مازال تدبير ملاعب القرب والمرافق الرياضية، بمدينة الرباط، يثير جدلا واسعا في أوساط المنتخبين والجمعيات المحلية، منذرا بإشعال الخلاف خلال الدورات المقبلة لمجالس المقاطعات. وكشفت مصادر محلية أن تفويت تدبير تلك الملاعب لشركة للتنمية المحلية، تابعة لمجلس عمالة الرباط، فجر غضبا واسعا في أوساط أعضاء مجلس المدينة، على اعتبار أن المجلس هو الجهة الوصية على تدبير المرافق الرياضية الجماعية، توضح المصادر، مبينة أن أصل المشكل يعود إلى فترة التدبير السابقة لمجلس مدينة الرباط، الذي كان على رأسه العمدة السابق محمد صديقي، حيث تم سحب وصاية مجلس المدينة من شركة الرباط للتنشيط والتنمية، وأصبحت تحت وصاية مجلس العمالة، وذلك على خلفية الصراعات المحتدمة حينها بين المجلسين.
في السياق ذاته، أشارت المصادر إلى أن المجلس السابق صادق على وثائق شركة الرباط للتنشيط والتنمية وميثاقها التأسيسي في فبراير 2016، والذي حدد المساهمين في رأسمالها الذي يقدر بمليونين و940 ألف درهم، حينها، يساهم فيها مجلس مدينة الرباط بـ44 في المائة، غير أنها باتت تابعة لمجلس عمالة الرباط، وهي التي تتحصل على مداخيل ملاعب القرب ويسير مجلسها الإداري رئيس مجلس العمالة، في الوقت الذي لا تحصل الجماعة على أي من تلك المداخيل، ويبقى دورها قائما في أداء مصاريف الإنارة والسقي وغيرهما، وهو «الوضع غير السليم الذي يجعل جهة تتحصل على المداخيل، في حين تؤدي جهة أخرى المصاريف»، حسب المصادر، التي أوضحت أن عددا من تلك الملاعب كانت قد أحدثت ليستفيد منها أبناء الأحياء ولتنمية الفرق المحلية، غير أن حاجز الرسوم المفروضة يقود إلى استفادة فئة قليلة باستطاعتها الأداء.
ويشار إلى أنه في مدينة الرباط بلغ عدد ملاعب القرب، المنجزة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والبرنامج المندمج «الرباط مدينة الأنوار عاصمة المغرب الثقافية» 94 ملعبا، وهو عدد مرشح للارتفاع حسب المسؤولين المحليين، 54 منها خاصة بكرة القدم، و32 لكرة السلة، و8 للتزلج، وواحد خاص برياضة التسلق بمنتزه الحسن الثاني، وأوكل تسييرها لشركة الرباط للتنشيط والتنمية، في الوقت الذي تطالب المقاطعات بمنحها حق تسيير تلك المرافق التي توجد على ترابها، وتتهم العمدة أسماء غلالو، بعرقلة الأنشطة الرياضة التي تنظم بها، كما وقع أخيرا حين اتهم رئيس مقاطعة حسان، إدريس الرازي، العمدة بمنع تنظيم دوري لكرة القدم النسوية بإغلاق أبواب منشأة رياضية في وجه المنظمين.
النعمان اليعلاوي