شوف تشوف

الرئيسيةسياسية

ثاباتيرو من تطوان: الحكم الذاتي هو الحل الواقعي لمشكل الصحراء المغربية والنزاع المفتعل

أكد أن حكمة المؤسسة الملكية المغربية تساهم في نشر ثقافة السلام والحرية والمساواة بين الجميع

نظمت المدرسة العليا للأساتذة بتطوان، بشراكة مع جامعة عبد المالك السعدي، والمركز المغربي للدراسات والأبحاث في الاقتصاد والتنمية المستدامة، المؤتمر الدولي الأول حول موضوع «العلاقات المغربية الإسبانية.. الحاضر والمستقبل»، وذلك يومي 2 و3 شتنبر الجاري. وتميزت الجلسة الافتتاحية بحضور وازن للجانب الإسباني تمثل في تأطير خوسي لويس ثاباتيرو، الرئيس الأسبق للحكومة الإسبانية، بحضور السفير الإسباني بالرباط، محاضرة أكد فيها على عمق الروابط بين البلدين الجارين وتطور العلاقات وتوسيعها ومنحها المزيد من الثقة المتبادلة باستثمار الأزمات العابرة ومحدودة الزمن.

مقالات ذات صلة

حسن الخضراوي

شهدت القاعة التي احتضنت المؤتمر الدولي الأول حول موضوع «العلاقات المغربية الإسبانية.. الحاضر والمستقبل»، حضورا مكثفا لطلبة ورؤساء جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، والأساتذة الجامعيين، والفعاليات السياسية بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، وممثلي المؤسسات المنتخبة، وممثلي مسؤولين كبار في وزارة الداخلية، إلى جانب الفعاليات المدنية، وجميع المهتمين بالعلاقات المغربية الإسبانية من الأطر الأكاديمية، والبحث في سبل تطويرها لترقى لمواجهة التحديات العالمية، والخروج من أزمة الحروب وارتفاع الأسعار ومواجهة تبعات جائحة كوفيد 19.

واستُقبلت مداخلات ثاباتيرو التي ركزت على العلاقة المتينة بين البلدين، وتأكيد إسبانيا على أن الحكم الذاتي هو الحل الواقعي لمشكل الصحراء المغربية والنزاع المفتعل، بتصفيقات حارة من الحضور، فضلا عن تأكيد الرئيس الأسبق للحكومة الإسبانية أنه، طيلة توليه المسؤولية، كان يقابل بالود والاحترام والترحاب الكبير من المؤسسة الملكية المغربية للتعاون في جميع المجالات التي يمكنها تحقيق التقدم والازدهار للشعبين المغربي والإسباني، وهو الأمر الذي يجب أن يكون من الجانب الإسباني أيضا بمقابلة كل المبادرات الإيجابية بالترحاب والرعاية المناسبة، لأن التاريخ والجغرافيا يحكمان بضرورة سعي الجارين لتحالف أكثر قوة لمجابهة الصعاب والأزمات العالمية.

ثاباتيرو يخطف الأضواء

في إطار فعاليات المؤتمر الدولي الأول الذي نظم بتطوان، يومي 2 و3 من شتنبر الجاري، تحت عنوان «العلاقات المغربية الإسبانية.. الحاضر والمستقبل»، بالمركب البيداغوجي محمد الرامي بالمدرسة العليا للأساتذة بمدينة مارتيل، خطف خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو، رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق، الأضواء من خلال مداخلته في افتتاح الجلسة الأولى من المؤتمر المذكور، بتأكيده على أن العلاقة بين المغرب وإسبانيا يمكن الآن وصفها بالممتازة، مجددا دعمه الكامل لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية باعتباره مقاربة جادة وواقعية لحل النزاع المفتعل، ووقف تعطيل التنمية التي يمكن أن تستفيد منها جميع شعوب البلدان المحيطة والعالم كذلك.

وأكد ثاباتيرو أن مختلف الثقافات واللغات والأديان لا تفاضل بينها، ووجدت من أجل المساهمة في بناء التقارب والتفاهم بين الحضارات وإرساء أسس السلام والتعايش بين كافة الأمم والشعوب، إذ لا يجب التفكير أبدا في أن هناك دينا أسمى من آخر أو ثقافة أفضل من نظيرتها ببلد آخر، لأن تطور البلدان والشعوب لا يقاس بمعيار التفوق والإنجازات العسكرية بحسب المتحدث، بل بمدى النجاح في إنتاج ثقافة السلام وتعميمها على ربوع العالم، والعمل على تجنب ثقافة العنف والحروب المدمرة، والسعي دوما للحوار كوسيلة للتفاهم وتذويب الخلافات ونشر المحبة بين الجميع.

وشدد رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق على أن المغرب كبلد جار كان ومازال دائما مركز اهتمام محوري بالنسبة للدبلوماسية الإسبانية، لذلك فحضور السفير الإسباني إلى جانبه في افتتاح المؤتمر ليس من قبيل الصدفة، بقدر ما يتعلق الأمر بالأهمية البالغة التي توليها إسبانيا للمغرب باعتباره شريكا أساسيا لتحقيق أهداف التنمية بالبلدين، والسعي لتشكيل تحالف قوي هدفه رفع مشعل التنمية، وتبادل الخبرات والتجارب وعقد اتفاقيات بين الجامعات المغربية العريقة والإسبانية للرفع من دعم البحث العلمي ومواكبة التحولات العالمية المتسارعة.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن القرن الواحد والعشرين يشهد العديد من الصراعات والحروب الطاحنة في مناطق مختلفة من العالم، وهي ملفات تتسم بالتعقيد وصعوبة إيجاد الحلول والتسويات التي ترضي الأطراف، ما ساهم في بروز محاور وتكتلات جديدة، وهو الشيء الذي أصبح يستدعي ضرورة الرجوع إلى القيم النبيلة والمبادئ الإنسانية التي اعتمدتها النخب السياسية العالمية، وسمحت بالتطور والتفاهم من أجل بناء عالم أكثر تناغما وتفاهما، حيث يذكر التاريخ دائما الدول والأمم بما قدمته وتقدمه للعالم من ثقافة وحضارة وتطور، وليس إشعال الفتن وتذكية الخلافات والحروب.

ونوه ثاباتيرو بالعلاقات الإسبانية والمغربية، التي يجب، بحسبه، أن تقوم على دعم بناء مجتمع دولي سياسي متطور ومتضامن، وتحقيق هدف انتصار السلم والتعايش واحترام المساواة وسيادة الدول، إذ إن الوفاء في العلاقات بين الدول هو الذي يولد الثقة، وتحديد الأهداف المشتركة.

وبحسب المتحدث نفسه، فإن من الظواهر الصحية أن يكون هناك شغف باكتشاف الثقافات الأخرى والانفتاح اقتصاديا وبناء علاقات بين الدول، لأن الانغلاق حالة مرضية وليس مسألة طبيعية، والمغرب يدعم دائما تحالف الحضارات لتحقيق الأفضل، ويسعى لأن يستعيد مصطلح السلم قوته ومجال التشاور بين الدول لحل كافة المشاكل العالقة، فضلا عن اعتراف الطرفين الشمال والجنوب ببعضهما في احترام تام، والتحلي بالتواضع لأنه من علامات الذكاء في تحقيق هدف المساواة والتعاون المثمر.

ترحيب مغربي بزيادة التعاون

رحبت المداخلات التي ألقاها العديد من المشاركين المغاربة في المؤتمر الدولي الأول بين المغرب وإسبانيا تحت عنوان «العلاقات المغربية الإسبانية.. الحاضر والمستقبل»، بالوفد الإسباني برئاسة خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو، الرئيس الأسبق للحكومة الإسبانية، وبحضور السفير الإسباني بالرباط، حيث أكد الجميع على ضرورة الرفع من مستوى التعاون بين البلدين الجارين في جميع المجالات، وتكريس المزيد من التقارب وعقد اتفاقيات بين الجامعات المغربية والإسبانية، بما يفيد تطور البحث العلمي وانفتاح الطلبة من الجانبين على الثقافات التي يزخر بها البلدان، باعتبار أن المغرب كانت جذوره دائما بعمق التربة الإفريقية وأغصانه بأوربا، لقدرته على الانفتاح واستثمار كل مناسبة عالمية للتأكيد على لغة السلم والحوار ونبذ العنف والإرهاب والتطرف بكافة أشكاله.

وحسب العديد من المداخلات بالمؤتمر المذكور، فإن الوقت الآن، في ظل الظروف العالمية الصعبة وتبعات الحروب وجائحة كوفيد 19، هو وقت العمل المكثف بين الجانبين الإسباني والمغربي من أجل تسريع وتيرة آفاق التعاون والتبادل الاقتصادي والثقافي، والتنسيق للتغلب على تحديات تواجه العالم أبرزها أزمة الماء وارتفاع الأسعار ومشاكل التموين الغذائي.

وفي كلمة ألقاها بوشتى المومني، رئيس جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، ضمن فعاليات المؤتمر الدولي المغربي الإسباني، أكد على أن خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو من النماذج الشبابية التي استطاعت بناء إسبانيا الحديثة، حيث استطاع أن يكون من مهندسي السلام دوليا، ومازال مدافعا عن قيم التعايش بين الشعوب، والعمل على التنمية وتحسين ظروف العيش ومواجهة التحديات العالمية.

وأضاف المتحدث نفسه أن المغرب من الدول التي حباها الله بمكانة متميزة، وهو بلد تمتد جذوره في العمق الإفريقي وأغصانه بأوروبا، والاختيارات الاستراتيجية للمملكة والدستور المغربي ينصان على توسيع وتنويع الصداقات الدولية، والمغرب وإسبانيا لهما شراكات مثمرة على أساس الشفافية والثقة المتبادلة بين الطرفين، والوفاء بالالتزامات تنزيلا للروابط بين الشعبين المغربي والإسباني والتي ترعاها المؤسستان الملكيتان بالبلدين الجارين.

وذكّر المومني بالاتفاقيات المتعددة التي تربط بين الجامعات المغربية والإسبانية، والمساهمة في نشر الثقافة الإسبانية، والتنمية والمستدامة والبحث العلمي والابتكار، إذ يعتبر المؤتمر فرصة سانحة لتكريس العلاقات بين جامعة عبد الملك السعدي والجامعات الإسبانية، فضلا عن ضرورة تحويل المؤتمر لموعد سنوي قار لمناقشة مواضيع اقتصادية واجتماعية وثقافية وأمنية تهم البلدين، والتأكيد على مزيد من التعاون والتنسيق لمواجهة التحديات المشتركة.

وفي مداخلة لزهير العمراني، مدير المدرسة العليا للأستاذة بمرتيل، أكد على أن الجغرافيا والتعايش والتقارب من الأقدار التي هيأت كافة الظروف لصداقة قوية بين إسبانيا والمغرب، والمستقبل الواعد الذي يتطلع إليه البلدان يتطلب استثمار الحاضر لتحقيق مستقبل أفضل في كل الاهتمامات المشتركة، ومواجهة التحديات التي تواجه بلدان العالم، حيث هناك رغبة كبيرة من البلدين معا للرفع من التبادل الثقافي والتجاري والاقتصادي، والمؤتمر من صميم أهدافه تكريس خدمة مصالح البلدين الجارين، والتعاون في مجال البحث العلمي، والعلاقات والاتفاقيات التاريخية بين الجامعات الإسبانية والمغربية.

مستقبل واعد

أكدت العديد من المداخلات من الجانب المغربي والإسباني، بالمؤتمر الدولي الأول بين المغرب وإسبانيا بتطوان، على أن العلاقات بين البلدين الجارين لها مستقبل واعد في مجال الرفع من مستوى التنسيق والشراكات بين الجامعات المغربية والإسبانية لتحقيق هدف تطوير البحث العلمي وتبادل التجارب، ومناقشة كافة القضايا والتحديات التي تواجه البلدين وباقي شعوب العالم، فضلا عن بناء تحالف يمكن من خلاله نشر ثقافة السلام والتعايش ونبذ العنف والتطرف في جميع المجالات، ومواصلة العمل على ملفات الهجرة والحد من خطر الإرهاب، ومواجهة أهداف خبيثة لتشتيت الدول، لأن العلاقات الناجحة بكل المقاييس تكون بين الدول الكبرى، وليس تذكية الصراعات القبلية وخلق الفتن وإشعال الحروب التي لها انعكاسات كارثية على مستقبل العالم.

وحسب العديد من الأكاديميين والمنتخبين المشاركين بالمؤتمر الدولي الأول في موضوع العلاقات بين المغرب وإسبانيا، فإنه على مر التاريخ كانت الخلافات والأزمات التي تمر بها العلاقة الديبلوماسية بين البلدين الجارين، سببا في تكريس علاقات أكثر قوة وشفافية، وتوضيح مجموعة من الأمور من الطرفين، وبناء أسس قوية للرفع من وتيرة التعامل الاقتصادي والاستثمارات، والتعاون في ملفات أمنية معقدة، وإيجاد حلول سريعة للأزمات العابرة باستثمار العلاقات القوية والدائمة عبر التاريخ بين الملكيتين المغربية والإسبانية، والحكمة في التعامل مع قضايا شائكة بما يضمن السلم والتعايش وتحقيق الازدهار للشعبين المغربي والإسباني.

وتم، خلال الاختتام، التأكيد على دعم ملف الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، وتحرك المؤسسات الدولية لإنهاء الصراع المفتعل، كما تطرق العديد من المتتبعين لتفاصيل الاجتماعات واللقاءات الخاصة بالمؤتمر الدولي الأول تحت عنوان «العلاقات المغربية الإسبانية.. الحاضر والمستقبل»، إلى أن نجاح الدورة المذكورة يتطلب تنظيم دورة ثانية في نفس الموعد، تكون أكثر قوة من سابقتها، من حيث تعميق مواضيع النقاش، والرفع من عدد الاتفاقيات بين الجامعات المغربية والإسبانية، والدراسة الأكاديمية لعلاقات مثمرة يستفيد منها الطرفان، وتشكل مثالا يحتذى به في عالم العلاقات الدولية المتوترة بسبب الحروب والتكتلات، وتكريس قيم السلم والتعايش والمساواة واحترام جميع الأديان والثقافات وسيادة الدول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى