شوف تشوف

الرئيسيةرياضةملف الأسبوع

حالات تمرد قصوى قصص لاعبين أعلنوا الاعتزال دوليا ضدا على الواجب الوطني

 

«الأخبار» تعيد ترتيب سيناريوهات نوبات غضب عابرة أدى المنتخب فاتورتها غاليا

 

هي لحظة مفصلية في حياة اللاعبين الدوليين، حين يتخذون قرار الاعتزال الدولي ويديرون ظهورهم لمنتخب بلادهم. الظاهرة عالمية ولا تقتصر على بلدان دون أخرى ومنتخبات دون غيرها، فنوبات الغضب قد تكون نسمة هواء أو ريحا تارة أو إعصارا تارة أخرى.

كثير من النجوم الكبار يقررون اعتزال اللعب مع المنتخب والاكتفاء بالاستمرار مع النادي، بعضهم بدافع الحفاظ على اسمه ومكانته عند الجماهير التي يرغب في أن تحتفظ في ذاكرتها بمستوياته حين يشعر بتدني مؤشر العطاء، والبعض الآخر يلجأ إلى قرار التوقف عن حمل قميص منتخب بلاده بالرغم من جاهزيته.

تعددت الأسباب والنتيجة واحدة، شقاق وانفصال وجدل في الشارع الرياضي، ومساع حميدة لتذويب جليد الخلاف، وغالبا ما يتراجع اللاعب عن قراره بمجرد زوال مسببات الغضب، أو بتغيير مدرب بآخر.

هناك إجماع على أن اللعب للمنتخب واجب وطني لا ينبغي أن يترك لحرية النجم وقراراته الشخصية، خاصة وأن معظم النجوم الذين يختارون الاعتزال الدولي يعلمون مدى حاجة المنتخب لخدماتهم ولو كقطع بديلة، وهم بذلك يقدمون مصالحهم الخاصة على المصلحة العامة، خصوصا إذا علمنا أن مصدر الدخل الرئيسي للنجم يأتي من النادي، لذلك يفضل البعض أخذ راحة من معسكرات المنتخب ومبارياته والتفرغ لمهمة الاحتراف في الأندية.

تختلف أسباب الاعتزال، بين من يشكو غياب الاهتمام من طرف الجامعة وبين من يحتج على قرارات المدربين، لكنها جميعها تكشف وجود مشاكل في تدبير خلافات المنتخب الوطني، علما أن قصص الاعتزال ونوبات الغضب التي تلازمها تجد في منصات التواصل الاجتماعي ما يكفي من الحطب لإشعال النيران وإحراق آخر مبادرات الصلح.

يضيق المجال لسرد قصص اللاعبين الذين رفعوا راية التمرد ونزعوا قميص المنتخب من أجسادهم، لكن فتيل النزاعات يبدأ بملاسنات مع المدرب أو رفض لصفة لاعب احتياطي، وغالبا ما تكبر ظاهرة الشقاق بعد خروج مذل من منافسات قارية أو عالمية.

«الأخبار» تعيد ترتيب وقائع طلاق الشقاق بين لاعبين دوليين والمنتخب.

 

حسن البصري

 

وحيد وحكيم.. قصة خلاف تنتهي بالاعتزال

للاعب حكيم زياش، نجم نادي تشيلسي الإنجليزي، سوابق في الغضب، فقد أعلن الاعتزال الدولي في عهد المدرب السابق للمنتخب المغربي هيرفي رونار، قبل أن يعمل رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على تطويق المشكلة والسفر إلى أوربا لإنهاء حالة القلق بين لاعب ومدرب.

من جهته، سارع الفرنسي هيرفي رونار، مدرب المنتخب الوطني السابق، والمدرب الحالي للمنتخب السعودي، إلى الاعتذار للدولي المغربي حكيم زياش، بسبب عدم اختياره ضمن تشكيلته المثالية للاعبين الأفارقة.

ونشر رونار رسالة اعتذار إلى زياش على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، جاء فيها: «أعتذر عن الخطأ في التشكيلة التي قد تكون رأيتها، بالنسبة إلي زياش هو واحد من أفضل اللاعبين، سيكون من عدم احترام كرة القدم تغييبه عن الفريق، إنه لاعب رائع ولديه الكثير من المواهب، أتمنى له كل التوفيق وهو يعرف ذلك».

