هدم القسم المخصص لصلاة النساء يثير سخط رواد المسجد التاريخي
الأخبار
أثار هدم جزء من مسجد السنة الشهير بالدار البيضاء، يوم الأربعاء الماضي، حفيظة عدد من المهندسين المعماريين والنشطاء بالجمعيات المدنية والسكان، وذلك بعدما فوجئوا بهذه الخطوة التي لم يسبقها إشعار من خلال لافتة عامة توضح أسباب القرار ودواعيه.
ومن جهتها، شجبت جمعية «كازا ميموار» الإقدام على هذا العمل، واصفة الخطوة بـ «الاعتداء المرفوض» على التراث البيضاوي، وطالبت السلطات المعنية بتحمل مسؤوليتها تجاه هذا الجزء من تاريخ الدار البيضاء واتخاذ إجراءات عاجلة من أجل وقف عملية الهدم وفتح تحقيق من أجل تحديد المسؤوليات.
وأشارت الجمعية في بيان لها إلى أن «ما يجعل سخطنا وتنديدنا بعملية الهدم الجارية بمسجد السنة أكثر مشروعية هو كونه بمثابة حجر الأساس في البيان الاستدلالي من أجل تسجيل الدار البيضاء في اللائحة الإرشادية لمنظمة اليونسكو. الملف الذي قدمه المغرب تحت شعار (الدار البيضاء مدينة القرن العشرين.. ملتقى التأثيرات) يقدم المدينة كـ(مختبر استثنائي تجريبي لهندسة وعمران القرن العشرين)».
وشددت الهيأة المدنية التي تعنى بحماية تراث المدينة على ما تشكله هذه المعلمة من بعد حضاري، لجميع سكان الدار البيضاء بالنظر إلى خصائصها المعمارية الجوهرية، ولكونها «رمزا للمعاصرة والتنوع الثقافي والتسامح. هذه القيم التي جعلها المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه مؤسسة للمغرب المعاصر».
وأضافت الجمعية أن المسجد «يسلط الضوء على الدور الريادي الذي لعبته مدينة الدار البيضاء في دعم المشارب الفكرية الهندسية الجديدة والتعريف بها»، متسائلة بطريقة لا تخلو من المرارة حول «الغاية من العمل الجبار الذي تقوم به الجمعية رفقة الجهات المعنية من أجل تثمين وحماية التراث»، في ظل تعرض مبنى كبير له قيمة تراثية عظيمة للهدم.
وبحسب جمعية «كازا ميموار»، فهذا «عمل غير مقبول» تجاه تراث الدار البيضاء، سيما وأن مسجد السنة يعتبر واحدا من المساجد الرمزية، وبني سنة 1968 من طرف إيميل ديهون، مهندس الملك الراحل محمد الخامس.