محمد وائل حربول
تحولت الأشغال التي باشرتها إحدى الشركات المتخصصة في العقار والبناء على مستوى الصويرة إلى محل جدل كبير بالمدينة، وذلك بعدما تم منحها الرخصة لتهيئة تجزئة بمنطقة سيدي مكدول والتي تقام على مقبرة للمسلمين، حيث، حسب الفيديوهات والصور الكثيرة التي توصلت بها «الأخبار» في هذا الصدد، تم حفر المقبرة المذكورة من قبل الجرافات ما أدى إلى جرف عدد من العظام والرفات الخاصة بالمدفونين في تلك المقبرة التاريخية بالمدينة، وهو ما أثار استياء عارما من قبل السكان واستياء فعاليات حقوقية ومدنية.
وحسب المعلومات التي توصلت بها «الأخبار» بشأن هذا الملف، فقد كانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أعلنت، خلال شهر دجنبر 2019، عن طلب عروض أثمان لأجل أشغال تهيئة تجزئة أرض سيدي مكدول، حيث أوضحت الوزارة، بالرغم من الانتقادات الكثيرة التي طالتها في تلك الفترة، أن المقبرة المذكورة والشهيرة بالمدينة أغلقت لما يزيد عن أربعين عاما، وهو الحد الأقصى المعمول به من أجل استغلال المقابر مرة أخرى في مآرب أخرى، غير أن الموضوع، ومع دخول فيروس كورونا كان قد طوي تماما إلى غاية الأسبوع الماضي، وذلك مع بدء الأشغال في المقبرة المذكورة، حيث تم إحضار جرافات من النوع الكبير من أجل تقليب الأرض والتربة.
ومع بدء هذه الأشغال وتقليب الأرض ظهرت مجموعة من العظام والجماجم البشرية، حيث انتقلت مجموعة من الفعاليات الحقوقية التي تواصلت مع «الأخبار» في ما بعد، لتقوم بتصوير عدد كبير من العظام والجماجم الملقاة في الطريق، حيث وصفت عملية الجرف بـ«اللا إنسانية والتي لم تحترم حرمة المسلمين»، وأوضحت، في هذا الصدد، أنه كان على المسؤولين أثناء هذه العملية «نقل الرفات على الأقل إلى مقابر أخرى موجودة بالمدينة وإعادة دفنها، أو العمل على إضافة طبقة من الأتربة فوق المقبرة القديمة حيث يتم حفظ ما بقي من القبور والعظام».
هذا ورفع سكان المدينة وعدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي شعار «أنقذوا أموات المسلمين»، وطالبوا وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بـ«التدخل العاجل من أجل فتح تحقيق في هذه القضية التي وصفوها بـ«النكراء والبعيدة عن قيم التسامح والتعايش التي ظلت عنوانا لمدينة الرياح»، ومطالبين بـ«إعادة نقل كل الرفات والعظام والجماجم بمقابر المدينة الأخرى وإعادة دفنها من جديد احتراما لحرمة القبور».