محمد وائل حربول
بعد أن وقعت بلدية مراكش نهاية العام الماضي، اتفاقية شراكة بينها وبين المؤسسة الوطنية للمتاحف، تم من خلالها وضع متحف جامع الفنا للتراث اللامادي رهن إشارة المؤسسة الوطنية للمتاحف لتعزيز البنية الثقافية والحضارية للمدينة الحمراء، انعقدت، عشية يوم الجمعة الماضي، جلسة عمل حول تتبع تقدم مشروع المتحف المستقبلي الموجه للتراث اللامادي، وسط حضور الأطراف المعنية بهذا المشروع الثقافي الضخم.
وشهدت الجلسة، حضور والي جهة مراكش-آسفي، عامل عمالة مراكش، كريم قسي لحلو، ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، مهدي قطبي، ومدير متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، عبد العزيز الإدريسي، ومحافظة متاحف مراكش، سليمة آيت مبارك، والمندوب العلمي، حميد التريكي، بغية التوقف عند سير الأشغال التي تتقدم بالمتحف المستقبلي.
وفي هذا الصدد عبر مهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، عن ارتياحه لتقدم أشغال التهيئة التي تمضي وفق وتيرة مضطردة، مؤكدا أنه «في الأسبوع الثاني من شهر أبريل المقبل، سنتوفر على متحف سيشكل قبلة للجميع لاكتشاف تراثنا الوطني البديع». معتبرا أن متحف التراث اللامادي بساحة جامع الفنا سيكون مكانا ساحرا سيتحدث عنه الجميع في قلب ساحة متفردة بالعالم، مضيفا أن المغرب فخور بكل ما قدمته هذه الساحة، مشددا على ضرورة العمل على جعلها مكانا للذكرى ولاسترجاع هذه الذكرى للأجيال الشابة.
ومن جانبه، أكد جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي، أن إحداث متحف للتراث اللامادي بقلب ساحة جامع الفنا يعد فكرة رائعة، لاسيما في هذه البناية التاريخية التي ترتسم بهذه الساحة المتفردة، معتبرا أن مجرد تخيل متحف للتاريخ في هذه الساحة بالكتابات، والشخصيات، والتقاليد، والطقوس، والفاعلين، والمتدخلين يعد فكرة مدهشة، مشيرا إلى أن القيمين على المشروع أوضحوا من خلال التصاميم والرسوم الفوتوغرافية ما سيكون عليه هذا المتحف الحي.
وأوضح عبد العزيز الإدريسي، مدير متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، أن الأشغال توجد في مراحلها الأخيرة، حيث صرح بالقول «إننا بصدد الانتهاء من أشغال التهيئة والبدء في أشغال السينوغرافيا حتى يكون بمستطاعنا إعداد المكان بطريقة تجيب عن مهام المتحف»، معلنا أن الفضاء سيكون جاهزا شهر أبريل المقبل على أن يدشن لاحقا ليصبح مكان تلاق لا محيد عنه بساحة جامع الفنا.
ويعد المشروع ثمرة شراكة بين ولاية جهة مراكش-آسفي، والمجلس الجماعي للمدينة، وبنك المغرب، والمؤسسة الوطنية للمتاحف، ويحظى بدعم منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، ومؤسسة نفيسة (فارما 5). هذا ويأتي المشروع تنفيذا لمشاريع الاتفاقية-الإطار المتعلقة بمشروع «مراكش.. الحاضرة المتجددة»، الموقع بين يدي الملك محمد السادس في يناير 2014، لاسيما المحور المتعلق بإنجاز متحف للتراث اللامادي كمكون من مكونات هذا المشروع الضخم.