الأخبار
كشفت مراسلة مؤشر عليها من طرف الكاتب العام بعمالة سيدي قاسم، بالتفويض من عامل الإقليم، تحمل عدد 3317 صادرة بتاريخ 4 أكتوبر من السنة الجارية، عن تأكيد ما سبق أن حذرت منه «الأخبار» في وقت سابق، وبالضبط شهر يونيو من سنة 2022، بخصوص مخاطر التساهل الكبير الذي ظلت تبديه السلطات الإقليمية والمحلية بسيدي قاسم، إزاء فوضى بيع المياه بالجماعات الترابية بمنطقة الشراردة، حيث سبق للجريدة أن نبهت إلى أن ترويج مياه مجهولة المصدر، أو تلك التي يعلن عن جلبها من عين صدين التي تقع بالجماعة الترابية عين الدفالي، يشكل خطرا على صحة المستهلكين، ويتطلب تدخلا صارما من السلطات المعنية.
وبحسب المراسلة العاملية المذكورة، والتي جرى توجيهها إلى الباشوات والقواد ورؤساء الدوائر، فقد أكدت ظهور حالات الإصابة بالتهاب الكبد من الدرجة «أ»، ببعض من الجماعات الترابية بإقليم سيدي قاسم، بناء على إشعار توصل به «الحبيب ندير»، والذي حث على معالجة الوضعية بشكل فوري، وطلب من المسؤولين الترابيين التنسيق مع مصالح حفظ الصحة التابعة للمديرية الاقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، والقيام بالتدابير اللازمة، والتي من ضمنها القيام بحملة توعية واسعة في الموضوع بحضور جميع المتدخلين، وبالخصوص رؤساء الجماعات الترابية المعنية ومكاتب حفظ الصحة الجماعية، والقيام بالتعقيم باستمرار مع تشديد المراقبة، من باب الحماية لنقاط المياه الجماعية، والعمل على منع تفشي المرض.
وكانت السلطات بسيدي قاسم، سبق لها قبل سنتين، أن عممت تقريرا إخباريا، أكدت من خلاله اتخاذها لقرار إغلاق الحوض المائي المسمى «عين صدين»، الذي يتوافد عليه المئات من الأشخاص من مختلف جماعات إقليمي سيدي قاسم وسيدي سليمان والأقاليم المجاورة، من أجل ملء الصهاريج البلاستيكية بالمياه، وإعادة بيعها إلى العموم، بعدما فضحت شكاية مواطن يقطن بجماعة جرف الملحة، كان قد انتقل رفقة ابنه البالغ من العمر 15 سنة، إلى المركز الصحي المستوى الثاني بعين الدفالي، من أجل معاينة الحالة الصحية لابنه الذي كان يجد صعوبة كبيرة في البلع، بسبب وجود علقة (sangsue) على مستوى البلعوم، قبل توجيهه نحو مستعجلات المستشفى الإقليمي بمدينة سيدي قاسم، حيث تمكن الطاقم الطبي حينها من إزالة العلقة بنجاح، مع إجراء فحوصات طبية إضافية، إذ أكد والد الطفل للمسؤولين والأطر الطبية أن مصدر تلك العلقة التي تمت إزالتها من البلعوم، يعود إلى مياه الشرب بالحوض المائي لـ«عين صدين».
كما أشار التقرير الإخباري المذكور الصادر حينها عن السلطة المحلية بعين الدفالي إلى أن لجنة مختلطة مكونة من (السلطة المحلية والصحية) على مستوى قيادة عين الدفالي، انتقلت لمعاينة الحوض المائي «عين صدين»، وتأكد لها وجود طحالب على مستوى الحوض بأكمله، مع معاينة ديدان صغيرة فيه، ناهيك عن الأوساخ الظاهرة بمحيطه، في وقت يسود الغموض مصير تقرير ثان كان من المفترض أن يصدر عن المختبر التابع للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، بشأن تحديد جودة مياه «عين صدين»، التي استمر سكان إقليمي سيدي قاسم وسيدي سليمان يستهلكونها من الموزعين، الذين يجلبون الماء بكميات مهمة عبر صهاريج محملة في الشاحنات أو السيارات، أمام أنظار عناصر الدرك والأمن، وسط حديث عن كون «الحوض المائي» بات يتحصل من ورائه أشخاص يربطون علاقات صداقة مع نافذين بجماعة عين الدفالي أموالا طائلة، واستطاعوا من خلال هذه العلاقات تعطيل مفعول قرار سابق يقضي بإغلاق «عين صدين».