شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

توقعات أمير أوحنا

انتهت الزيارة التي قام بها الرجل الأول في البرلمان الإسرائيلي معترفا بمغربية الصحراء في البيان الذي نشره مجلس النواب. بلا شك أن استصدار مثل هذا الموقف مهم جدا ويحسب للمؤسسة التشريعية ورئيسها في إطار عمل المجالس المماثلة، لكن مع ذلك فهو ليس موقف دولة، ولهذا فإن ما تنتظره الرباط من تل أبيب هو اعتراف صريح وقاطع من رئيس دولتها أو حكومتها بمغربية الصحراء.

رئيس الكينست أعلن أن إسرائيل ستعترف بمغربية الصحراء، وأن الموضوع في خضم نقاش جاد بين البلدين، لكن لماذا كل هذا التردد والبطء في إعلان الموقف مع العلم أنه مرت ثلاث سنوات على الاتفاق الثلاثي الذي تم التوقيع عليه بالرباط بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.

المغرب، حينما قرر بشكل سيادي إعادة العلاقات مع إسرائيل، لم يفعل ذلك ليحصل على مقابل أو أن يتخلى عن دوره التاريخي في حماية حقوق المقدسيين الدينية والتاريخية، لكن ليكن في علم إسرائيل أنّ ملف الصحراء هو النظّارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعةَ الشراكات.

إنّ إصرارَ تل أبيب على التموضع في دائرة التريث بخصوص قضية الصحراء المغربية وعدمِ تناسب خطابها مع مواقفها ليس مقبولا في ظل التحولات الجيواستراتيجية التي تعرفها القضية الوطنية من طرف الخصوم الإقليميين والدوليين. لذلك فالعلاقات المغربية- الاسرائيلية أمام اختبار احترام الالتزامات، فلا يعقل أن تتحمل الرباط عبء علاقات ديبلوماسية وتواجه حملات التجييش المعلنة من طرف تجار وسماسرة القضية الفلسطينية، بينما لا زال قرار الإعلان الرسمي للدولة الإسرائيلية بمغربية الصحراء مجرد نقاش داخل مراكز صناعة القرار في تل أبيب.

لقد حان وقت الصراحة وقول الحقيقة التي مفادها أن العلاقات المغربية- الإسرائيلية اختيار صعب وهي أمام اختبار أصعب، وحماية هاته العلاقات لن تكون سوى بأمرين اثنين لا ثالث لهما، أولهما الاعتراف العلني والرسمي بمغربية الصحراء، وثانيهما عدم إحراج المغرب في الملف الفلسطيني، حيث من اللازم على إسرائيل، إن هي تريد بناء الثقة مع المغرب، أن تأخذ بعين الاعتبار علاقتها به في تدبير قضية العرب الأولى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى