م.الـكراوي
خلق نور الدين كموش، عمدة آسفي، عن حزب الاستقلال، جدلا خلال دورة شهر ماي، بعدما برمج نقطة في جدول الأعمال، تهم تقديم دعم مالي كبير يفوق مليار سنتيم لصالح الشركة الإسبانية «فيكتاليا»، التي تدبر قطاع النقل الحضري بالمدينة.
وتسبب إدراج هذه النقطة للمصادقة عليها داخل أشغال دورة مجلس مدينة آسفي في نقاش حاد، بين جميع مكونات المجلس من أغلبية ومعارضة، استدعى تدخل باشا آسفي، ممثلا لسلطات الوصاية، بعدما خرجت الأوضاع عن السيطرة، وفشل العمدة كموش في إقناع وتقديم التوضيحات اللازمة لأعضاء مجلسه.
وعرت جميع المداخلات عن غموض كبير يلف نقطة تخصيص مليار و181 مليون سنتيم كمساعدة لشركة «فيكتاليا»، ضد آثار الأزمة الصحية التي شهدها المغرب قبل سنتين، خاصة في الشق المتعلق بكون جميع مكونات مجلس آسفي لم تطلع على وثائق رسمية ومحاسبتية، تؤكد بالأرقام أن شركة «فيكتاليا» تعرف أزمة مالية من تداعيات جائحة كورونا، سيما وأن الدولة منحت مساعدات لجميع القطاعات المتضررة.
ولم يستطع العمدة نور الدين كموش إقناع أعضاء مجلسه بالمفارقة بين تخصيص أزيد من مليار سنتيم لشركة «فيكتاليا» من جهة، وعدم قيام المجلس منذ انتخابه في شتنبر 2021 بأي تدابير إدارية، لإجبار شركة «فيكتاليا» للنقل على الوفاء بالتزاماتها المالية تجاه خزانة الجماعة، خاصة وأنها لا تؤدي رسوم الوقوف لحافلات النقل الحضري، ولا تؤدي واجبات استغلال المرأب الجماعي ومقر الشركة، بجانب عدم التزامها بكل النقاط الواردة في دفتر تحملات الصفقة في الشق المتعلق بالوفاء باستثماراتها، وعدم تخصيص أسطول الحافلات الذي التزمت به في دفتر التحملات، بجانب طردها لعدد كبير من العمال.
وأجمعت كافة تدخلات أعضاء مجلس آسفي على أن شركة «فيكتاليا» لديها التزامات، وتجمعها بجماعة آسفي صفقة بدفتر تحملات واضح لم يتم تطبيقه واحترامه حتى الآن، مشيرين إلى أن الدعم الموجه إليها والذي يصل إلى مليار و181 مليون سنتيم، كان الأجدر أن يتم تحويله لدعم قطاعات اجتماعية أخرى، أو إلى برمجته في إنجاز مشاريع مهيكلة للمدينة.
واعترف نور الدين كموش، العمدة الاستقلالي لمدينة آسفي، بكون شركة «فيكتاليا» لم تلتزم بدفتر تحملات صفقة النقل الحضري، مشيرا إلى أن دعمها بمساعدة مالية جاء بإشراف من وزارة الداخلية.
وخلال المرور إلى مرحلة التصويت واجه عمدة آسفي معارضة قوية، خاصة بعدما طالب بالتصويت على هذه النقطة خارج الوقت القانوني للدورة، أي عقب الساعة الثالثة بعد الزوال. كما شهد التصويت فوضى كبيرة، حيث لم يتم الاحتساب العلني للمعارضين والممتنعين، وتم احتساب أصوات لأعضاء لم يشهروا أيديهم علانية لصالح التصويت على هذه النقطة.
وكشفت معطيات من داخل أغلبية مجلس آسفي، أن العمدة نور الدين كموش كان وراء برمجة هذه النقطة، وقاد حملات ماراثونية لكي تتم المصادقة عليها داخل اللجنة، وأقام عشاء ليلة الدورة لمكتب المجلس، من أجل حمل الأغلبية على التصويت لصالح منح شركة «فيكتاليا» أزيد من مليار سنتيم.