وكان رونار اختار تشكيلته المثالية الإفريقية التي عرفت وجود ثلاثة لاعبين دوليين مغاربة، اثنان منهم أساسيان، ويتعلق الأمر بكل من المهدي بنعطية وأشرف حكيمي، فيما اعتمد يونس بلهندة في كرسي الاحتياط، كما اشتملت التشكيلة على أربعة لاعبين من المنتخب الإيفواري وسبعة لاعبين من منتخب غانا، وفي المقابل خلت اللائحة ذاتها من لاعبي منتخب زامبيا الذين كانوا وراء ظهور رونار إفريقيا، بعد أن توج رفقتهم بأول لقب لـ«الكان».

تجدد الصراع بين حكيم ومدربي المنتخب المغربي وانتقل إلى وحيد خاليلوزيتش، الذي قال في تصريحات صحافية: «سلوك زياش سيئ ولا يحترم المنتخب الوطني المغربي الذي يجب أن يحترمه، لأول مرة في مساري الرياضي أواجه سلوكا غير مقبول مع لاعب دولي، لا أقبل بلاعب يختار المباراة التي سيلعبها مع المنتخب الوطني»، مشيرا إلى «أن زياش رفض المشاركة في مباراة ودية بداعي إصابة رغم أن الفحوصات الطبية أثبتت أنه في صحة جيدة».

تجدد سيناريو الغضب بين زياش والناخب الوطني بعد الندوة الصحفية التي أعقبت كأس أمم إفريقيا بالكاميرون، حيث أصر وحيد على إسقاط حكيم من مفكرته، وقدم المدرب دفوعاته للصحافيين ورد اللاعب: «ليس صحيحا ما يقال بأنني أرى نفسي فوق المجموعة، لن أعود للمنتخب المغربي، وهذا هو قراري النهائي. أشعر بالحزن حيال هذا القرار ولكن الأمور لا تسير نحو الأفضل، الآن تركيزي منصب حول مشواري مع تشيلسي».

من جهته، دعا العميد السابق للمنتخب الوطني المهدي بنعطية، إلى تفهم شخصية الدولي حكيم زياش، الذي منذ انضمامه لـ «الأسود»، قوبل بسوء فهم كبير لشخصيته، ما أفرز خلافا بينه وبين المدربين، لا يمكن تخيل الأرجنتين دون ميسي، بالنسبة لنا زياش هو ميسي المنتخب الوطني».

حمد الله فاعل الخير المتمرد يعتزل المنتخب من «إنستغرام»

يمكن القول إن شخصية عبد الرزاق حمد الله مركبة أو هكذا تبدو للمتتبعين للشأن الرياضي، فاللاعب المتألق في الدوري السعودي يصنف في خانة اللاعبين المشاكسين ويعرض في أكثر من مناسبة على المجالس التأديبية بسبب مواقفه المتصلبة، لكن، بالمقابل، تجده حاضرا في مبادرات الخير والإحسان كلما تعلق الأمر بحدث يستدعي تضامن أبناء البلد الميسورين.

سكت حمد الله طويلا ورفض النبش في سيرته مع المنتخب، قبل أن يكشف للصحافي ماجد جزر من السعودية، عن سر اعتزاله اللعب للمنتخب المغربي، بعد سلسلة من الأزمات مع الجهاز الفني لمنتخب المغرب السابق والحالي، بل إنه لم يتلق دعوة للمشاركة في المنتخب المحلي بالرغم من تألقه خليجيا.

قرر حمد الله، مهاجم اتحاد جدة، إنهاء مشواره الدولي مبكرا، في قرار كان متوقعا لدى الكثير من عشاق الكرة المغربية، فقد جاءت أولى مؤشرات التمرد من صفحته الرسمية بموقع «إنستغرام»، حين كتب: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لقد قررت اعتزال اللعب دوليا».

