شوف تشوف

الرئيسيةتقاريررياضة

جوج وضامة

 

 

حسن البصري

في خرجته الإعلامية الأخيرة، اعترف سعيد الناصري، رئيس الوداد الرياضي، بوجود غيمة جاثمة على جسده، وأعطى إشارات حول سوء تقديره لإعانات مالية توصل بها دون أن يتأكد من نظافتها.

اعترف رئيس الوداد بأنه يمر من عنق الزجاجة، وتبين أن ما جاء في مجلة «جون أفريك»، من معطيات حول تورط الناصري في قضية البارون المالي، له أساس من الصحة.

قال الناصري بالحرف: «الأشخاص الذين كانوا يقدمون لي دعما ماليا هم الذين ورطوني في قضية أتمنى أن أخرج منها سالما».

ولأن الاعتراف سيد الأدلة، فإن فلول القوات الاحتياطية التي تصدت يوما لخبر إدانة رئيس الوداد، ستجد نفسها في ورطة لا تحسد عليها، لأنها أسالت مدادا ولعابا غزيرين وأضاعت وقتا طويلا في صياغة المرافعات.

لكن الناصري يصر على التمسك بتلابيب الوداد، وحين طالبه الوداديون بتقديم الحساب وعقد جمع عام، طلب مهلة للبحث عن رئيس من اختياره، وأحالنا على درس جديد في الحكامة.

لكن فريق أولمبيك أسفي يواصل مسيرته في البطولة، رغم قضاء رئيسه محمد الحيداوي شهورا خلف القضبان، ويعيش أكثر من فريق سيناريو التسيير عن بعد، بينما يستأنس أكثر من فريق مغربي بتدبير تحت رحمة التدبير المفوض.

عاش عزيز البدراوي، الرئيس السابق للرجاء الرياضي، ساعات أمام المحققين، فوزع وقته بين «الفرقة» الكروية والفرقة الوطنية، وانتهى به المطاف برفع الراية البيضاء، ولأنه يحن لخبز ومال الكرة، فقد عبر عن رغبته في رئاسة الاتحاد البيضاوي، وجدد الوعود القديمة التي عبدت له الطريق لدخول ملاعب الكرة، بعد أن قضى حياته في سبر أغوار «المطارح».

أما الرئيس الحالي للرجاء محمد بودريقة، فاسمه حاضر كل اثنين في جلسات المحكمة حين تتداول ملف «تذاكر مونديال قطر»، ووجهه أضحى مألوفا في دهاليز الفرقة الوطنية، وبين المنصة الرسمية للملاعب ومكاتب المحققين يلهث الأنصار خلف النتيجة والحقيقة.

في سجن العرجات، يقضي رشيد التمسماني، الرئيس السابق للمغرب التطواني، أيامه الرتيبة، بعد أن سقط في أيدي «الأنتربول»، وفي سجون أخرى عشرات المسيرين الذين يتعايشون مع معتقلي الحق العام، حتى سقطت عنهم صفة رئيس سابق بالتقادم.

لكن العديد من الرؤساء يعيشون ما يشبه «السراح المؤقت»، ويصرون على الاستمرار في تدبير الشأن الرياضي، وهو ما نبه إليه المستشار البرلماني خالد السطي عن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، خلال مناقشة ميزانية وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بلجنة التعليم والثقافة والشؤون الثقافية بمجلس المستشارين، حين استغرب لوجود رئيس مدان بالسجن الموقوف يمارس مهامه على رأس جامعة الشطرنج ويواصل هدر المال العام.

قال المستشار البرلماني، لشكيب بنموسى، إن رئيس جامعة تتلقى دعما من المال العام ورط البلاد في مشاكل سياسية، وساهم في دخول البوليساريو للكونفدرالية الإفريقية للشطرنج بدعم من الجزائر.

وحين تبين أن الرئيس متمسك برقعة الشطرنج، و«شاد الواد»، بالرغم من إقرار المحكمة بتحويله مبالغ مالية لحسابه الشخصي، وإصدار عقوبة حبسية في حقه، لذا لم يخجل من إعلان ترشيحه للاتحاد العربي للشطرنج، ودعوة ما تبقى من الشطرنجيين لجمع عام يجدد فيه ولايته ويغسل ذنوبه بالمصادقة على تقارير مالية تنبعث منها غازات مسيلة للذنوب.

لحسن الحظ أن مدير شؤون الرياضة في الوزارة سيتصدى للعبث ويصدر قرارا بتجميد صلاحيات الجمع العام للجامعة الملكية المغربية للشطرنج، بسبب عدم عقده منذ الموسم الرياضي 2016/2015، واستمرار مصطفى أمزال رئيسا للجامعة ثماني سنوات خارج القانون.

حين وقف الاتحاد الدولي للعبة على حجم الفضيحة، وضع جامعتنا تحت الحماية، وعين مندوبا تونسيا لتدبير شؤوننا، وفسح المجال لخصوم وحدتنا الترابية للانسلال إلى الرقع الحصينة، ومن هنا عشنا ورطة «جوج وضامة».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى