مكناس: لحسن والنيعام
وجد عمدة مكناس، عبد الله بوانو، عن حزب العدالة والتنمية، نفسه، نهاية الأسبوع الماضي، محاصرا من قبل تجار بالعاصمة الإسماعيلية، بحضور رئيس الحكومة، الأمين العام للحزب ذاته، سعد الدين العثماني، إذ وجهوا له الكثير من الانتقادات اللاذعة. ولم يجد بوانو من مخرج أمام ارتفاع حدة الانتقادات الموجهة ضده سوى أن ينسحب من لقاء تواصلي دعا إليه رئيس الحكومة، وراهن حزب العدالة والتنمية على أنه سيكون «قنطرة» لاستعادة «ود» التجار، خاصة مهنيي مكناس العتيقة الذين سبق لهم أن خرجوا في احتجاجات للمطالبة بإلغاء إجراءات الفوترة التي قالوا إنها ستجهز على قطاع واسع من التجار في حال تفعيلها.
وتحدث التجار المنتقدون في اللقاء، الذي نظمه «الفضاء المغربي للمهنيين بجهة فاس ـ مكناس»، بقاعة الإسماعيلية الهديم، عن عدم تنفيذ حزب «البيجيدي» للوعود التي قدمها إبان الحملة الانتخابية منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ووعد عبد الله بوانو، عمدة المدينة، بتأهيل الأحياء ناقصة التجهيز، وتشجيع الاستثمار، وتنظيم عدد من القطاعات التي تعاني من فوضى، لكن العاصمة الإسماعيلية، باستثناء بعض مشاريع تهيئة الشوارع في وسط المدينة، فإنها لا تزال تعاني من استمرار تدهور تجهيزاتها الأساسية.
وقرر عدد من التجار مقاطعة هذا اللقاء احتجاجا على حزب «البيجيدي»، فيما قرر آخرون ملء الكراسي الفارغة واستعادوا ما خلفته التساقطات المطرية التي شهدتها المدينة من خسائر على محلاتهم بمكناس العتيقة، حيث اضطروا إلى التحول إلى رجال إنقاذ لـ«إنقاذ ما يمكن إنقاذه» من سلعهم جراء فيضانات في الشوارع والأزقة داهمت محلاتهم بسبب إفلاس قنوات صرف مياه التساقطات. والمثير أن لا أحد من المسؤولين زارهم في هذه المحنة، أو ربط الاتصال بجمعياتهم المهنية للبحث معهم عن الحلول. ويشير التجار إلى أن الوضع بقي على ما هو عليه، مما يهدد بفيضانات أخرى وخسائر أخرى.
ويشتكي التجار المهنيون من انتشار واسع للباعة المتجولين في مختلف أحياء المدينة، وبشكل أكبر في دروب وأزقة مكناس العتيقة، بالقرب من ساحة الهديم التاريخية. ويخلف عرض السلع ذاتها أمام المحلات التجارية التي تؤدي التزامات ضريبية للدولة، وتؤدي فواتير الماء والكهرباء ورسوم الكراء، أضرارا كبيرة بهذه المحلات، بسبب المنافسة غير المتكافئة من قبل باعة يعرضون السلع في الشارع دون أي التزامات ضريبية، ودون أي تكاليف لها علاقة بالماء والكهرباء والكراء. وعوض أن يباشر إجراءات من شأنها أن تخفف من ثقل هذه الأزمة، فضل حزب العدالة والتنمية أن يبتعد عن هذا الملف «الحارق».
ومن جهته، اكتفى سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بـ«الترحيب» بمطالب التجار المهنيين، وقال، وهو يحاول أن يبعد ثقل الملفات عن نفسه، إنه سيعرضها على مناظرتين وطنيتين مرتقبتين حول الضريبة والتجارة.