عانى حمد الله من علاقة شابها التوتر مع منتخب المغرب على فترات مختلفة، لاسيما غيابه عن المشاركة في بطولة كأس أمم إفريقيا 2019 التي أقيمت في مصر، الأمر لم يتوف هنا، بل لم يتم استدعاؤه من قبل المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش، قبل أن يصرف النظر عنه، بعد أن استمر الخلاف بين الطرفين، حين ادعى المدرب أن عبد الرزاق رفض دعوة المنتخب.

اختار حمد الله أن يعلن اعتزاله الدولي من الولايات المتحدة الأمريكية، وهو في فترة إجازة، حين فجر مفاجأة بإعلان الاعتزال الدولي وهو ما كان صادما لبعض الجماهير.

يعود تاريخ أزمات حمد الله مع المنتخب المغربي إلى سنة 2012، عندما تم استبعاده حينها من قائمة أولمبياد لندن من قبل المدرب الهولندي فيربيك، على الرغم من تألقه في التصفيات.

وفي عهد رونار نشبت مشادة كلامية بين حمد الله وزميله فيصل فجر الذي منعه من تسديد ضربة جزاء في مباراة غامبيا الودية التي أقيمت بملعب مراكش، وانتهت بخسارة «أسود الأطلسي» بهدف دون مقابل، وامتد الصراع إلى معسكر المنتخب المغربي، بل إن حمد الله رفض تسوية اقترحها رئيس الجامعة وحزم حقائبه عائدا إلى فريقه السعودي، قبل وقت قليل من انطلاق بطولة «الكان»، معربا عن عدم ارتياحه للأجواء داخل المعسكر بسبب غياب الروح الجماعية بين اللاعبين.

القضية أخذت أبعادا أخرى بعد أن تداولت الجماهير المغربية شريطا ساخرا للاعب فيصل فجر صاحب المشكلة مع حمد الله، ونشر أغنية بعنوان «باي باي» في إشارة لرحيل زميله.

باءت محاولة التسوية التي قادها مصطفى حجي، المدرب المساعد للناخب الوطني وحيد، بالفشل، وقال إنه اتصل في وقت سابق باللاعب وحاول إقناعه بالعودة إلى صفوف الفريق، ولكنه رفض جميع محاولاته، ليعلن اللاعب بعدها اعتزاله الدولي ويسدل الستار على فصول أزمة عمرت طويلا.

من جهته دعا عبد الرحيم حمد الله، شقيق الدولي المغربي عبد الرزاق حمد الله، مهاجم نادي النصر السعودي ومدير أعماله، فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، للتدخل بشكل مباشر في الخلاف القائم بين شقيقه ووحيد، معبرا عن رغبته في طي صفحة الخلاف المثار سابقا في عهد الفرنسي هيرفي رونار ووحيد خاليلوزيتش، والشروع في مرحلة جديدة.

September 21, 2014. Russia, Moscow region, Khimki stadium. Russian football Premier League 2014/15. Lokomotiv s player Mbark Boussoufa during match between PFC CSKA (Moscow) and FC Lokomotiv (Moscow) DmitryxGolubovich PUBLICATIONxINxGERxSUIxAUTxHUNxONLY
September 21 2014 Russia MOSCOW Region Khimki Stage Russian Football Premier League 2014 15 Lokomotiv s Player Mbark Boussoufa during Match between PFC CSKA MOSCOW and FC Lokomotiv MOSCOW PUBLICATIONxINxGERxSUIxAUTxHUNxONLY

بوصوفة.. اعتزال للضرورة العمرية وتفرغ للعمل الخيري

قرر لاعب وسط المنتخب الوطني المغربي، مبارك بوصوفة، اعتزال اللعب دوليا، بعد إقصاء “الأسود” من نهائيات كأس الأمم الإفريقية، عقب الهزيمة في دور الثمن أمام المنتخب البينيني بضربات الجزاء الترجيحية.

لم تكن للاعب صاحب الأصول الصحراوية خلافات مع محيط المنتخب المغربي، بل جاء اختياره الاعتزال دوليا للضرورة العمرية. وقال بوصوفة في تصريحات صحافية: «الآن يجب دخول عناصر شابة جديدة إلى المنتخب وبدء مشوار دولي، فالمغرب يمتلك العديد من اللاعبين الصغار الذين يستحقون الحصول على فرصة في المنتخب»، مؤكدا «أن قرار الاعتزال الدولي نهائي».

