شوف تشوف

الرئيسية

تلقى دروس النضال في وجدة وحصل على دعم من الملك الحسن الثاني

حسن البصري

في يوم السبت 30 ماي 2015، كان الملك محمد السادس على موعد مع التاريخ، حين أصر، أثناء زيارته لغينيا بيساو، على وضع إكليل من الزهور ترحما على روح أميلكار كابرال، مؤسس دولة غينيا بيساو، وصديق المغرب الذي عاش فترة من حياته في المغرب.
كان الملك مرفوقا برئيس جمهورية غينيا بيساو جوزي ماريو فاز، وهو يقف أمام قبر أميلكار كابرال، وكبار قادة مختلف الوحدات العسكرية بهذا البلد، حينها فهم الجميع أن المناضل الذي قاد ثورة أدت إلى استقلال بلاده، عاش في المغرب واعترف بالدور الذي اضطلع به الحسن الثاني في دعم نضال هذا البلد من أجل الحرية والانعتاق، والذي شكل أساس صداقة عريقة ومتينة بين البلدين تتخطى كل التحديات والصعاب.
اعترف هذا المناضل بجهود المغرب في مساعدة حركته السياسية والعسكرية، التي عرفت باسم «الحزب الإفريقي لاستقلال غينيا والرأس الأخضر»، وقال في أكثر من حوار إن الحسن الثاني كان راعيا لطموحاته التحررية، «وجدت كزعيم للحزب الإفريقي لاستقلال غينيا والرأس الأخضر، في الملك الحسن الثاني، شخصية سياسية تتمتع بصفات قيادية وكاريزمية، يعمل بكل جهد وتفان من أجل قضايا إفريقيا والأفارقة».
وأضاف كابرال، في تصريح له سنة 1969، «لقد كنا محظوظين لاستعادة تاريخنا الخاص وهويتنا الإفريقية الوثيقة بفضل مساعدة المغرب، الذي كان أول بلد يخلق وزارة للشؤون الإفريقية ووُضع على رأسها مناضل اسمه الخطيب».
كلف الحسن الثاني وزيره عبد الكريم الخطيب بدعم الحركات التحررية في إفريقيا، وحدد لقاءات في الرباط ووجدة مع مناضلين كثر، أبرزهم: نيلسون مانديلا وفرانز فانون وأغوستينو نيتو، ودعاه لدعم نضالهم بالمال والسلاح، من أجل الاستقلال والانعتاق.
وحسب الباحث باب ضيوف، الأستاذ بمعهد جنيف للدراسات العليا الدولية، فإن المملكة المغربية «كانت أول بلد يؤمن بالكفاح المسلح لكابرال، حيث زودته بالأسلحة، بعد التزام الملك الحسن الثاني بمساعدة حركات التحرر في إفريقيا، بعد أن استعاد المغرب استقلاله بشكل مبكر». وهو الطرح الذي جهر به إيغناسيو سيميدو، ممثل الحزب الإفريقي لاستقلال غينيا والرأس الأخضر، في مؤتمر إفريقي احتضنته مدينة الدار البيضاء سنة 1974، بعد اغتيال كابرال بسنة، حين عبر عن امتنانه العميق للملك، مؤكدا «أن المغرب يعد نموذجا يحتذى على مستوى حركات التحرر».
ويضيف في مذكراته، «لقد ساعدنا المغرب، الصديق القديم لغينيا بيساو، بسخاء، منذ الساعات الأولى لاندلاع ثورتنا، حيث كانت الأسلحة التي قاتلنا بها مغربية بالأساس». ويروي، في المذكرات ذاتها، حكاية قبعة مغربية ظل المناضل كابرال يحملها ويتبرك بها.
ولد أميلكار كابرال سنة 1924 لأبوين من الرأس الأخضر، فأسس الحزب الإفريقي لاستقلال غينيا والرأس الأخضر سنة 1956 بعد عودته من لشبونة، التي تابع فيها دراسته في مجال الهندسة الزراعية، والتي شكلت مناسبة له لمصاحبة عدد من المناضلين الأفارقة.
في غينيا كثير من الشوارع والساحات باسمه، وفي سان دوني بفرنسا يوجد شارع أميلكار كابرال الشهير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى