دقت فعاليات جمعوية ناقوس الخطر ببرشيد، إزاء الوضعية الحالية التي توجد عليها المجازر الجماعية بالإقليم ووصفتها بالسيئة، بسبب افتقارها إلى العديد من الوسائل الضرورية. وهي الوضعية التي سبق أن وقفت عليها كذلك لجان إقليمية سبق أن زارت المجازر الموزعة على جل جماعات برشيد، سواء الحضرية منها أو القروية. ويتعلق الأمر بغياب ظروف العمل في مكان الذبائح، وكذا الطريقة التي يتم بها استقبال الأبقار والمواشي وإيواؤها، مرورا بعملية الذبح والسلخ التي تتم وسط النفايات والمياه المتسخة، بالإضافة إلى غياب الشروط الصحية في عملية توزيع اللحوم.
المشاكل التي تتخبط فيها المجازر الجماعية بالإقليم تجعل منها مجرد مجازر أسبوعية فقط، واللحوم التي تنقل منها يمنع نقلها خارج مجال تراب الجماعات التي تقع بها تلك المجازر، بسبب غياب المراقبة والضوابط المعمول بها في المجازر العصرية، التي تتوفر على شهادة الجودة. وهي المعطيات نفسها التي صرح بها محمد لهاب، رئيس قسم الشؤون الاقتصادية والتنسيق بعمالة إقليم برشيد، خلال آخر اجتماع ترأسه عامل إقليم برشيد حول التصدي للمضاربة واحتكار بيع المواد الغذائية.
ونبهت الفعاليات الجمعوية إلى الخطورة التي قد تتسبب فيها عملية استمرار عملية الذبح بالمجازر الجماعية الحالية بإقليم برشيد، بسبب الواقع المزري والحالة غير المقبولة والظروف المؤسفة لهذه المجازر، التي تستقبل عددا من رؤوس الأبقار والمواشي والتي تفتقد إلى شبكة لتصريف المياه المستعملة، حيث أصبحت الأزبال والنفايات هي السمة البارزة للمجازر الجماعية بالإقليم، ناهيك عن الخطر البيئي الذي يهدد الذبائح وقد يتسبب في نقل البكتيريا، وهو المتمثل في وجود برك تتجمع بها المياه المستعملة في عملية الذبح، بالإضافة إلى انتشار الكلاب الضالة والتي تتجول بين الذبائح والجزارين بكل حرية، كما أن المواشي التي تذبح بهذه المجازر لا تخضع في غالب الأحيان للمراقبة البيطرية الصارمة بصفة مستمرة. وإضافة إلى ذلك فهناك بعض الجزارين يقومون بذبح الأبقار وهي في وضع (الحمل)، حيث يتم إجهاض المواليد بوسط المجزرة وأمام الجهات المكلفة بالمراقبة، إذ يكتفي المسؤولون في غالبية الأحيان بإسناد مهمة المراقبة لتقني تابع لمكتب حفظ الصحة ببعض الجماعات، في وقت يتوفر فيه الإقليم على أطباء بيطريين مخول لهم المراقبة. كما أن عملية نقل اللحوم بدورها تتم من قبل أغلب الجزارين بوسائل خاصة، كالسيارات العادية والدراجات (ثلاثية العجلات)، في وقت تفتقر الشاحنة الخاصة بنقل اللحوم إلى أبسط الشروط الصحية، مما يشكل خطرا على صحة المواطن المستهلك بالدرجة الأولى، وهو ما ذكر به رئيس المصلحة البيطرية خلال عرضه.
كما وجهت الفعاليات ذاتها نداء إلى رؤساء الجماعات التي توجد بنفوذها تلك المجازر، بما فيها المجزرة الأسبوعية بمدينة برشيد، مطالبة بالتدخل العاجل للقيام بالإصلاحات الضرورية والأساسية التي تحتاجها هذه المجازر التي توجد في حالة مزرية. داعية في السياق نفسه إلى توحيد البرامج وخلق مجازر عصرية مشتركة في ما بين المجاعات القروية.
يذكر أن مهنيي الجزارة ما زالوا ينتظرون فتح المجزرة العصرية الجديدة بالسوق الأسبوعي بمدينة برشيد، والتي تعتبر من الجيل الجديد للمجازر العصرية، والتي يطرح عدم فتحها إلى حد الساعة أكثر من علامة استفهام.
برشيد: مصطفى عفيف