وأعلن الدولي المغربي وضع حد لمسيرته رفقة «أسود الأطلس»، مؤكدا في تصريح لموقع بلجيكي: «لا خلاف لي مع المدربين ومع أعضاء الجامعة أو مع زملائي، أعتقد أنه حان وقت الاعتزال والاكتفاء بهذه المسيرة الدولية، خاصة بعد وصولي إلى 35 سنة من العمر».

وكان بوصوفة لمح للاعتزال الدولي مباشرة بعد خروج المنتخب المغربي من نهائيات كأس العالم بروسيا، إلا أن القرار تأجل بسبب إصرار المدرب رونار الذي كان يعتبر مبارك «ضابط إيقاع» الفريق الوطني.

وكان بوصوفة، الذي حمل شارة عمادة المنتخب المغربي بعد إصابة المهدي بنعطية في « الكان»، أنضم إلى نادي الشباب السعودي شهر يناير 2019 لمدة ستة أشهر فقط، قبل أن يختار الاعتزال والانخراط في أعماله الخيرية التي دأب عليها، خاصة لفائدة المرضى المعوزين.

وعلى الرغم من اعتزاله الدولي إلا أن الجمهور المغربي ظل يحفظ لمبارك مكانة في قلبه، خاصة وأن أرقامه تضعه في مرتبة صانع ألعاب تاريخي، سيما وأن مواقع متخصصة في إحصائيات كرة القدم أوردت أرقاما تجعل الدولي المغربي السابق مبارك بوصوفة أفضل ممرر للكرة في إفريقيا خلال القرن 21، وأشارت المواقع إلى أن بوصوفة تجاوز نجوما كبارا، يأتي على رأسهم رئيس الاتحاد الكاميروني الحالي صامويل إيتو، والسينغالي ساديو ماني والجزائري رياض محرز.

الزاكي يدفع النيبت وشيبو للاعتزال الدولي

يعتبر 11 غشت 2011 تاريخا راسخا في مسار المنتخب المغربي، لأنه يؤرخ لواقعة خلاف عمر طويلا بين مدرب الفريق الوطني بادو الزاكي والعميد نور الدين النيبت، لم تنفع محاولات الجنرال حسني بن سليمان لتذويب جليد الخلاف بين الطرفين، فقد تخلف بادو عن الاجتماع الذي كان مقررا في مكتب الرئيس ما أجج فورة غضب لدى الجنرال وصفها عسكري ملحق بالجامعة بغير المسبوقة، إذ نادرا ما يعصى للرجل أمر، وحاول منصف بلخياط، وزير الشباب والرياضة السابق، لعب دور «خيطها الأبيض»، وعقد جلسة مصالحة علنية بين بادو الزاكي حين كان مدربا للكوكب المراكشي، ونور الدين النيبت، مستشار رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. التقط بلخياط صورة جماعية مع المدرب والعميد نشرها عبر صفحته في موقع «فايسبوك»، ومنذ ذلك اليوم انقطع خط التواصل بين الطرفين.

ليس الوزير والجنرال فقط هما من فشل في مصالحة النيبت والزاكي، بل إن المباراة التضامنية المنظمة من طرف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والتي جمعت بفاس فريق أصدقاء زين الدين زيدان بأصدقاء البرازيلي رونالدو، عجزت بدورها عن تذويب جليد الخلاف، حيث كان الجميع يراهن على إنهاء نزاع يعود إلى رحلة المنتخب المغربي إلى كينيا.

لم يكن النيبت هو الوحيد الذي خاض معركة القبضة الحديدية مع المدرب الزاكي، انتهت بالاعتزال الدولي، بل إن الصراع امتد إلى اللاعب الدولي يوسف شيبو، حين أعلن هذا الأخير اعتزال اللعب دوليا بعد انتهاء بطولة كأس الأمم الإفريقية الخامسة والعشرين التي أقيمت في مصر، وقال شيبو: «سأعتزل اللعب الدولي لقد قدمت جهودا كبيرة للمنتخب، وأعتقد بأن الوقت حان لكي أودع المنتخب نهائيا».

