تفاجأت اللجنة المكلفة بالدراسة والبت في العروض المقدمة من قبل عدد من الشركات المتنافسة للفوز بصفقة كراء السوق اليومي للخضر والفواكه بمدينة أولاد تايمة الواقعة ما بين أكادير وتارودانت.
واستنادا إلى المصادر، فإنه كان مقررا يوم أول أمس الأربعاء فتح الأظرفة المتعلقة بهذه الصفقة، حيث شاركت فيها أربع شركات متنافسة؛ ثلاث منها لشخص واحد وأفراد عائلته رغم تغيير أسماء هذه الشركات، فيما الشركة الرابعة هي شركة قادمة من مراكش للمشاركة في هذه المنافسة.
وبعد البدء في دراسة الملفات الإدارية لهذه الشركات الأربع حوالي الساعة الثالثة بعد الزوال، تبين للجنة أن الملفات الإدارية لهذه الشركات كلها تستجيب للشروط المطلوبة.
وقبيل المرور إلى دراسة الملفات المالية والعروض التي قدمتها كل شركة على حدة، ثارت ثائرة أحد الأشخاص المحسوبين على صاحب الشركات الثلاث، حيث لم يستسغ الأمر، بعدما اكتشف أن الصفقة قاب قوسين أو أدنى من أن تكون لصالح الشركة الرابعة القادمة من مراكش (أ. ت)، ليعمد إلى إثارة الفوضى داخل القاعة، قبل أن يقوم من مقامه ويعمد إلى سرقة الأظرفة المالية المتعلقة بهذه الصفقة، ويغادر المكان بسرعة إلى وجهة مجهولة وسط حيرة المشرفين على فتح الأظرفة. وبعد هذا الحادث، تم إلغاء الصفقة، لأن الأظرفة المالية تمت سرقتها قبل فتحها لإعلان الفائز بكراء السوق اليومي للخضر والفواكه.
واستنادا إلى المعطيات، فإن عملية خطف الأظرفة من أمام اللجنة المشرفة، الغاية منه إعادة فتح الصفقة من جديد، لتمكين الشركات الثلاث المملوكة لشخص واحد وأفراد عائلته من إعادة المشاركة من جديد بعد إعادة تغيير المبالغ المالية المقترحة للفوز بكراء السوق.
من جهة أخرى فقد تم فتح تحقيق من قبل عناصر الشرطة القضائية بمفوضية أمن أولاد تايمة بتعليمات من النيابة العامة، وذلك للوقوف على جميع حيثيات القضية والمتورطين المحتملين فيها.
وكشف مصدر متتبع لـ «الأخبار» أن عددا من الشركات بعدد من المدن والجماعات تعمد إلى أساليب متعددة تفتقد شروط المنافسة الشريفة من أجل الفوز ببعض الصفقات المغرية، فمنهم من يقوم بإخفاء الملفات الإدارية والمالية لبعض الشركات المتنافسة، وذلك بتواطؤ مع بعض الموظفين، وذلك من أجل تفويت فرصة المشاركة على هذه الشركة المنافسة. أما بعض الشركات الأخرى، فإنها تضرب حصارا مشددا على مكان إيداع الأظرفة الخاصة بالصفقة المتبارى بشأنها، حيث يتم تكليف حراس غلاظ شداد للمرابطة أمام المكتب المكلف بتلقي الطلبات من يوم الإعلان عن تاريخ إيداع الأظرفة إلى لحظة فتحها، وذلك من أجل منع أي شركة أخرى من المشاركة في الصفقة، لتبقى في النهاية الشركة أو الشركات التي سبق أن وقع بينها تفاهما حول الموضوع. وببعض المدن، فإن الشركات والمقاولات تتفق على توزيع الصفقات في ما بينها قبل فتح أظرفتها، حيث يخصص لكل واحدة منها صفقة في قطاع معين بشكل مسبق، مع منع دخول شركات غريبة عن المنطقة إلى التباري.
أكادير: محمد سليماني