بعامر والأربعون شركة (2/2)
سنة 1998، أسس العامودي شركة قابضة اسمها «CORRAL MAROC GAZ AND OIL» وهي التي اشترت من عند شركة «CORRAL AB Suède» أسهمها في شركة «سامير».
وقد حصلت شركة «CORRAL MAROC GAZ AND OIL» على قرض بنكي في حدود 350 مليون دولار من عند ستاندار بنك، مقابل إعطاء أسهم شركة «سامير» كضمانة وتحويل الأموال إلى حساب بنكي شخصي للعامودي.
العامودي كان يشتري عن طريق بعامر وسعودي من أصل يمني يشغل منصب مدير المشتريات والبيع في «سامير»، مئات الشحنات من البترول الخام، ما بين 600 و800 ألف برميل في كل شحنة، من عند مضاربين دوليين في مجال البترول، مثل بهاء بساتني من شركة «BBE»، والوالي من شركة «VITOL»، والفاسي الفهري من شركة «SUCAR»، وسوسان من شركة «TRAFIGURA».
كل هذه الصفقات كانت تتم بدون طلبات عروض، وعليه فقد كانت الأسعار مرتفعة ومبالغا فيها مقارنة مع سعر السوق، كما أن جودة البترول كانت سيئة، لا تخرج عن أنواع «BLEND» CRUDE»، و«VASCONIA»، و«URAL» و«BONNY LIGHT». مما أثر بالتالي على معدات الإنتاج بشركة «سامير» وكلفها صفقات إضافية للصيانة، دون أن نتحدث عن محركات سيارات المستهلكين.
لم يجد بعامر عند عودته إلى المغرب نفسه فقط أمام الحجز التحفظي الذي قامت به إدارة الجمارك لاستخلاص 13 مليار درهم التي في ذمة الشركة، أو ديون البنوك المحلية التي وصلت إلى 8 ملايير درهم، أو ديون البنوك الأجنبية التي وصلت إلى 10 ملايير درهم، أو الممونين بالمواد البترولية الذين ينتظرون الحصول على 10 ملايير درهم، أو الممونين بالسلع الذين ينتظرون الحصول على ملياري درهم، بل إنه وجد أيضا بانتظاره جبلا من الشكايات المرتبطة بشركاته الخاصة.
وهكذا وجد العامودي بانتظاره باطرون شركة «SIM AIT MENA» العقارية، وعلي بجابر، صديق الأمس الحميم وحامل أسراره وشريكه السابق في تنظيم سهرات عروض الأزياء، والعراقي رجل الأعمال.
جميع أولئك الدائنين يتابعون بعامر أمام القضاء ويريدون الحجز على ممتلكاته، لذلك فقد قرر أن يصفي خصومه مع الاحتفاظ بالذين ما زال يرى فيهم فائدة ترجى.
لائحة الضحايا انطلقت منذ أشهر، وعلى رأسها نجد موظفة سابقة في بنك «BMCE» بمطار النواصر، وأخت مضيفة طيران بـ»لارام»، تعرف عليها بعامر منذ أيامه الأولى بالمغرب، أي سنة 1999. دخلت شركة «سامير» كمساعدة مدير، قبل أن يعينها سكرتيرته الخاصة مكان ليلى أخت الحاج الذي يشتغل في «كورال ماروك» براتب يصل إلى حدود 40 ألف درهم، مع سيارة الخدمة، فيما تشتغل زوجته كإطار شبح في شركة «كورال»، وتشتغل أخته كإطار عال بالمديرية التجارية لفندق «أفينتي».
ويعتبر الرئيس المكلف بتنقلات العامودي داخل المغرب منذ نزوله بالمطار ومروره بالجمارك، كما يشغل مهمة الوساطة بينه ومصالح الداخلية والدرك، والبنوك.
سنة 2008 ستصبح مديرة ديوان بعامر، وستصبح تبعا لذلك المسيرة الخاصة لثروته الشخصية المكونة من عدة شركات، نذكر منها على سبيل العد لا الحصر:
شركة «BEST LANGUAGE CENTRE WAL STREET ENGLISH»، حيث أغلب الطلبة الزبائن لهذه المدرسة هم موظفون في شركة «سامير» وفروعها، وهي المدرسة التي كان يفرض غياث، مدير الموارد البشرية، على الموظفين التسجيل بها وتدفع مصاريف تعليمهم شركة «سامير»، قبل أن يعصف به بعامر ويطرده شر طردة بعدما ظل يستعمله في كل «الخواض» الذي عرفته الشركة.
