العيون: محمد سليماني
تعرف أشغال استكمال بناء سد على وادي الساقية الحمراء تعثرا كبيرا، ذلك أن هذه الأخيرة تأخرت عن موعد انتهائها المحدد سلفا في سنة 2021.
وقد خلف تأخر انتهاء أشغال استكمال السد الذي جرفت سيول سنة 2016 أجزاء كبيرة منه، غضبا شديدا لدى مجموعة من منتخبي مدينة العيون، والذين راسلوا وزير التجهيز والماء واللوجستيك من أجل تدخل الوزارة لاتخاذ تدابير وإجراءات قصد استكمال الأشغال بالسد المائي على وادي الساقية الحمراء، وذلك لما لهذه المنشأة المائية من تأثيرات إيجابية على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.
وبحسب المعطيات، فقد قامت المديرية العامة لهندسة المياه بدعوة المقاولة المكلفة ببناء هذا السد لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتسريع وتيرة الإنجاز، وإنهائه حسب الآجال التعاقدية. وتبعا للمعطيات ذاتها، فقد تم تكليف المصالح المختصة بهذه المديرية قصد تتبع إنهاء الأشغال بهذا السد للتمكن من استغلاله لما له من آثار إيجابية تهم حماية الأحياء السفلى لمدينة العيون من الفيضانات، وتغذية الفرشة المائية لمنطقة فم الواد. واستنادا إلى المعلومات، ففي أبريل من سنة 2021، لم تتجاوز نسبة إنجاز السد الذي رصد له اعتماد مالي يصل إلى 433 مليون درهم، 41 في المائة، في الوقت الذي كان مقررا الانتهاء منه في السنة ذاتها.
واستنادا إلى المصادر، فإن سد وادي الساقية الحمراء كان قد تم تشييده سنة 1995، إلا أن الفيضانات الضخمة التي شهدتها الأقاليم الجنوبية سنة 2016، جرفت السد وتدفقت المياه بشكل تسبب في كوارث كبيرة بالعيون السفلى وبمنطقة فم الواد. وقد أدى ارتفاع منسوب مياه السد، والتي وصلت إلى 205 ملايين متر مكعب، إلى انفجار هذا الأخير، مما ألحق أضرارا ببعض المنازل الموجودة بالأحياء المحاذية للوادي بالعيون السفلى، حيث تم إخلاؤها وترحيل 54 عائلة وإيواء أفرادها بأماكن آمنة، كما تسببت المياه في قطع الطريق الوطنية رقم 1 والطريق الساحلية الرابطتين بين مدينتي العيون وطرفاية. ونتيجة لذلك أيضا فقد أدى انفجار السد آنذاك، إلى انقطاع الكهرباء والإنترنت عن أحياء العيون لأكثر من ثلاثة أيام، وأدى زحف سيول الوادي إلى حدوث خسائر فادحة بجماعة فم الواد التي تبعد عن العيون ب15 كلم شملت الضيعات الفلاحية ورؤوس الماشية من أبقار وماعز وإبل وخسائر بشرية، كما انقطعت الطريق الوطنية رقم 1 عند مدخل العيون، التي ظلت معزولة عن العالم الخارجي بشكل كبير، مما تسبب في إتلاف الكثير السلع والبضائع التي كانت محمولة عبر الشاحنات بعد عجزها عن الوصول إلى المدينة، قبل أن يتم تغيير المسار نحوها عبر مدينة السمارة انطلاقا من مدينة طانطان بعد إعادة فتحها.