنه اعتنق الإسلام عندما كان مدربا في المغرب، وما يميزه أكثر هو إتقانه ثماني لغات من بينها العربية والفارسية، جاب العالم الإسلامي طولا وعرضا، ووحدها جاذبية خديجة فهيم هي التي وضعت حدا لتنقلاته، فشاركها الحياة الزوجية واقتسما سويا سعادة امتلاك ابن يدعى ياسين.

ورغم أن كثيرا من الكتابات ربطت اعتناقه الدين الإسلامي بارتباطه بزوجته المغربية، إلا أن جورفان فييرا، المدير الفني السابق لكثير من الأندية والمنتخبات، تخلص من الديانة المسيحية قبل الزواج وتحديدا عندما نزح إلى المنطقة العربية عام 1978 لتولي تدريب عدة فرق.

يرفض جورفان قضية التحول من ديانة إلى أخرى، ويصر على أنه كان يعيش فراغا روحيا، «لم أعتنق قبل الإسلام أي ديانة، لا دين لي، لكن ما أدهشني وجذبني عادات المسلمين وصلاتهم وصيامهم، وبدأت أتساءل عن كل ما أراه حولي، وأواصل البحث في الإسلام والقراءة والاستفسار عن كل ما يشغل ذهني من المسلمين ودينهم لمدة أربع سنوات، أي حتى عام 1982.

بعد اعتناقه الإسلام بعامين، تعرف المدرب جورفان فييرا على فتاة مغربية خلال إحدى رحلاته الجوية، فدعاها لمساعدته على استكمال الانضمام إلى الإسلام و«استكمال» دينه بالزواج منها، وفي صيف عام 1992 تزوجا بعد انتزاع موافقة عسيرة من والد الزوجة خديجة، وأنجبا ياسين تيمنا بسورة ياسين، والذي قال عنه فييرا إنه «جاء إلى الحياة مسلما ولم يعان من التيه».

يعترف المدرب بدور الزواج من خديجة في تمتين صلته بالدين، بل إنه ظل سعيدا حين يناديه رفاقه في الشرق خصوصا، بـ«أبو ياسين»، وحين اقتنى شقة في حي المعاريف بالدار البيضاء تطل على مركب محمد الخامس، تبين لخديجة أن زوجها يريد سماع صوت صخب الجماهير لأنه مسكون بالكرة، لكنه ظل يتردد على مسجد النور كلما عاش عطالة المدربين، وكان لا يتردد في سرد قصة تحوله من الإلحاد إلى الإسلام. وخلال رحلته التدريبية في مجال كرة القدم في العديد من الدول، درب «المهدي» عشرين ناديا وأربعة منتخبات، ويبلغ من العمر 70عاما، دون أن يخلف الوعد مع دروس الوعظ والإرشاد، فهي ملاذه الثاني بعد المستطيل الأخضر.

 

 

ثريا الشاوي.. رفضت حب الأرض والسماء وماتت برصاص الغدر

ولدت ثريا بفاس يوم 14 دجنبر 1937، ترعرعت في وسط أسري مؤمن بالحرية وبالوطنية، تابعت دراستها بين فاس والدار البيضاء، مستفيدة من إيمان والدها بها ومن مبادئه التحريرية، حيث أشركها في نشاطه الفني ومثلت في بعض مسرحياته، قبل أن تركب السماء.

نصح الأطباء والد ثريا برحلة تحليق بالطفلة في السماء، حتى تستنشق الأوكسجين الصافي، قبل الأب المغامرة وبحث عمن يساعده على تحقيق وصفة الطيران فكان ما كان: «صعدت ثريا ونزلت وقد لقحت بلقاح التحليق في السماء».

ما أن نالت شهادة الباكلوريا في تخصص علمي، حتى قررت الالتحاق بمدرسة تيط مليل بالدار البيضاء، التي انتقلت إليها كل العائلة. كانت لا تزال في سن الـ 18 من عمرها حين ولجت المدرسة وهي المغربية الوحيدة بين الفرنسيين والإسبانيين والإيطاليين.

ظلت الطيارة المغربية ثريا الشاوي تشكل قلقا حقيقيا للسلطات الاستعمارية وللبوليس السياسي بعد الاستقلال، وهي التي قدمت ملتمسا للسلطات الاستعمارية من أجل إنهاء مسلسل الاعتقالات الذي طال عددا كبيرا من الوطنيين. وعلى الرغم من حالة الغضب التي انتابتها بعد نفي الملك محمد الخامس، وحين عاد السلطان، كانت طائرتها ترمي المنشورات فوق مدينتي الرباط وسلا ترحيبا بالعودة المظفرة. «هنا سقطت ثريا في حب الوطن وهي في السماء».

بعد حصولها على شهادة الطيران، خصصت كبريات الإذاعات العالمية حيزا مهما من وقتها للإعلان عن نجاح ثريا الشاوي في امتحان الطيران بمدرسة «تيط مليل» بالدار البيضاء؛ لتتوالى عليها البرقيات والرسائل المهنئة حينها من بطل الريف محمد بن عبد الكريم الخطابي من القاهرة، ومن أول ربانة طائرة فرنسية «جاكلين أريول»، ومن الباي ملك تونس، وملك ليبيا إدريس السنوسي، والاتحاد النسوي الجزائري والتونسي، ومن علال الفاسي، ليستقبلها الملك محمد الخامس بالقصر الملكي بالرباط.

مباشرة بعد الحصول على الاستقلال ظهرت ميليشيات تنتمي لتنظيمات فدائية قديمة، اندست في صفوف رجال الأمن والأحزاب لتعيث في الأرض فسادا، وتشرع في الاختطاف والتصفية والابتزاز. ظهر أحمد الطويل، الذي قام بالتصفية الجسدية لعدد كبير من رجال المقاومة الذين سبق له أن عمل في صفوفهم لمكافحة الاستعمار، وسرعان ما قرر اغتيالهم لأنهم رفضوا  الانضمام إلى مليشياته، وأدى به غروره وجبروته إلى اغتيال قدوة الفتاة المغربية ثريا الشاوي لأنها رفضت أن تسايره بل وسخرت من عرض تقدم به للزواج منها.

كان الطويل يعتقد أن طيارا فرنسي الجنسية يشتغل في مطار أنفا هو من يأسر قلب ثريا، فحاول تصفيته لكن الطيار عاد إلى فرنسا، فظل يتربص بها الدوائر إلى أن انتقم منها بارتكابه جريمة شنعاء في فاتح مارس 1956.

 

مضيفة طيران مصرية.. حب في الأجواء المصرية ووفاة بالمغرب

لم تكن تعلم أن رحلتها للمغرب هي الرحلة النهائية، التي تسدل الستار على حياتها، إذ ارتبطت ارتباطا كبيرا برحلات الطيران، إذ كان عملها مضيفة طيران حلما طال انتظاره، حتى استطاعت تحقيقه، وعرفها الجميع بدماثة الخلق وحسن السيرة، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة في كازابلانكا أثناء رحلة عمل، نتيجة تعرضها لأزمة قلبية داخل الفندق في المغرب.

أجمعت الصحافة المصرية على أن وفاة ريهام هشام حولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إلى دفتر عزاء عقب إعلان وفاتها، إذ سبب الأمر صدمة كبيرة للجميع، من أصدقائها وأقاربها، وخطيبها الذي كانت تستعد للزواج منه.

قبل وفاتها كانت ريهام تراهن على اقتناء بعض مستلزمات زفافها من الدار البيضاء، لكنها عاشت حالة من الحزن على فقدان زميلتها بالعمل، آلاء عبد الصمد، التي رحلت قبل أيام من وفاتها، إذ شاركت صورتها مطالبة لها بالدعاء بالرحمة والمغفرة. وكان آخر طلب لها، قبل وفاتها، ما طلبته من متابعيها بنشر سورة الكرسي بهدف الرزق والتيسير.

كانت ريهام هشام، قبل شهر من وفاتها، تستعد للزفاف من عبدالله مطراوي، الذي يعمل في مجال السفر والسياحة، وتعرفت عليه في رحلة جوية على متن مصر للطيران، بل إن العروس الراحلة كانت تبحث عن عديد من التفاصيل المتعلقة بزفافها، خلال استعدادها لدخول حياة جديدة لم يكتبها لها القدر. في الدار البيضاء كانت تبحث عن قفطان مغربي وعن مصممة قادرة على مساعدتها في بعض الأمور المتعلقة بالزفاف الذي لم يكتب لها.

وكان خطيب مضيفة الطيران ودعها بكلمات مؤثرة، قائلا: «إنا لله وإنا إليه راجعون، توفيت إلى رحمة الله تعالى خطيبتي وزوجتي المستقبلية وزوجتي في الجنة إن شاء الله عن قريب، ربنا يرحمك ويغفر لك ويعفو عنك ويسكنك فسيح جناته، مع السلامة يا أحلى وأطيب خلق الله، كان نفسك نكبر ونعجز سوا، بس تتعوض لما يجمعنا على خير إن شاء الله في أقرب وقت».

وحسب الصحافة المصرية، فقد نعاها خطيبها بكلمات مؤثرة، قائلا: «اللهم قها عذابك يوم تبعث عبادك، اللهم نوّر لها قبرها ووسّع مدخلها وآنس وحشتها، اللهم إن كانت ريهام غير أهل لوصول رحمتك فرحمتك أهل لأن تسعها اللهم اجعل قبرها روضا من رياض الجنة لا حفرة من حفر النار اللهم اغفر لها وارحمها واعف عنها يا رب العالمين اللهم اجعل القرآن الكريم شفيعا لها يا رب اللهم اجعل عن يمينها نورا حتى تبعثه آمنًا مطمئنًا في نور من نورك اللهم انظر إليها نظرة رضا فإن من تنظر إليه نظرة رضا لا تعذبه أبدا يا رب هي كانت أطيب وأحن خلقك فانظر إليها بعطفك وكرمك وارزقها الجنة من غير حساب ولا سابقه عذاب».

وحسب شركة مصر للطيران، فإن المضيفة الجوية ريهام هشام محمود خليفة وافتها المنية في الدار البيضاء أثناء رحلة عمل بالمملكة المغربية، نتيجة تعرضها لأزمة قلبية داخل الفندق بعد وصول الرحلة إلى البيضاء قبل عودتها مرة أخرى إلى القاهرة.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى