طنجة: محمد أبطاش
كشفت معطيات حصلت عليها «الأخبار» أن مرض الحصبة أو «بوحمرون»، بات يتفشى بشكل وصف بالخطير بأحياء متفرقة بمدينة طنجة، سواء في صفوف الأطفال الصغار أو حتى الكبار، حيث تكشف المعطيات أن المرض بعدما كان ينتشر في صفوف الأطفال، فإن بالغين أيضا جرى اكتشاف إصابتهم بهذا المرض، في الوقت الذي طُلب من عدد من الأسر بضرورة الحجر الصحي كخطوة أولية لمحاولة محاصرة هذا المرض، الذي يبدو أنه انتقل من قرى شفشاون وتطوان إلى قلب عاصمة البوغاز.
وأكدت المصادر أن العشرات من المصابين توافدوا أخيرا على المستشفى الجامعي محمد السادس بمدينة طنجة، وسط تكتم شديد حيال هذا المرض الخطير المنتشر في صفوف الأطفال الصغار ببعض الأحياء، وحسب المصادر، فإن المصالح الإقليمية بوزارة الصحة محليا تحيط هذا الملف بتكتم شديد وغير مفهوم، في الوقت الذي عملت المصالح التربوية على توزيع مذكرات داخلية على مصالحها ببعض الأقاليم المعنية، تحث فيها على ضرورة إبلاغها في حال اكتشاف حالات مصابة بين تلامذة المستويات التعليمية بهذه الأقاليم، سيما وأن «بوحمرون» يعد من الأمراض المعدية التي تنتقل بسرعة بين الأطفال، ما يثير المخاوف من تفشيه بشكل أوسع في ظل الظروف الصحية والبيئية السائدة، وهو ما يتطلب استجابة عاجلة تشمل حملات التوعية والتلقيح، خاصة في المناطق التي لم تشهد تطعيمات كافية للأطفال خلال السنوات الأخيرة.
وتشير المعطيات إلى أن عددا من الأدوية الموجهة لهذا المرض بالأساس من صنفVITAMINE A اختفت من المراكز الصحية، بسبب الطلب المتزايد عليها من قبل المصابين، نظرا إلى التشخيص الذي يمنحه الأطباء والأطر التمريضية للمصابين، فيما يتم الاحتفاظ بأرقام هواتف الأسر وذلك بغرض تتبع حالة المصابين، مع مطالبتهم بالحجر الصحي، وهو الأمر الذي ينذر بكارثة بشرية، نظرا إلى كون طنجة أصلا تعاني من انتشار مرض السل، وبالتالي فإن انتشار هذا المرض في حال عدم اتخاذ إجراءات فورية من شأنه أن يتفشى بشكل خطير.
ووصلت تداعيات هذا الملف إلى قبة البرلمان، حيث توجه فريق حزب الأصالة والمعاصرة بمساءلة لوزارة الصحة، حول التكتم المحيط بهذا الموضوع، وكذا الإجراءات المزمع اتخاذها، وأكد الفريق أن إقليم شفشاون عرف في الأشهر القليلة الماضية انتشارا واسعا لفيروس الحصبة (بوحمرون)، وهو مرض معدي ينتشر بسرعة كبيرة بين الأطفال ويشكل خطرا على حياتهم، إذا لم يتلقوا العلاج بالسرعة اللازمة، حيث كان آخر ضحاياه وفاة طفلة بجماعة تمروت بإقليم شفشاون، مما بث الرعب في نفوس سكان معظم الجماعات القروية التابعة لهذا الإقليم. وأورد الفريق أنه رغم المجهودات التي قامت بها المصالح الوصية على صعيد الإقليم، إلا أنها لم تستطع الحد من انتشار هذا الداء «شديد العدوى»، الذي يقوض كل مجهودات الدولة في ضمان عدالة صحية، ويحرم أطفال العالم القروي والمناطق النائية من حقهم في الرعاية الصحية. وقال الفريق البرلماني إنه وجب التنبيه إلى خطورة الوضعية الصحية الهشة بالجماعات التابعة لإقليم شفشاون، التي تستوجب تدخلا سريعا وجديا لكبح هذا الانزلاق الخطير وانتشار هذا الداء الفتاك، الذي يهدد الصحة الجماعية بهذه المناطق.
إلى ذلك، ربطت «الأخبار» الاتصال بالمصالح المختصة بالمستشفى الجامعي محمد السادس بطنجة، بخصوص استقبال بعض الحالات، وكذا للاستفسار عن وضعيتها الصحية، إلا أنها لم تتلق أي رد واضح، بعدما اكتفت المصالح المذكورة بالقول إن لا شيء رسمي لحدود اللحظة.