حمزة سعود:
يتواصل مسلسل شد الحبل بين زبناء شركة عقارية شيدت حوالي 200 شقة فاخرة بمنطقة ليساسفة، منذ عقد من الزمن جرى تسويق 150 شقة منها لفائدة الراغبين في اقتناء الطراز الفاخر من السكن، وظهرت في أسوار البناية تشققات، دفعتهم إلى المطالبة بترميمها، بموجب عقد التأمين العشري الذي يتوفرون عليه.
من جهته، قال عبد الإله واعري، المنعش العقاري لمشروع حدائق المعراج، إن عيوبا في الأرضية التي تقف فوقها العمارات الـ7 بمنطقة ليساسفة، من بين الأسباب الرئيسية التي حددتها تقارير الخبرة كنواقص رافقت عمليات البناء، بحيث نعمل وبتنسيق مع السلطات على تجاوز هذه الأضرار التي تلحق باستمرار بالمباني عبر تدعيم أساساتها.
وأفاد واعري، في تصريح لجريدة «الأخبار»، بأنه يشرف بشكل مباشر ويتتبع باستمرار جل مراحل الإصلاحات التي ستشملها شقق السكان، بناء على توصيات من مكتب الخبرة والسلطات المحلية، من أجل إنهاء مشكل ظهور التشققات، بالاستفادة من عقد الضمان العشري الذي تم استئنافه دجنبر الماضي.
وأفادت ساكنة «حدائق المعراج» المنقسمة بين مؤدين للإصلاحات وآخرين يطالبون بضرورة محاسبة الشركة صاحبة المشروع، بأن المنعش العقاري استأنف عقد الضمان العشري قبل انقضائه خلال السنة الماضية، علما بأن محضر الخبرة أفضى إلى وجود عيوب في «الرمال» المعتمدة في بناء العمارات الـ7 في المشروع التي تضم 200 شقة.
وأوضح الناطق الرسمي باسم الساكنة، في علاقتها مع المنعش العقاري، بأن أزيد من 400 مليون سنتيم سيتم صرفها في تدعيم الأساسات اعتمادا على ضمانات تم تقديمها للسلطات والساكنة معا، من أجل تجاوز جميع الشقوق الظاهرة في البناية والشقق السكنية مستقبلا، علما أن الرافضين لإنجاز هذه الخبرات بإمكانهم اللجوء إلى القضاء في مواجهة الشركة.
واعتبر المتحدث باسم الساكنة المرحبة بالإصلاحات، والتي يبلغ عدد الشقق المتضررة منها 150 شقة سكنية، بأن المسطرة تسير في الاتجاه الصحيح، بعد أن تكلف المنعش العقاري بأداء مصاريف الخبرة الباهظة، بعد أن تعذر على الساكنة تأمين أزيد من 66 ألف درهم مخصصة فقط لمعاينة المشروع، على أساس تسديد مبالغ باهظة أكثر، تضاعف مبلغ المعاينة عشر مرات، لإنجاز الخبرة بشكل كامل.
وخلص الناطق الرسمي باسم الساكنة، بأن الإصلاحات تسير وفق ملاحظات وتوصيات مكتب الخبرة الذي انتدبته ساكنة أزيد من 150 شقة سكنية، في انتظار تأشير السلطات على ترخيص إنجاز الإصلاحات بالمشروع السكني.
وتستنكر الساكنة الرافضة للإصلاحات، وفق الشكايات المتوفرة، التخريب الذي يطول المرافق المشتركة في الإقامات السكنية، حدائق المعراج، ديار المنزه بمنطقة ليساسفة، بسبب تحول البنايات إلى ورشة لأشغال متواصلة.
وتشير شكايات للساكنة الرافضة للإصلاحات المستمرة في المشروع، تتوفر «الأخبار» على نسخ منها، إلى أن هناك شققا بالجدران تم إصلاحها عدة مرات، وعادت إلى الظهور، الأمر الذي دفع الساكنة سنة 2019، إلى المطالبة بإنجاز خبرة عبر مكتب الدراسات LPEE كمختبر عمومي معتمد وموثوق، لكن المقاول، وفق الشكايات المتوفرة، وهو نفسه رئيس اتحاد الملاك المشتركين ظل يماطل السكان، بعد أن تم اختيار مكتب الخبرة من طرف المقاول وليس من اختيار السكان.
وفي التفاصيل، تشير شكايات الساكنة الرافضة للإصلاحات، أنه في سنة 2023 تفاجأ السكان بتكليف شركة بإنجاز خبرة عبر مختبر للدراسات خاص اختاره المقاول نفسه، بعد أن كان من المفروض اختيار مكتب عمومي حتى يتم احترام موقف الحياد، وفور كشف نتائج التقرير، عقد ممثلون عن «السانديك» لقاءات مع السكان، يخبروهم في التفاصيل بأن تقرير الخبرة يتطرق لوجود مشكل في الأرضية وفي الدعامات المثبتة فوقها بشكل شفوي، دون الكشف عن تفاصيل تقرير الخبرة، في غياب للوثائق المتعلقة بالتقريرين المالي والأدبي منذ نشأة مكتب «السانديك».