لم يشارك شيبو في نهائيات تونس عام 2004، ولم يدافع عن ألوان المنتخب الوطني في السنتين الأخيرين حينها لأنه كان على خلاف مع المدرب بادو الزاكي، ولم توجه له الدعوة إلا حين تعاقدت الجامعة مع المدرب امحمد فاخر.

مارس شيبو كرة القدم في مجموعة من الأندية. كانت بدايته من النادي القنيطري، فريق مدينته، قبل أن ينطلق إلى الاحتراف. كما حمل قميص المنتخب الوطني في سن السابعة عشرة وكان ضمن جيل من المواهب كالنيبت وبصير والحضريوي والسفري وغيرهم.

قصة رسالة اعتزال دولي من طلال إلى الجنرال

عندما خرج المنتخب الوطني من الدور الأول لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2008 بغانا، لم يتردد المدافع طلال القرقوري في إعلان اعتزاله الدولي. لم يكن القرقوري في حاجة إلى الكثير من الوقت ليتخذ هذا القرار، فبعد خسارة المنتخب الوطني أمام غانا بهدفين دون رد في مباراته الثالثة والأخيرة، وخروجه المخيب من المسابقة، أعلن القرقوري قراره النهائي بالاعتزال محملا المدرب الفرنسي هنري ميشال مسؤولية الإقصاء. ظل القرقوري، طيلة المنافسات، صامتا رغم أن هنري أبعده بشكل مفاجئ من التشكيلة الرسمية للمنتخب الوطني، لكن ما أن انتهت المنافسات حتى أشهر ورقة اعتزاله، كما وجه رسالة لرئيس الجامعة، الجنرال حسني بنسليمان، يشرح فيها ظروف اعتزاله الدولي.

في واحد من المشاهد المثيرة في مسار تعليق عمداء المنتخب المغربي لحذائهم الدولي، أدار اللاعب السابق للرجاء ظهره لقميص المنتخب، وكان للغبن الذي تعرض له طلال القرقوري بدورة غانا من طرف المدرب الذي استبعده بطريقة قاسية بعض الشيء عن التشكيل الأول والاحتياطي، أثره الكبير على معنويات اللاعب.

من أكرا أرسل القرقوري، الذي كان ما يزال في أوج عطائه، إشارات لرحيله المؤكد عن الأسود، وخاصة تركه العمادة لخليفته الذي لم يكن سوى زميله سابقا بالرجاء يوسف سفري. محررا رسالة شهيرة من أكرا وجهها للجنرال حسني بنسليمان يومها، ولخص من خلالها أسباب اعتزاله دوليا وزاد عليها بكشف بعض أسباب تراجع المنتخب الوطني، وهي الرسالة التي شكلت سابقة غير مألوفة للاعب دولي وصادفت في ذلك الوقت صدى كبيرا.

بعد اتصالات سيتراجع طلال عن قرار اعتزاله وسيعود للمشاركة مع المنتخب الوطني في تصفيات كأسي العالم وإفريقيا 2010، لكن طلال سيغادر المنتخب نهائيا بعد مباراة الغابون التي خسرها المنتخب الوطني بملعبه وأمام جمهوره بهدفين لواحد، والتي كان من تداعياتها رحيل جامعة الجنرال بنسليمان، ومجيء علي الفاسي الفهري، ليدخل عالم التدريب.

Abdeslam OUADDOU – 14.02.2004 – Tunisie / Maroc – Finale de la coupe d’Afrique des Nations, (Photo : Allan Crossmel / Icon Sport via Getty Images)

كيف اعتزل وادو دوليا وارتمى في حضن الجزائر؟

لا يوجد لاعب في المنتخب المغربي أثار جدلا واسعا في الوسط الرياضي المغربي مثل عبد السلام وادو، فالعميد السابق للفريق الوطني قرر مرارا تعليق نشاطه مع المنتخب المغربي، وأدلى بتصريحات شغلت الرأي العام.

