النعمان اليعلاوي
يسيل عدد من البنايات المهجورة وسط مدينة الرباط، لعاب المنعشين العقاريين وما بات يعرف بـ «مافيا العقارات»، وذلك لأن تلك البنايات ظلت مغلقة لسنوات طوال بعدما كانت مقرات لإدارات مركزية لوزارات أو مقرات سفارات أجنبية، وقد كشفت مصادر محلية لـ «الأخبار» أن عدد تلك البنايات زاد في السنوات الأخيرة بعد اختيار عدد من المؤسسات بما فيها إدارات ومصالح مركزية بناء مقرات جديدة لها في حي الرياض، مقابل الإبقاء على تلك البنايات مغلقة.
وبينت المصادر أن عشرات من البنايات، بما فيها مشاريع عمارات سكنية لم يكتمل بناؤها بسبب اختلالات إدارية، ظلت مغلقة لسنوات، بالإضافة إلى فيلات في حيي أكدال وحسان كانت مقرات لسفارات أجنبية، وبسبب غياب الوعاء العقاري داخل مدينة الرباط، في أغلب الأحياء، كحسان وأكدال ويعقوب المنصور، وجه أنظار عدد من المستثمرين العقاريين صوب تلك البنايات .
وأشارت المصادر إلى أن تلك البنايات تحولت إلى بؤر مشبوهة وموبوءة، وأوكار منتشرة في أحياء المدينة بشكل مخيف، وباتت تشكل خطرا كبيرا على الساكنة، ومنها من بات يقطنها المتشردون ومدمنو المخدرات وفاقدو الأهلية العقلية والكلاب الضالة، مثل العمارة التي توجد بحي الرجاء في الله بمقاطعة يعقوب المنصور، والتي تحولت حسب السكان المجاورين لها إلى وكر للمتشردين والمنحرفين، بل إن تلك العمارة، حسب السكان، تحولت إلى مطرح للنفايات، حيث يحيط بها سور علما أنها توجد بمنطقة معروفة واضحة للعيان وعلى بعد أمتار من قيسارية وادي الذهب و«عمارات الجمعة» السكنية.
وكانت فعاليات جمعوية حذرت من حدوث كارثة اجتماعية بسبب البنايات المهجورة أو الآيلة للسقوط بالمدينة، وطالبت الفعاليات، بتشكيل خلية من أجل التدخل بشكل مستعجل بعد معاينة الوضع المتداعي لعدد من الدور العتيقة أو المهجورة الموزعة على عدة مقاطعات، محذرة من احتمال انهيارها في أي لحظة على رؤوس قاطنيها. ووفق المصادر ذاتها، فإن عملية وضع الدعامات التي شملت بعض الأبنية المهددة بالانهيار داخل المدينة القديمة، اقتصرت فقط على النقط التي ستشملها عملية إعادة التأهيل في إطار برنامج «الرباط مدينة الأنوار»، فيما تركت عشرات الأبنية المتصدعة على حالها، كما أكدت أن المشروع ذاته أهمل وبشكل كامل وضعية عدد من البنايات التي أصبحت بحاجة إما للهدم الفوري تفاديا للانهيار، أو لإسنادها بدعامات تفاديا لاتساع الشروخ والتصدعات التي باتت تظهر بشكل واضح.