أكادير: محمد سليماني
قررت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بملحقة سلا تأجيل النطق بالحكم في حق قاتل سائحة، وسط سوق شعبي بتزنيت ومحاولة قتل أخرى بأكادير، إلى الرابع من الشهر المقبل.
وبحسب المعطيات، فقد جاء هذا التأجيل للمرة الثالثة، منذ إصدار الغرفة الجنائية ذاتها في 31 مارس الماضي حكما تمهيديا في حق المتهم، يتعلق بعرض الظنين على خبرة طبية يعهد بها إلى مدير مستشفى الرازي بسلا، لتحديد «ما إذا كان المتهم، أثناء ارتكابه الأفعال المنسوبة إليه، مصابا بإعاقة ذهنية، مع تحديد طبيعتها وتاريخها ومدى تأثيرها على قواه العقلية». وقد حددت المحكمة مصاريف الخبرة الطبية في حدود 1500 درهم، تؤدى في إطار المساعدة القضائية.
وبحسب المعطيات، فإن المحكمة تتابع الظنين بتهم ثقيلة منها «الإرهاب والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، ومحاولة القتل العمد». وتعود تفاصيل هذه القضية إلى منتصف شهر يناير الماضي، عندما اهتزت تيزنيت ذات صباح على وقع جريمة نكراء راحت ضحيتها سائحة فرنسية تبلغ من العمر 79 سنة، وسط سوق شعبي بالمدينة.
ولقيت الضحية حتفها على الفور متأثرة بجراح غائرة على مستوى العنق، عندما كانت في جولة للتبضع بالسوق البلدي 20 غشت وسط مدينة تيزنيت، قبل أن يباغتها المتهم الذي يبلغ من العمر 31 سنة، وينهال عليها بآلة حادة عبارة عن «مقدة» كالتي تستعمل في محلات الجزارة، لتسقط مضرجة في الدماء. وأظهر شريط فيديو تفاصيل الجريمة الشنيعة، حيث كانت السائحة تسير وسط السوق، قبل أن يتقدم نحوها الظنين الذي كان يترصد خطواتها، ويوقفها للحظة قصيرة وكأنه سيستفسرها عن شيء، قبل أن يستل الآلة الحادة من أسفل ثيابه بسرعة خاطفة، وينهال عليها بها على مستوى العنق، ويعود أدراجه بسرعة هاربا من عين المكان.
واستنادا إلى المعلومات، فقد اختفى المعتدي عن الأنظار في رمشة عين، فيما حلت مختلف العناصر الأمنية والسلطات المحلية بمسرح الجريمة، وتم تطويق المكان والاستعانة بكاميرات المراقبة الموجودة أمام المحلات التجارية، وهو الأمر الذي ساعد على تحديد هوية الفاعل، لتبدأ مرحلة أخرى من مراحل البحث عنه، غير أن المتهم غادر المدينة في اليوم نفسه بسرعة فائقة متجها نحو أكادير، إذ وصل إلى الشريط السياحي لمدينة الانبعاث، حيث حاول قتل سائحة أخرى من جنسية بلجيكية كانت تحتسي قهوتها بأحد المقاهي بالمدينة، بعدما انهال عليها بالآلة الحادة نفسها التي ارتكب بها جريمة تيزنيت، قبل أن يلوذ بالفرار، إلا أنه تم اعتقاله من قبل عناصر القوات المساعدة وأعوان السلطة الموجودين بالشريط السياحي الساحلي، وتقديمه إلى الشرطة. وتم نقل السائحة البلجيكية على وجه السرعة إلى مستعجلات المستشفى الجهوي، حيث تلقت العلاج، وغادرته في وقت لاحق بعد تماثلها للشفاء.
وبحسب المعلومات، فالظنين يتحدر من منطقة بويزكارن التابعة لإقليم كلميم، إلا أنه يقطن بمنزل بحي «فوق الدفوف» بالمدينة العتيقة لتيزنيت رفقة شقيقه، وسبق أن أحيل على مصلحة الأمراض العقلية بالمستشفى الإقليمي الحسن الأول بتيزنيت، حيث قضى فيه مدة شهر يتلقى العلاج ابتداء من تاريخ 25 شتنبر إلى غاية 25 أكتوبر 2021، وذلك بموجب أمر تسخير صادر عن السلطة المحلية، بعدما تبين أنه يعاني من أمراض عقلية على إثر قيامه بإحراق مجموعة من الأعلام فوق أحد الفنادق بالمدينة. كما سبق أن قام بمحاولة انتحار فاشلة بمنزل والديه خلال سنة 2012، وذلك بسبب دخوله في حالة نفسية حادة، حسب ما هو موثق في السجلات الطبية والإدارية التي توثق لهذه المرحلة الزمنية.