حاول علي الفهري، رئيس الجامعة، إقناع وادو بالبقاء برغم تصريحاته المثيرة للجدل التي سخرت من مغاربة الخليج، فالتقى به بفرنسا، دون أن يلتقي زملاءه الغاضبين بالخليج.

عاد وادو للمنتخب الوطني وشارك في مباراة ودية أمام منتخب الكونغو، لكن اللاعب قدم أداء باهتا، قبل أن تنتهي علاقته بالمنتخب الوطني، علما أنه انتقل من أوربا إلى الخليج وتحديدا نحو الدوري القطري.

وفي عهد الجنرال حسني بن سليمان حصلت ملاسنات بين عبد السلام وأكثر من مدرب ولاعب دولي، حتى حين اعتزل الكرة حول صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى خندق لمعارك مع كثير من مكونات الفعل الكروي في المغرب والمهجر.

بل إن العميد السابق للمنتخب نصب نفسه محاميا ليرافع، في إطار المساعدة القضائية، لفائدة موكله خير الدين زطشي، رئيس اتحاد كرة القدم الجزائري السابق، ويدعمه ضد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

قال وادو إنه مدين للجزائر بالفضل وإن رئيس اتحاد الكرة في البلد الجار رجل يفهم الكرة أو بلغة الجزائريين «فاهم بالون»، لكن الجزائريين قبل المغاربة كانوا يعرفون أن عبد السلام ظل يرمي رئيس الكرة في الجزائر بالورود أملا في منصب مدرب مساعد للمنتخب الجزائري جنبا إلى جنب بلماضي، لكن للحاضر كلام آخر.

كان والد عبد السلام، المهاجم المنجمي الجسور، يوصيه خيرا بالمغرب ويدعوه لحمل قميص الفريق الوطني، ويعلمه القرآن والنشيد الوطني، ويحكي له عن الرشيدية مهد الدولة العلوية، لكن ما أن كبر الولد واشتد ساعده حتى نسي الوصية وأعلن نفسه مدربا برتبة مؤثر.

سانده المغاربة في معاركه الصغيرة والكبيرة، حين منعه سائق حافلة الفريق من ركوبها، وعندما تعرض لعبارات عنصرية في «ميتز»، أكل لاعبونا الموز دعما له، وغفرت له جامعة الجنرال حسني بن سليمان مشاحناته في معسكرات المنتخب الوطني ضد بصير وروسي وكماتشو.

الحارس عزمي يرحل لأمريكا هروبا من اتهام بتفويت مباراة

لم يكن الحارس الدولي خليل عزمي يعتقد أن مشاركته مع المنتخب المغربي في مونديال أمريكا لسنة 1994، سيتحول إلى كابوس، فقد لازم الفريق الوطني سوء الحظ خلال تلك الدورة، حيث أدت النخبة الوطنية مباريات جيدة سواء أمام منتخب بلجيكا أو السعودية رغم الإقصاء.

كان مونديال 1994 بالولايات المتحدة آخر ظهور لعزمي مع الكرة المغربية، ومباشرة بعد نهاية المونديال، عاد إلى أمريكا، وظهر مع أندية مغمورة هناك، وقرر الاستقرار بها بعد زواجه من أمريكية. في حواراته الصحافية أعلن خليل عن قراره الجريء بطي صفحة المنتخب ودخول عالم التجارة، ممثلا لإحدى الشركات الخاصة بصناعة السيارات، وهو المجال الذي قرر اتباعه، إلى أن أصبح اليوم مستشارا تجاريا لإحدى شركات السيارات المشهورة في الولايات المتحدة الأمريكية.

أكد خليل عزمي، الذي يواصل استقراره في الولايات المتحدة الأمريكية، في كل مداخلاته، أنه كان مكرها على الاعتزال الدولي في عز عطائه، في سن 28 سنة، وقال في حوار صحافي: «قررت أن أستقر في الولايات المتحدة الأمريكية مباشرة بعد مونديال 1994، فلم أتحمل الانتقادات التي وجهت لي، بعد العودة إلى المغرب، وكذلك الاتهامات التي حاول البعض نشرها بين الجمهور المغربي، بعد خسارتنا أمام السعودية».

