تطوان: حسن الخضراوي
أصبح ملف تدني جودة الخدمات الصحية بمستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية، بحر الأسبوع الجاري، على مكتب أمين التهراوي، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، حيث يعمل طبيب واحد مختص لتغطية مساحة شاسعة من السكان، ما يستحيل معه تقديم خدمات طبية نفسية وفق المعايير المطلوبة، فضلا عن التعامل مع الحالات المستعجلة.
وحسب مصادر مطلعة، فإن المعايير المعمول بها طبيا تقتضي تعيين أربعة أطباء مختصين في الأمراض النفسية والعقلية بمستشفى الرازي، كي يتم العمل وفق نظام الحراسة والوجود الدائم للطبيب المختص، من أجل تقديم الاستشارات الضرورية والعلاج، فضلا عن الجودة في ترتيب الملفات، وتتبع الحالات، ودراسة العلاجات النفسية، ووصف الأدوية المناسبة.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن جناح النساء بمستشفى تطوان يستقبل المريضات من شفشاون والمضيق ووزان، ما يضاعف من مشاكل الاكتظاظ، ويستحيل معه تحقيق الجودة المطلوبة في العلاج النفسي، خاصة مع تزايد عدد المريضات خلال السنوات الأخيرة، فضلا عن ارتفاع نسبة الحالات المستعجلة، بسبب أخطار الإدمان والمشاكل الاجتماعية المستعصية.
وأضافت المصادر ذاتها أن مستشفى الرازي أصبح يحتاج إلى هيكلة جديدة ونقله خارج المدينة لتوفير مرافق ومساحات خضراء، فضلا عن أماكن للتدريب على الهوايات، مع توفير الأطقم الطبية والتمريضية الكافية، وذلك في إطار الرفع من الجودة في العلاج النفسي، ومواكبة التحولات المجتمعية، والعمل على تفادي تطور الحالات ومحاصرة تفشي الأمراض النفسية المستعصية.
وينتظر الجميع من التهراوي، وزير الصحة والحماية الاجتماعية الجديد، التحرك على أكثر من مستوى، لمعالجة مشاكل التوجيه بالمؤسسات الاستشفائية العمومية بتطوان وباقي مدن الشمال، والعمل على تجاوز الخصاص في الموارد البشرية، ومشاكل غياب عمل أقسام الإنعاش والتخدير، فضلا عن طول المواعد الطبية، والأعطاب التي تصيب التجهيزات وتنتهي بتوجيه المرضى إلى المصحات الخاصة، مع ما يكلف ذلك من أعباء مالية تتحملها الفئات التي تعيش الفقر والهشاشة.