حسن البصري
لماذا رفضت الاستمرار في الجديدة؟
اتصل بي جواد الميلاني وكان مدربا لفريق الدفاع الحسني الجديدي، وطلب مني الانضمام للفريق الدكالي، وهو الذي أقنعني بالعرض، خاصة وأن الهدف كان هو إنقاذ الفريق من النزول بعناصر واعدة كانت في أمس الحاجة للاعب مجرب يعطي الثقة لباقي العناصر. قضيت مع الدفاع أياما رائعة رغم الصعوبات التي واجهتني على المستوى المادي، وكان من ثمار هذه التجربة الفوز بكأس العرش. اليوم أتأسف للوضعية الحالية للفريق الدكالي الذي نزل للقسم الثاني، أتمنى أن يتجاوز هذه النكبة لأن هذه المدينة تستحق فريقا في القسم الاحترافي الأول.
هل كان توشاك يستشيرك في التشكيلة؟
هذا مجرد ادعاء روجه البعض سامحهم الله، كان بين المدرب وبعض اللاعبين المجربين تواصل شبه يومي في شأن الفريق، لكن ليس إلى حد إقحامنا في مسائل تقنية تخصه، كما يعلم الجميع فإن التشكيلة من اختصاص المدرب ومساعده، لكنه كان يتحدث معي أنا وثلاثة لاعبين ويستشيرنا حين تستبد به الحيرة بين مهاجم وآخر، من سيلعب كأساسي ومن سيحال على كرسي البدلاء، الاستشارة بيننا وبين المدرب توشاك كانت تخص الفندق المفضل وموعد التنقل والسفر ومكان المعسكر، حتى لون القمصان يستشيرنا في شأنها.
ما هي نقط قوة توشاك؟
الويلزي جون توشاك مدرب لا يحتاج لتزكية مني أنا اللاعب فتاريخه معروف في عالم الكرة الأوربية، خاصة في بريطانيا والبرتغال وإسبانيا، توشاك مدرب محترف في بطولة كانت تطبعها الهواية فيغضب، كان يحتج على البرمجة لأنه يريد معرفة أجندة المباريات باليوم والساعة على امتداد الموسم، لهذا تنتابه حالات قلق على الطريقة التي تتم بها برمجة المباريات، خصوصا أن بعض التوقيفات لا تدخل ضمن أجندة الاتحاد الدولي لكرة القدم، بالإضافة إلى غياب مجموعة من اللاعبين الوداديين عن استعدادات الفريق وسط الأسبوع الذي يسبق مباريات البطولة. لقد كان يقول إن بعض لاعبي الفريق لديهم أكثر من مدرب، إذ يصعب عليهم استيعاب “تكتيكات” المدربين في نفس الوقت، وكان يقصد بكلامه بعض اللاعبين الذين ينادى عليهم للمنتخب المحلي والمنتخب الأول أو الأولمبي، وهذا ما يؤثر سلبا على اللاعب حسب اعتقاده.
كيف تأقلمت مع أسلوبه الذي يعتمد على الاندفاع البدني؟
توشاك ليس مدربا مغمورا جاء إلى المغرب للسياحة، هذا الرجل يجر وراءه تاريخا فهو الفائز بلقب البطولة الإنجليزية مع ليفربول وتوج مع ريال مدريد بلقب البطولة، لكن التتويج مع الوداد كانت له نشوة خاصة. درب بسيكتاش كان هناك منافسنا هو غلطة سراي، وفي البرتغال له سمعة كبيرة لمست هذا في أول معسكر خارجي في هذا البلد. كان ينافس على اللقب ويهتم بالمركز الأول، فالمرتبة الثانية لا تعني أي شيء بالنسبة للجمهور. تعلم توشاك داخل الأندية الكبيرة التي أشرف عليها بأن المنافسة تتطلب نيل الألقاب ولاشيء غيرها، علمنا أن تحمل الضغط هو الذي يقود للصعود لمنصات التتويج، لقد كان مستعدا لترك مكانه إذا تراجع في الترتيب، إضافة إلى إشراكنا في بعض الأمور التي تشغل باله.
ما الفرق بين توشاك والبنزرتي؟
كان المدرب التونسي فوزي البنزرتي يشاركنا بدوره بعض هواجسه، كان يسألنا مثلا عن قلب الهجوم المناسب لمباراة ما، لأنه كان يريد رأس حربة يمكننا من خنق الخصم في معسكره، وغالبا ما كان يركز على المهاجم القادر على امتلاك الكرة والاحتفاظ بها حتى نتمكن من التقاط الأنفاس. حين جاء البنزرتي سأل عني وأصر على إشراكي في اللائحة الإفريقية للمشاركة في دوري أبطال إفريقيا، بعدما أسقطت منها قبل أسابيع. أجبر فوزي إدارة الوداد على إضافتي أنا والمهاجم الأرجنتيني أليخاندرو ومراسلة الكاف في الموضوع مع تحمل غرامة الإضافة المتأخرة. مشكلة البنزرتي هو عدم الاستقرار أي أنه قد يفاجئ الجمهور الوداد واللاعبين والمسيرين بخبر عودته إلى تونس في أي لحظة.
تنتمي إلى عائلة رياضية كيف تتبادلون المشورة داخل المحيط العائلي؟
منذ أن فتحت عيني على الحياة وجدت الكرة في بيتنا بحي سيدي عثمان، أعمامي مارسوا اللعبة في الملاعب المتربة، أنا التحقت بالوداد منذ صغري وشقيقي نور الدين حمل قميص شباب المسيرة والنادي المكناسي والفقيه بن صالح، أكرم تدرج في فئات الوداد ويحمل اليوم قميص اتحاد تواركة، أبناء أعمامي لعبوا في فرق الهواة، لهذا فإن الاستشارة بيننا متواصلة والنصح قائمة بيننا والقاسم المشترك هو الاحترام والالتزام، في بيت العائلة الأمتعة الرياضية متوفرة وحتى أبناء الحي ينالون نصيبهم من العتاد الرياضي خاصة حين ينتهي الموسم الكروي تجد نفسك مضطرا للتبرع بما لديك من أقمصة وجوارب وبذل وحتى واقي الساق.
لماذا انتقل شقيقك الأصغر من الوداد إلى الاتحاد التوركي؟
الانتقال من الوداد إلى أكاديمية محمد السادس أولا، هكذا قررنا داخل عائلة نقاش أن نعيد بناء مشوار شقيقنا الأصغر أكرم، الذي تألق كمدافع أوسط مع ميول للجهة اليسرى، وهو اليوم والحمد لله يعد من ركائز الاتحاد التوركي بعد أن وظفه الإطار الوطني طارق السكتيوي كظهير أيسر وقدم مستويات جيدة بل وسجل أهدافا، بل إنه تدرج عبر المنتخبات الوطنية ويعد اليوم من لاعبي المنتخب الأولمبي.