شوف تشوف

الرأيالرئيسيةرياضة

حب إيه

حسن البصري

في ليلة عيد الحب، انتهى رصيد الحب الذي ظل أنصار الوداد يكنونه للمدرب التونسي فوزي البنزرتي، فودعوه بأبشع ما في قاموس الشتائم من كلمات ليست كالكلمات التي استقبل بها في المطار قبل شهرين.

قبل أن يغادر الملعب سيقطع المدرب التونسي حبل الود مع الوداد، ويعلن استقالته بالفم «المليان».

في عيد الحب انهالت جماهير الوداد على لاعبيها بالقنينات، وبادلتهم الحب بالرجم، وقبل أن يركبوا الحافلة رمتهم  بزخات من الكراهية.

في عيد الحب أبان لاعبو الوداد عن سخاء استثنائي، فمنحوا ثلاث هدايا ملفوفة في علبة حمراء للاعبي السوالم، وكبدوا فريقهم هزيمة حولت الحب إلى كره.

في عيد الحب أدين بنشريفة، مدرب السوالم، بالخيانة، فقط لأنه هزم فريقه الأم وفاز على معلمه التونسي.

في عيد الحب تبادل الألماني زينبازو مدرب الرجاء الشتائم والملاسنات مع السكتيوي مدرب المغرب الفاسي بكل روح رياضية، فزرعا في مدرجات الملعب البلدي ببرشيد فتنة اللغط والاستنفار.

في عيد الحب ظهر التونسي معين الشعباني، في الملعب وحمل صفة مدرب نهضة بركان، في أول خروج إعلامي واجهه الصحافيون بسجل سوابقه القديمة، حين اعتدى على رجل أمن مغربي بعد المباراة التي جمعت نهضة بركان وفريقه السابق المصري البور سعيدي. بكل ود قال الشعباني: «في تلك المباراة كنت متوجها صوب الحكم، لأنني لاحظت أن اللاعبين يهرولون صوبه، كنت أعرف أن الحكم تونسي ومن أبناء وطني. في الوقت الذي قام فيه شخص بزي مدني، بدفعي من الخلف، لم أكن أعلم بأنه رجل أمن مغربي، فوقع ما وقع، لقد أصبح المشكل شيئا من الماضي».

وقبل أن يغادر الندوة الصحافية، قال عبارة تحتمل الوعد والوعيد: «إن شاء الله سترون وجهي الحقيقي»، وترك للحاضرين حرية التفسير والتأويل.

ما أن يركب اللاعبون الحافلة، حتى ينسون النتيجة، وينشغلون بهواتفهم الذكية، حيث ينخرط غالبيتهم في عادة  نشر «ستوريات» من بؤرة الحدث، مع نفحة عشق حين يعلمون أن المناسبة شرط.

في عيد الحب طرق مفوض قضائي باب فريق بيضاوي وسلم مدير النادي إشعارا بشكوى رفعتها لاعبة ضد مدرب الفريق النسوي، الذي كان منهمكا في توزيع وروده على ما تبقى من لاعبات. رفض المدرب التوقيع باستلام الوثيقة وطلب من المفوض احترام فلانتاين.

في عيد الحب تعرض مشجعون عسكريون، لغارة بالحجارة في الطريق السيار، كانوا في طريقهم صوب الزمامرة في زي تنكري، فوجدوا أنفسهم ممددين في مستعجلات أزمور.

في يوم فلانتاين أصدرت لجنة الأخلاقيات سلسلة من القرارات الزجرية، حولت فرحة فوز السوالم إلى نكبة، وبتهمة التحايل في التسجيل بورقة التحكيم تم توقيف مدربين وإداري وعميد الفريق وتغريم النادي.

قبل أن يسدل ليل هذا العيد ستائره، كان الحكم الوطني المكسي يعيد قراءة بلاغ لجنة الأخلاقيات التابعة للجامعة لكرة القدم، والتي أهدت «طاقم» توقيف فيه تجميد للصفارة ستة أشهر وغرامة مالية، بسبب انتقاد جهاز التحكيم المقدس.

في عالم الكرة، ما الحب إلا للرئيس الأول حين يوقع العقود بسخاء، ويجعل لاعبيه يستثمرون في تجارة المنازعات المدرة للدخل.

في وطني تبدأ المباريات بتصفيقات حارة وفيض حب ينهال على اللاعبين والمدربين والمسيرين، بمجرد أن تطأ أقدامهم أرضية الملعب، وحين يهزمون يصبح الحب والثناء في حالة تسلل، فينسحب المسؤولون قبل أن يطلق الحكم صفارة نهاية المباراة، ويغادر اللاعبون رقعة الملعب وراء دروع أمنية.

في زمننا انتهت صلاحية «حب القميص»، وأصبح اللاعبون يعيشون التعدد الكروي، فيتعاقدون مع مثنى وثلاث ورباع، دون خوف من ألا يعدلوا.

إذا كانت الشتائم تراق حول ملاعبنا في عيد الحب، فرجاء سجلني يا فلانتاين في لائحة الغائبين.

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى