الأخبار
انتشرت أول أمس الاثنين، على نطاق واسع، عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وتطبيق التراسل الفوري «واتساب»، مقاطع فيديو توثق لمشاهد صادمة، ظهر خلالها مجموعة من تلاميذ الثانوية الإعدادية اللعبيات، التي تقع ضمن النفوذ الترابي لجماعة أولاد احسين، على مستوى إقليم سيدي سليمان، وهم يرشقون بالحجارة أبواب الحجرات الدراسية ويتنافسون في ما بينهم في عملية تهشيم النوافذ الزجاجية وتكسير الطاولات والسبورات، فيما تكلفت فئة من التلاميذ والتلميذات بمهمة الهجوم على مقر الإدارة، وسرقة الوثائق الإدارية والعبث بها، قبل التخلص منها أمام باب المؤسسة، في غياب تام لأي مسؤول تربوي، وفي ظل تأخر كبير لعناصر الدرك الملكي أو القوات المساعدة، أو ممثلي السلطة المحلية، من أجل تطويق الحادث، باستثناء عون للسلطة ظل يراقب الوضع من بعيد، ما طرحت معه العديد من علامات الاستفهام.
وأكدت مصادر «الأخبار» أن مدير الثانوية الإعدادية اللعبيات تعرض بدوره للاعتداء من طرف التلاميذ، الذين كانوا يرشقون بشكل عشوائي الحجرات الدراسية بالحجارة، بحيث أكدت مقاطع الفيديو، التي اطلعت «الأخبار» على بعضها، غياب الأساتذة، الذين تزامنت عودة بعضهم لاستئناف العمل مع تسجيل حالة الشغب غير المسبوقة، على الأقل بالمؤسسات التعليمية بالمجال القروي بإقليم سيدي سليمان، في وقت باشرت الجهات المختصة تحرياتها من أجل تحديد الجهة التي قد تكون وراء «تحريض» التلاميذ من أجل إثارة الشغب بالمؤسسة التعليمية، وتخريب ممتلكاتها.
إلى ذلك، فقد التزمت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي الصمت، إزاء مشاهد التخريب التي تعرضت لها الثانوية الإعدادية اللعبيات، حيث لم يصدر أي بلاغ في الموضوع من طرف المديرية، فيما يرتقب أن يتم استدعاء التلاميذ الذين وثقت صورهم كاميرات هواتف زملائهم، وهم يخربون ممتلكات المؤسسة، ويعبثون بمحتويات الإدارة التربوية، في أفق استدعاء أولياء أمورهم.
وفي موضوع ذي صلة، اختار العشرات من أعضاء التنسيقية الموحدة لهيئة التدريس وأطر الدعم مؤازرة زملائهم الذين توصلوا في وقت سابق بقرار التوقيف المؤقت عن العمل، مع توقيف الراتب، على مستوى مديرية سيدي سليمان، والذين بلغ عددهم عشرة أساتذة ضمنهم أستاذة للتعليم الابتدائي من قيادات التنسيقية الموحدة، ليلة أول أمس (الاثنين) من أجل تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر باشوية مدينة سيدي سليمان، نددوا خلالها بما وصفوه بالتوقيفات الانتقائية التي تفتقد للمشروعية، بحسبهم، ورفعوا شعارات تستنكر ما تعرض له زملاؤهم الموقوفون عن العمل مؤقتا، معبرين، في السياق ذاته، عن رفضهم التام للنظام الأساسي في صيغته المحينة، ومطالبين بإنصافهم، وتعويضهم عن المهام والزيادة في الأجور، والتراجع عن قرارات التوقيف، التي طالت العديد من الأساتذة على الصعيد الوطني.