كلميم: محمد سليماني
كشف مصدر مطلع من داخل مجلس جهة كلميم- واد نون، أن هذا الأخير خصص في مشروع ميزانيته لسنة 2024 مبلغا ضخما جدا للإطعام والاستقبال والهدايا.
واستنادا إلى المصدر، فإن المبلغ المخصص للإطعام والهدايا وصل إلى 33.900.000,00 درهم (أي ثلاثة ملايير و390 مليون سنتيم)، حيث من المقرر أن يتم التصويت على مشروع الميزانية خلال دورة أكتوبر، المزمع عقدها مطلع الشهر المقبل.
ويرتقب أن تفتح المعارضة من جديد النار على مكتب مجلس الجهة خلال أشغال الدورة العادية لشهر أكتوبر، حيث إن هذا المبلغ يعتبر في نظرها مبالغا فيه جدا، ولا يتماشى مع إمكانيات الجهة، في الوقت الذي يمكن تقليصه إلى مستويات قياسية. وفي هذا الصدد علق محمد أبو درار، عضو مجلس الجهة، على تخصيص هذا الاعتماد الضخم للإطعام والاستقبال والهدايا، قائلا: «عندما يصبح التبذير والبذخ عنوانا للتسيير، ويُغض طرف الرقابة، إلى درجة الشك في التشجيع، وتغيب أجهزة التفتيش إلى درجة الشك في المباركة، فمن الطبيعي ازدياد الوتيرة، لتتحطم جميع الأرقام. حين صرخنا، وصرخ معنا الشارع الوادنوني والوطني، انتقادا لضخامة الأرقام، كان جواب الرئيسة ومن يدور في فلكها، بأن تسويق الجهة اقتصاديا وسياسيا يحتاج إلى ذلك وأكثر».
وسبق لمجلس جهة كلميم- واد نون خلال الأشهر الأخيرة أن عاش لحظات عصيبة جدا، بعدما تفجرت إلى العلن فضائح صفقات ضخمة مخصصة للإطعام والاستقبال، ما جر الويلات على مكتب مجلس الجهة، خصوصا بعدما تم صرف مبلغ 95 مليون سنتيم من الميزانية لاقتناء «ملاحف» نسائية و«كندورات» رجالية. وتم دفع فاتورة هذه الهدايا من المال العام لصالح أحد المقاولين، وذلك مقابل اقتناء 280 «ملحفة»، و340 «كَندورة»، و20 «دراعة».
وحسب المعطيات، فقد تم صرف هذا المبلغ من الفصل المخصص للهدايا ضمن ميزانية مجلس الجهة، بالرغم من أن هذا الفصل قد خصص له ضمن ميزانية سنة 2023 مبلغ مالي لا يتجاوز 30 مليون سنتيم فقط، ما يعني أن الهدايا قد صرف عليها مبلغ أكثر بكثير من الاعتماد الذي سبق أن خصص لها. كما أن هذه الصفقة قد آلت بطريقة غير مباشرة إلى عضو بمجلس الجهة، والذي دأب على تمويل المجلس بالمقتنيات والحاجيات، رغم أن ذلك يجعله في حالة تناف، في الوقت الذي لم تخضع فيه صفقة 95 مليون سنتيم الخاصة بالهدايا لمسطرة الصفقات العمومية، ذلك أنه لم يكشف عنها أبدا.
وفي الوقت الذي خَصص فيه لفصل الهدايا خلال سنة 2022 اعتمادا ماليا لا يتجاوز 30 مليون سنتيم، فإنه لم يصرف منه سوى 50 ألف درهم فقط.