الداخلة: محمد سليماني
تعيش مدينة الداخلة هذه الأيام على وقع هجوم غير مسبوق لعدد من المهاجرين السريين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، الذين يتحينون الفرص من أجل ركوب البحر والهجرة إلى جزر الكناري، انطلاقا من سواحل جهة الداخلة- وادي الذهب.
ونظرا إلى سوء الأحوال الجوية، فإن عددا من المهاجرين كانوا على وشك الغرق في عرض البحر، قبل أن يتم إنقاذ عدد منهم، فيما ظل البعض الآخر في عداد المفقودين. وبخصوص الفئات التي تم إنقاذها، فقد تم إيواؤها بمركز للاستقبال، فيما تمت إحالة عدد من المصابين والجرحى، والذين هم في وضع صحي هش، على المستشفى الجهوي الحسن الثاني بالمدينة.
وفي هذا الصدد، قامت وزيرة سينغالية مكلفة بالسينغاليين بالخارج بزيارة عاجلة إلى مدينة الداخلة، حيث تفقدت أحوال عدد من المهاجرين السريين من جنسية سينغالية، والذين يوجد بعضهم في مركز للإيواء، وبعضهم الآخر في المستشفى، كما عقدت لقاء مع والي جهة الداخلة- وادي الذهب، بخصوص عمليات إنقاذ هؤلاء المهاجرين السريين في عرض البحر وإيوائهم من قبل السلطات المغربية.
وقد بدأت السلطات السينغالية في ترحيل وإجلاء المهاجرين السريين من جنسية سينغالية إلى بلدهم، حيث بدأت العملية، يوم الأربعاء الماضي، إذ تم ترحيل حوالي 50 سينغاليا مصابا بجروح، من بينهم عشر سيدات وبعض الأطفال والرجال عبر رحلة للقوات الجوية السينغالية.
واستنادا إلى المعطيات، فإن هذه الرحلة الأولى استهدفت ترحيل المهاجرين السريين الذين يعانون من مضاعفات صحية، حيث إن بعضهم كان يرقد في المستشفى الجهوي لتلقي العلاجات، على أساس أن تتواصل عمليات ترحيل باقي المهاجرين السينغاليين في قادم الأيام.
وتعرف مدينة الداخلة وسواحلها هذه الأيام ضغطا كبيرا من المهاجرين السريين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، ذلك أنها أقرب نقطة إلى الحدود الجنوبية للمملكة، حيث تم تسجيل عشرات محاولات الهجرة غير القانونية إلى جزر الكناري، انطلاقا من ضواحي الجهة. وتم إيقاف مجموعة كبيرة من المهاجرين الذين يتحينون الفرصة السانحة يوما بعد يوم للهجرة إلى جزر الكناري.
واستنادا إلى المعطيات، فإنه كلما استشعر الراغبون في الهجرة السرية حراسة مشددة للشواطئ ونقاط الانطلاق من قبل عناصر القوات المساعدة المرابطة على طول الشريط الساحلي للصحراء المغربية، ينتقلون على وجه السرعة إلى نقطة أخرى للانطلاق منها، وكلما ضاق عليهم الخناق بهذه المدينة ثانية ينتقلون إلى أخرى، وهكذا دواليك يتحينون الفرص لركوب البحر.