شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

تصدير الأزمة

لا يستغرب من الهجوم الذي يشنه جنرالات الجزائر على المغرب لتصدير الأزمة الداخلية المستعصية، سوى جاهل بالتحولات الإقليمية والعالمية المتسارعة، والمشاكل والاضطرابات المعقدة التي تعيشها الجارة الشرقية في صمت، وتحاول خلط الأوراق بهرطقات تجاوزها الزمن، وأساليب عدائية تقابلها اليد الممدودة للملك محمد السادس والشعب المغربي، من أجل تحقيق التنمية المنشودة لشعوب المنطقة والقارة الإفريقية جميعها.

نجاح الدبلوماسية الحكيمة للملك محمد السادس في إدارة ملف الصحراء المغربية بحكمة واحترام للقوانين الدولية، واعتراف الدول العظمى بسيادة المغرب على صحرائه والحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع المفتعل، أخرج الجنرالات عن صوابهم، في محاولة فاشلة منهم للتغطية على الظروف القاسية التي يعيشها المحتجزون بتندوف خاصة، وتمكن النجاح الدبلوماسي المغربي من كشف تورط جنرالات الجزائر بشكل مباشر في حماية الإجرام والاتجار في البشر، واستغلال القاصرين في حمل السلاح، وبلقنة المنطقة، ورعاية الإرهاب.

لقد عجزت الجزائر من خلال مؤشرات واضحة عن مجاراة الدبلوماسية الملكية، التي تروم تحقيق أهداف التنمية، وضمان الكرامة لشعوب المنطقة والقارة الإفريقية وباقي دول العالم، ولم يبق أمامها للتنفيس عن الاحتقان الداخلي سوى الرقص على جثث ملفات طويت بمصالحة وحكمة مغربية خالصة، حيث الكل ينظر الآن بالمغرب ملكا وشعبا لتحقيق الإقلاع الاقتصادي، وتوفير الشغل، وحلم دخول المملكة نادي الكبار، وقيادة إفريقيا نحو مستقبل أفضل، وفق الشعار الدبلوماسي الملكي رابح- رابح.

وعلى الرغم من إظهار جنرالات الجزائر للعداء تجاه المغرب في مناسبات متعددة، والبحث عن التصعيد بكل الطرق الممكنة، إلا أن الخطب الملكية السامية بقيت ثابتة دون تغيير وتؤكد على أن الشعب الجزائري لن يرى مكروها من إخوانه بالمغرب، وهو الشيء الذي تَوَّجَهُ الملك محمد السادس في خطاب المسيرة الخضراء، الذي دعا بشكل غير مباشر لانضمام الجزائر إلى الدول الافريقية الراغبة في الاستفادة من الاستثمارات بالصحراء المغربية والواجهة الأطلسية تحت السيادة المغربية، ما دامت أطماع الجارة الشرقية في الواجهة الأطلسية تتم عبر رعاية منظمة إرهابية وكيان وهمي يسمى البوليساريو، وتسليح المرتزقة لإثارة الفتن، وارتكاب جرائم في حق المحتجزين بمخيمات العار.

إن الدبلوماسية الملكية لا تتأثر بتسارع الأحداث ولا تعمل بالعاطفة ولا برد الفعل، وإنما باستراتيجيات مستقبلية جوهرها التكافل والتضامن الدولي لمواجهة التحديات العالمية، وتحقيق التنمية والتشغيل والرفع من جودة الحياة، تحت غطاء السلام والتعايش والمبادئ الراسخة للحرية، فمن فهم ذلك واستوعبه نال من خيره، ومن بقي في فلك الهرطقات يدور حول نفسه فلن يجني سوى ما زرعت يداه من شر، وسيتجاوزه الزمن الذي لا ينتظر أحدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى