بوريس فالو.. الفرنسي الذي تعرف على الوزيرة نجاة بلقاسم في مكتبة
لم يدم مقام الطفلة نجاة بلقاسم طويلا في قرية بني شيكر القريبة من مدينة الناظور في الريف المغربي، ولم يكتب لها الاستمتاع بطفولتها كاملة في هضاب وجبال المنطقة، إذ هاجرت إلى فرنسا سنة 1982 وعمرها لا يتعدى الخمس سنوات.
التحقت رفقة والدتها وشقيقتها الكبرى، في إطار التجمع العائلي، بأب هاجر إلى فرنسا وقرر ضم باقي أفراد أسرته تحت سقف واحد في مدينة أبفيل. هناك درست نجاة وتعلمت أولى الكلمات الفرنسية، لتبدأ مسارها الدراسي بين أبفيل وأميان ثم باريس، وقبل أن تتم سن الـ18، كانت تحمل الجنسية الفرنسية إسوة بأفراد أسرتها.
حصلت نجاة سنة 1995 على شهادة الإجازة في علم الاجتماع الاقتصادي، لكنها قررت استكمال المسار، حيث التحقت بمعهد الدراسات السياسية في أميان، وحصلت سنة 2000 على شهادة في القانون الدولي، ما جعلها تعبر صوب المحاماة ضدا على رغباتها وميولاتها، إذ كانت تمني النفس بمنصب حكومي، لكنها فشلت مرتين في ولوج المدرسة الوطنية الإدارية.
تعرفت نجاة بلقاسم، سنة 2001، على بوريس فالو الذي عاشت معه قصة حب عنيفة، حيث تعرفت عليه في مكتبة حين كانا يحضران سويا لاجتياز مباراة المدرسة الإدارية. نجح فالو وفشلت بلقاسم في دخول المدرسة، حيث أصبح زوجها مديرا للخدمات في مجلس «سان إي لوري»، لكن العلاقة الحميمية كللت بالزواج في 27 غشت 2005، إذ أقاما حفل زفاف «حداثيا» في منطقة «با دي أرمانياك»، وأثمر الارتباط بين الطرفين توأما بعد سنة ونصف فقط. وكانت نجاة حينها قد فتحت مكتب محاماة في باريس، بعيدا عن مقر إقامة أسرتها، فعاشت وجع المرافعات ومخاض الحمل.
كانت نقطة التحول في حياة نجاة هي انضمامها للحزب الاشتراكي في 21 أبريل 2002، وهي حينها طالبة، بفضل علاقتها المتجذرة، في 2003، مع كارولين كولومب، زوجة السيناتور عمدة مدينة ليون، والتي كانت وراء ترسيخ مكانتها في الحزب الاشتراكي، حيث اختارتها سيغولين رويال، سنة 2007، لتكون المتحدثة الرسمية باسم حملتها الانتخابية لرئاسة فرنسا، في مواجهة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي. لم تنجح سيغولين في الانتخابات، غير أن بلقاسم ستنشغل قليلا عن السياسة بعدما رزقت سنة 2008 بطفليها التوأم من زوجها بوريس، واللذين اختارا لهما من الأسماء «نور» و«لويس».
وفي سنة 2012، تم تعيين نجاة وزيرة لحقوق المرأة وناطقة رسمية باسم الحكومة الفرنسية، عقب فوز فرانسوا هولاند في الانتخابات الرئاسية، والذي اقتدى برفيقته السابقة حين عين بلقاسم ناطقة رسمية باسمه حين كان يخوض غمار الحملة الانتخابات الرئاسية. «زوج بلقاسم بدوره كان له نصيب من المناصب التابعة للحكومة الجديدة حيث، وعقب وقت قصير من تعيين زوجته وزيرة، تم تعيينه مديرا لديوان وزير التقويم الإنتاجي. بعد ذلك انتقلت الأسرة الصغيرة إلى شقة خاصة وضعت رهن إشارة الوزيرة الجديدة، التي، وبالرغم من حرصها الشديد على الفصل بين عملها ووظيفتها ربة أسرة وأم، فإنها تحرص على مرافقة ابنيها إلى مدرستهما ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل»، كما قالت نجاة في حوار مع مجلة «ELLE» النسائية الفرنسية.
ولأنها وزيرة عربية، فإن نجاة بلقاسم لم تسلم من الهجمات التي وصلت حد ترويج خبر انفصالها عن زوجها بوريس فالو، بمبرر أن اسمها في «تويتر» لا يتضمن «فالو»، وهو اسم الزوج الذي سقط سهوا من حسابها على الموقع، ففجر جدلا في مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها ردت تلفزيونيا، حين قالت: «حسابي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» يعود إلى 6 سنوات، في الوقت الذي أنشأت الحساب لم تكن المساحة كافية لوضع اسمي الثلاثي بالكامل فاكتفيت بـ «نجاة بلقاسم»»، لتختم بأنها لم تنفصل عن زوجها.
تعترف نجاة بتقصيرها في حق «نور» و«لويس»، لأن انشغالاتها السياسية تقلص مساحة التفرغ لتربية ابنيها التوأم، لكنها تعتبر العطل القصيرة فرصة من ذهب للتخلص من العبء الوظيفي والاستمتاع بلحظات الأمومة.