أفادت مصادر «الأخبار» بأن لجان الإنقاذ والإطفاء، التي تشكلت من مصالح الوقاية المدنية والمياه والغابات والقوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة وعمال الإنعاش الوطني والسلطات الإقليمية والمحلية بشفشاون والمتطوعين من السكان، تمكنت، مساء أول أمس الثلاثاء، من السيطرة على الحرائق الغابوية التي اندلعت بغابة أكمسان بجماعة باب برد بإقليم شفشاون، وذلك بعد خمسة أيام من الجهود المتواصلة في الإطفاء الجوي والبري، رغم التضاريس والظروف المناخية الصعبة.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن فرق الإنقاذ والإطفاء واجهت صعوبات كبيرة تتعلق بالرياح القوية التي شهدتها المنطقة، وصعوبة التضاريس وسرعة انتقال ألسنة اللهب بفعل الأعشاب الثانوية والأغصان اليابسة، حيث نفذت طائرات الإطفاء «كنادير» أزيد من 100 طلعة جوية، ما ساعد فرق التدخل البري على تحويط الحرائق والتمكن من السيطرة على النيران.
وأضافت المصادر ذاتها أن الحصيلة الأولية المؤقتة تشير إلى تضرر حوالي 300 هكتار من الغطاء الغابوي، الذي يتكون من أشجار من نوع البلوط الفليني والأصناف النباتية الثانوية، حيث تم إعطاء تعليمات لفرق التدخل من أجل استمرار وجودها بمكان الحرائق، والعمل على إخماد بؤر الجمر، والأخذ بعين الاعتبار خطر الرياح التي يمكن أن تساهم في عودة اشتعال النيران لا قدر الله.
وتمت كافة تدخلات لجان الإنقاذ والإطفاء، دون تسجيل أي خسائر بشرية أو إصابات، فضلا عن عدم تسجيل تضرر للممتلكات الخاصة، وذلك نتيجة اتخاذ إجراءات استباقية لحماية سلامة السكان ومنع وصول النيران إلى التجمعات السكنية، فضلا عن تنزيل إجراءات السلامة والوقاية من الأخطار بالنسبة إلى الأفراد المشاركين في التدخلات البرية، وتكثيف الطلعات الجوية للسيطرة على الحرائق في أقرب وقت ممكن، وحماية الثروة الغابوية.
وطالبت العديد من الأصوات المهتمة بحماية البيئة كافة المؤسسات المعنية بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، بالرفع من درجة التنسيق لحماية الثروة الغابوية، والضرب بيد من حديد وبقوة القانون على من يستهدف الغابة بواسطة إضرام النار أو قطع الأشجار، فضلا عن تكثيف الحملات التحسيسية ومحاولة تجنب سيناريو الحرائق الغابوية التي شهدتها غابات الشمال خلال الصيف الماضي.
وكانت السلطات الإقليمية بشفشاون أكدت في تعليمات صارمة على التركيز على سلامة السكان وعناصر التدخل الميداني لإطفاء الحرائق، والعمل من خلال تدابير استباقية على منع ألسنة اللهب من الوصول إلى مناطق سكنية، فضلا عن التنسيق الجيد للتمكن من تحويط الحرائق في أقرب وقت ممكن، كما جرى تعزيز الموارد البشرية للرفع من وتيرة التدخلات البرية لحماية الثروة الغابوية.
شفشاون: حسن الخضراوي