بنشماش يورط مجلس المستشارين في فضيحة
محمد اليوبي
تورط حكيم بنشماش، رئيس مجلس المستشارين، في فضيحة من العيار الثقيل، بعدما أعلن عن تنظيم ندوة موضوعاتية حول “مآل النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية”، يوم غد الخميس بمدينة الداخلة، قبل أن يقرر إلغاءه في آخر لحظة دون الكشف عن الأسباب الحقيقية التي دفعته لاتخاذ القرار، بعدما تكلف المجلس بكل الترتيبات التنظيمية واللوجستيكية لتنظيم الندوة.
وفوجئ أعضاء مكتب مجلس المستشارين بإخبارهم في الاجتماع المنعقد، مساء أول أمس الاثنين، بقرار إلغاء تنظيم الندوة قبل 48 ساعة من موعدها، وذلك بعد توجيه الرئيس لمراسلات إلى الفرق البرلمانية بتعيين ممثليها للمشاركة فيها، وتم حجز تذاكر الطائرات وغرف الفنادق لإقامة المشاركين، ما يطرح أسئلة عن الأسباب الحقيقية التي دفعت بنشماش إلى إلغاء الندوة التي كان يعتزم تنظيمها بمدينة الداخلة، في ظل الظروف التي تعرفها المنطقة، وكذلك “حساسية موضوع الندوة، الذي يحتمل المزايدات السياسية”، يقول عضو بالمكتب، الذي تحدث عن “التحذيرات السابقة التي أطلقها مستشارون برلمانيون يتحدرون من الأقاليم الجنوبية بخصوص تنظيم هذه الندوة”، وطالبوا بنشماش بالكشف عن ماذا سيقول لسكان الأقاليم الجنوبية بحضور الحكومة “هل النموذج ناجح أم فاشل”، وأضاف المصدر أنه “في كلتا الحالتين، الموضوع سيثير حساسية، خاصة أن حزب الاستقلال الذي يتحمل مسؤولية تسيير جل المجالس الجماعية والإقليمية والجهات الجنوبية، أعلن تموقعه في المعارضة”.
وأكدت المصادر أن بنشماش تشبث بشكل انفرادي بتنظيم الندوة بمدينة الداخلة، دون مبالاة بمواقف أعضاء المكتب، قبل أن يضطر في الأخير لإلغائها، وحسب الرسالة الموجهة إلى الفرق البرلمانية، فإن قرار تنظيم الندوة، جاء تنفيذا للتوصيات الصادرة عن الملتقى البرلماني للجهات، والتي تنص على تنظيم ندوات موضوعاتية نصف سنوية على مستوى جهات المملكة، واعتبرت المراسلة، أن تنظيم هذه الندوة الموضوعاتية ستشكل أيضا فرصة لحشد الدعم الشعبي والمدني ضد المحاولات اليائسة للتشويش على الجهود المبذولة بالمنطقة والتأكيد على انخراط المنتخبين في مسارات الدفاع عن المصالح العليا للوطن أمام تصاعد وتيرة وأشكال مناورات أعداء الوحدة الترابية في هذه المرحلة الدقيقة.