طنجة: محمد أبطاش
أجري أول أمس الخميس بميناء طنجة المتوسط، تمرين لعملية البحث والإنقاذ بالبحر، وحاكى هذا التمرين الخاص بالبحث وإنقاذ الأرواح البشرية في البحر، والذي أشرفت عليه البحرية الملكية والدرك الملكي والقوات الملكية الجوية والوقاية المدنية، بساحل ميناء طنجة المتوسط، عملية إنقاذ واسعة النطاق تتجلى في إجلاء 50 راكبا من ضمنهم عدة جرحى على متن سفينة لنقل الركاب توجد في وضعية حرجة نتيجة تسرب المياه إلى داخلها.
وحسب بعض المعطيات المتوفرة، فقد انطلق التمرين بالإعلان عن تسرب مفترض في إحدى سفن الركاب، قبل أن يتم إنزال زورق إغاثة يضم عددا من الناجين إلى مياه البحر، لينطلق الإنذار لدى المركز الوطني لتنسيق الإنقاذ البحري، الذي قام بتعبئة ونشر كافة الوسائل الجوية والبحرية لمساعدة الناجين والمصابين والتكفل بهم بعد وصولهم الميناء.
وتشير المعطيات المتوفرة، إلى أن «تمرين المحاكاة انطلق أولا بتحديد مكان السفينة المعرضة للخطر، بمساعدة الوسائل الجوية، لاسيما طائرة الدرك الملكي، ثم تحديد المهام المرتبطة بالإنقاذ، وخاصة تنسيق التدخلات الجوية والبرية والبحرية».
وتقوم مهمة البحث والإنقاذ البحري على تقديم الإغاثة للناجين وللجرحى وإجلائهم إلى ميناء آمن من أجل تمكينهم من الحصول على العلاجات الطبية، قبل إرسالهم إلى بلدانهم إن كانوا أجانب أو التكفل بهم محليا.
أما بخصوص «الجرحى الذين يعانون من إصابات خطيرة يتم نقلهم في مروحيات البحرية الملكية والدرك الملكي والقوات الملكية الجوية، بينما يتم إجلاء باقي المصابين عبر البحر، بمساعدة وحدات البحرية الملكية والدرك الملكي والوقاية المدنية، وكذا زوارق الإنقاذ التابعة لقطاع الصيد البحري».
وتشكل العملية المتعلقة بالإنقاذ الجماعي تحديا لرجال الإنقاذ عبر العالم، بسبب ضخامة سفن المسافرين، حيث يتعين نشر وسائل إضافية من أجل القيام بالعملية على أتم وجه. ويهدف هذا التمرين إلى المساهمة في تحسين مستوى التنسيق بين مختلف الفاعلين من أجل الاستخدام الناجع والعقلاني لوسائل الإنقاذ البحرية والجوية وكذا البرية، كما يمنح فرصة جديدة لتدريب أطقم وحدات الإنقاذ البحرية والجوية، خصوصا مع اقتراب عملية «العبور 2022»، والتي تشارك فيها لأول مرة 32 سفينة بحرية.
ولهذا الغرض، قام المنظمون باستخدام وسائلهم المتخصصة لإنقاذ وإجلاء الركاب جوا وبحرا، من أجل اختبار قدراتهم في مجال إنقاذ الأشخاص المعرضين للخطر في عرض البحر، والتكفل بهم سريعا على الصعيدين الطبي والإداري فور نقلهم إلى الميناء. كما مكن التمرين كافة المتدخلين من تطبيق آليات تدبير وتسيير عمليات البحث والإنقاذ الكبرى والمعقدة والتي سنتها المنظمة البحرية الدولية ومنظمة الطيران المدني الدولي.