في تلك المباراة المشؤومة انهزم المنتخب المغربي أمام نظيره السعودي بهدفين لواحد، حيث دخلت مرمى عزمي كرة من تسديدة بعيدة أثارت جدلا واسعا في الصحافة المغربية، وكانت بمثابة نقطة نهاية في مسار حارس مرمى شغل بال الرجاويين والوداديين.

ولد في حي بوركون بالدار البيضاء يوم 26 غشت 1964، وهو من خيرة حراس المرمى المغاربة، الذين تألقوا سواء على مستوى الأندية أو المنتخب المغربي، حصل على عدة ألقاب مع الوداد، وأصبح خليفة لبادو الزاكي بعد احترافه، قبل أن ينضم للغريم الرجاء في صفقة لازالت مضاعفاتها حاضرة في تاريخ الفريقين.

 

الحارس «الصوبيس» يعتزل الكرة لينضم للبوليس السري

عرف محمد رفقي في «حي اسباليون» بدرب السلطان، بقوته البدنية الخارقة، ولكماته التي كانت تصيب أعتد المتحكمين في الحي، لذا أطلق عليه أقرانه لقب «الصوبيس» وكان منذ طفولته حاضرا في كل الغارات التي يقوم بها أقرانه ضد الأحياء المجاورة خاصة الصراع التاريخي بين درب السلطان وأبناء درب الكبير العفو الفاسي.

كان رفقي يتردد على ملعب “فيليب” لمتابعة مباريات الوداد ويحرص على مشاهدة ارتماءات حارس الوداد الأسطوري ولد عايشة، وحين كان يعود إلى الحي يشرع في تقليده بين أقرانه، فيكبر فيه عشق الكرة، ويحلم بالوقوف يوما في مرمى الوداد، وهو حينها في الفئات الصغرى لنادي الشعب بدرب السلطان.

من المفارقات الغريبة في مسار الديربيات، ما شهده أول ديربي بين الفريقين بعدما سجل قلب هجوم الرجاء محمد لعشير، الملقب بالوجدي، هدف الانتصار الوحيد في مرمى الحارس الودادي محمد رفقي، في أول موسم كروي رسمي سنة 1956، وحين انتهت المباراة دخل الحارس في معركة مع مسجل الهدف.

عاش مع أول منتخب مغربي في عهد الاستقلال تفاصيل صراع مع المدرب العربي بن مبارك، فقط لأن العربي فضل حارس الفتح العياشي على حارس الوداد، في ظرفية كان فيها المدرب بن مبارك مشرفا على الفتح والفريق الوطني، علم محمد الخامس بالمعركة التي دارت رحاها في دمشق خلال احتضان سوريا لأول ألعاب عربية، فغضب من رفقي أشد الغضب.

تقرر إنهاء مقام رفقي مع المنتخب لكن اللاعبين تضامنوا معه والتمسوا من ولي العهد مولاي الحسن الإبقاء عليه، شفعت له وساطة لدى ملك البلاد، ذكرت القصر بموقف الحارس من القضية الوطنية، حين كان حارسا لنادي غرونوبل الفرنسي في منتصف الخمسينات، وقرر وقف نشاطه بعد أن تلقى أمرا من المقاومة الوطنية بإنهاء ارتباطه بفريق استعماري، وعاد على الفور ليحرس مرمى الوداد من جديد.

قال الحسين الزاز، اللاعب السابق للفتح الرباطي، في حوار مع منصف اليازغي: «عاينت شراسة الصوبيس، في مباراة جمعت الفتح والوداد موسم 1956/1957، حصل خلاف بين العربي بن مبارك لاعب الفتح ومحمد رفقي حارس الوداد، فقد سجل العربي ضربتي جزاء أعلنهما الحكم الفرنسي سوفور، انتهت المواجهة بانتصارنا بحصة 3/2، وعند تسجيل العربي للهدف الثالث قام بحركة لا رياضية في حق رفقي، الذي تبع العربي وانهال عليه ضربا، تدخل رئيس الفتح وأطلق عيارات نارية في السماء لتفريق المعركة».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى