كلميم: محمد سليماني
عرفت حركية شبكات الاتجار في البشر تناميا ملحوظا هذه الأيام بعدد من المناطق الساحلية بجهة كلميم- واد نون، إذ لا يكاد يمر أسبوع دون أن تسقط شبكة في شراك القوات العمومية.
واستنادا إلى مصادر مطلعة، فقد تمكنت عناصر الشرطة وعناصر مراقبة التراب الوطني، من تضييق الخناق على هذه الشبكات، التي أصيبت في مقتل، جراء التدخلات الفعالة للقوات العمومية بعدد من مدن الجهة، الأمر الذي أربك حسابات الشبكات على الأرض.
وفي هذا السياق، تمكنت عناصر فرقة الشرطة القضائية بالمنطقة الإقليمية للأمن بمدينة كلميم، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، خلال الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين المنصرم، من إيقاف شخصين يبلغان من العمر 35 و43 سنة على التوالي، وذلك للاشتباه في ارتباطهما بشبكة إجرامية تنشط في تنظيم الهجرة غير المشروعة والاتجار بالبشر.
وقد تم ضبط المشتبه فيهما في حالة تلبس بالتحضير لتنظيم عملية للهجرة غير الشرعية، كما مكنت إجراءات البحث والتفتيش من إيقاف اثنين من المرشحين للهجرة، وحجز أربعة زوارق مطاطية ومعدات لوجيستيكية تستعمل في الملاحة البحرية، منها محركان بحريان و11 حاوية بلاستيكية مملوءة بالبنزين، وأربع مضخات هواء كهربائية، بالإضافة إلى سيارة نفعية. وقد تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهما والمرشحين للهجرة غير المشروعة تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية، وكذا تحديد كافة امتداداتها وارتباطاتها المحتملة.
جاء هذا التدخل، بعد يومين فقط على تدخل مماثل لعناصر فرقة الشرطة القضائية بالمنطقة الإقليمية للأمن بمدينة طانطان، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، والذي مكن من إجهاض محاولة جديدة للهجرة غير المشروعة انطلاقا من شاطئ «سهب الحرشة» الذي يبعد عن مركز طانطان بحوالي 30 كيلومترا في اتجاه مدينة العيون.
وقد أسفر تفكيك هذه الشبكة عن إيقاف سبعة أشخاص يشتبه في ارتباطهم بالشبكة الإجرامية المتورطة في تنظيم عملية الهجرة السرية، وهم ستة مغاربة ومواطن من جنسية موريتانية مقيم بالمغرب، كما تم ضبط 22 مرشحا للهجرة غير المشروعة ينحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، كانوا على أهبة الدخول إلى البحر للهجرة نحو جزر الكناري.
وفي ارتباط بهذه العملية الأمنية، فقد مكنت عمليات التفتيش المنجزة في إطار هذه القضية من حجز قارب مطاطي مزود بمحركين وعدد من الحاويات التي تضم كميات من البنزين، بالإضافة إلى حجز سيارتين وجهاز تحديد المواقع (GPS)، وهاتف نقال يعمل بالأقمار الاصطناعية.
