طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة أن المصالح الأمنية والاستخباراتية بعدة دول أوروبية، فضلا عن الجانب الوطني، فتحت تحقيقات لفك شيفرات بخصوص أنظمة معلوماتية تستعملها شبكات للتهريب الدولي للمخدرات، كما شملت هذه التحقيقات ما أشارت إليه السلطات المغربية في مذكرات داخلية دولية حول وجود شبكات توفر هواتف مشفرة لهذه الشبكات بغرض الإفلات من عملية التنصت أو التعقب الأمني، وهو الأمر الذي كانت تشتغل به ما يعرف بشبكة «كوكايين الداخلة»، التي قامت السلطات المغربية بتفكيكها خلال السنوات المنصرمة بمدينة طنجة.
ويأتي هذا بالتزامن مع شروع الشرطة الفيدرالية في بلجيكا بعمليات تفتيش في عموم البلاد كجزء من عملية تستهدف منظمة إجرامية يشتبه في توفيرها هواتف مشفرة لدوائر إجرامية. وجرى توقيف في المرحلة الأولى من العملية، العشرات من الأشخاص من بينهم العديد من المشتبه فيهم في تهريب المخدرات.
وقالت مصادر متتبعة لهذا الموضوع إن من بين المعتقلين رياضي مغربي، حيث تم تفتيش منزله، في ما لم يكشف بعد عن التهم الموجهة إليه في هذا الملف، رغم استبعاد فرضية الاتجار في المخدرات.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن العملية استهدفت الجريمة المنظمة رفيعة المستوى ذات التداعيات الدولية، والتي كانت تستعمل نظاما مشفرا للاتصال بين أعضائها بشكل سري، حيث بدأ التحقيق حول هذه المنظمة منذ أكثر من عامين وكانت الصعوبات التي واجهت المحققين هي فك شيفرة نظام الاتصال الذي يستخدمه هؤلاء، حيث كانوا يستخدمون جميعًا أجهزة تشفير وهواتف خلوية عالية التشفير. في الوقت الذي استطاعت وحدات جرائم الكمبيوتر الفيدرالية من التسلل إلى الشبكة، بعد شهور متواصلة من العمل. وأدت العملية إلى ضبط عدة أطنان من المخدرات والأسلحة والأزياء الرسمية للشرطة وغيرها من الممنوعات ذات صلة بالتهريب.
وكانت المصالح الأمنية التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، قد عثرت على هواتف من نوع «ثريا» لدى شبكة «كوكايين الداخلة»، وتبين حسب بعض المعطيات أن طريقة التواصل بين أفراد الشبكة معقدة ويصعب تعقبها سواء من الجانب الوطني، أو الدولي، إذ تستعمل كذلك برامج لمحو المعلومات فور تقادمها، أو استشعار جهاز تنصت أوغيره، مما جعلها توجه رسائل داخلية لوجود شبكات تقوم بتحضير مثل هذه البرامج المعقدة.