طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة أن السلطات المختصة بطنجة قامت بتغريم أحد الأشخاص بمبلغ أربعة ملايين سنتيم، بعد ضبطه متلبسا بقطع أربع أشجار بحي خوصافات، في واقعة أثارت استياء واسعا في أوساط المجتمع المدني والمهتمين بالشأن البيئي، وتفاعلت الجهات المعنية مع القضية، حيث تم تشكيل لجنة ميدانية مؤخرا للتحقيق في ملابسات الواقعة وتحديد المسؤوليات، وبعد التأكد من هوية المخالف، تقرر فرض العقوبة المالية عليه وفقا للقوانين الجاري بها العمل.
وحسب المصادر، فإنه إلى جانب فرض الغرامة المالية، فقد تم إلزام نفس الشخص بتعويض الأشجار التي تم قطعها من خلال غرس نباتات جديدة في نفس الموقع، لضمان الفضاء البيئي وتعويض الضرر الحاصل، وأكدت المصادر أن هذه الخطوة إشارة إيجابية إلى أهمية المحافظة على التوازن البيئي، خاصة في ظل التحديات التي تواجه المدينة بسبب التوسع العمراني العشوائي وتراجع المساحات الخضراء كما جاء في معطيات رسمية تم الإفراج عنها.
وقد أثارت الواقعة استياء واسعا في الأوساط البيئية، حيث عبرت حركة الشباب الأخضر عن استنكارها الشديد لمثل هذه السلوكيات التي تضر بالغطاء النباتي، داعية الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه حماية البيئة والحد من أي ممارسات تؤدي إلى تدمير المساحات الخضراء. كما أكدت الحركة أن الحفاظ على الأشجار ليس مجرد مسؤولية قانونية، بل هو التزام أخلاقي لضمان بيئة صحية لسكان المدينة.
وعلى صعيد آخر، طالب نشطاء بالمدينة السلطات المختصة بتوسيع دائرة هذه الملاحقات لتشمل خواص آخرين يقطعون أشجار غابة الرميلات، التي تعتبر إحدى أكبر الغابات بطنجة، وضمن المتنفسات التي يتوجه إليها السكان والسواح على حد سواء بشكل سنوي، سيما وأن الغابة توجد بها أشجار يعود عمرها لمئات السنين.
وعمد مجهولون مؤخرا إلى قطع هذه الأشجار بغرض الحصول على منظر بانورامي مطل على البحر، خاصة منهم أصحاب بعض المقاهي. وكان قرار ولائي صدر في وقت سابق، يقضي بمنع الأشغال في مشروع عقاري في قلب هذه الغابة التي تصنف كرئة البوغاز وكمتنفس طبيعي ووحيد بالمدينة، مباشرة بعد أن شرعت جرافات في قطع الأشجار، مما استنفر السلطات المختصة في وقت سابق.