شركة «CO HOLDING MOROCCO»، وهي شركة شبح متخصصة في التحويلات المالية بالعملة الصعبة، يديرها الحاج «ر»، الموظف السابق في الشركة الشريفة للنفط ومدير العمليات الجمركية لشركة «سامير» حاليا، وهو متزوج من إطار عال في مكتب الصرف، ولديه علاقة حميمة مع بعامر، والجميع يتساءل هل هذه العلاقة هي سبب حصول بعامر على تسهيلات في تراخيص تحويل العملة نحو الخارج.
شركة «GLOBAL FINANCE HOLDING»، وهي شركة قابضة متخصصة في شراء أسهم في شركات بعامر، عملا بقاعدة «ديالنا فديالنا».
شركة «CORRES»، المتخصصة في استيراد ماركات فاخرة، كماركة شومي وماركات تنتمي إلى عالم اللوكس، يستعملها بعامر لاستيراد الهدايا المخصصة لضيوف الشيخ العامودي.
شركة «INTERFACES IMMOBILIERES»، وهي شركة متخصصة في اقتناء وبيع الأراضي، الرياضة المفضلة لبعامر.
شركة منشورات «LES EDITIONS LILAS»، وهي الشركة الناشرة لمجلة «سيتادين»، التي كانت تطبع في إسبانيا في مطبعة في ملكية بعامر.
شركة «MAJESTIC EASY CAR»، وهي الشركة التي يشترك فيها مع الملياردير مصطفى أمهال، الذي انتقل من الاستثمار في «الكفتة» والصناعة الغذائية عبر شركته «فوديز»، إلى الاستثمار في السياسة بالتحاقه بالأصالة والمعاصرة، وهذه الشركة متخصصة في شراء وبيع وكراء السيارات الفارهة.
شركة «MAJESTIC LUX PRODUCTS»، وهي شركة استيراد أكسسوارات السيارات.
شركة «NORTH AFRICA PETROCHEMICAL CO»، وهي شركة متخصصة في شراء المنتجات الكيماوية من أجل إعادة بيعها بسعر أكبر لشركة «سامير».
شركة «PETROLIERE DE CARBURANTS ET COMBUSTIBLES» التي أسسها حديثا مع شركة بوزوبع «GARAN»، والمتخصصة في بناء واستغلال محطات الوقود.
شركة «ARABE D APPROVISIONNEMENT»، المتخصصة في الاستيراد والتصدير بين المغرب ودبي.
شركة «TAHNAOUT DEVELOPPEMENT» المشرفة على عدة مشاريع عقارية بمراكش.
شركة «TANNERIE MODERNE IBNOU SINA»، التي يشترك فيها مع أخ جطو رئيس المجلس الأعلى للحسابات، والمتخصصة في بيع وشراء النحاس بمراكش.
شركة «UNITED SYSTEMS AND SOLUTIONS»، المتخصصة في تزويد شركة «سامير» وفروعها بالعتاد الإلكتروني.
شركة «ASSALAH»، المتخصصة في البناء والتي كانت تفوتر على ظهر شركة «سامير» مصاريف أشغال تجديد فندق «AVENTI» بالمحمدية وفندق «أنفيتريت بالاص» بالصخيرات.
أما غياث، المدير السابق لمديرية الموارد البشرية، والذي سقط سهوا مؤخرا من المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، فيمكنه اليوم بعدما طرده بعامر من «سامير» بناء على مكالمة هاتفية تحدث فيها بسوء عن العامودي، أن ينتقل للعيش في فيلته الفسيحة التي شيدتها له في بوسكورة شركة «ACHGHAL BUILDING» وشركة «RHOR»، وشركة «ISO MONTAGE» التي ظلت تحصل على كل صفقات «سامير» دون طلبات عروض، آخرها كان في شهر يناير 2015، بقيمة 200 مليون درهم.
أما الفيلا القديمة لغياث بحي ليرميطاج بالدار البيضاء فقد خصصها كمقر لمدرسته الخصوصية التي أسسها مؤخرا.
وفي الوقت الذي تنتعش فيه شركات العامودي وبعامر، تباع كراسٍ وحواسيب ومكاتب شركة «سامير» في المزاد العلني، بعدما كلفت شركة « BB ENERGY DE PETROLE BRUT» مكتب المحاماة الشهير «WILLSHIRE» من أجل تنفيذ الحجز التحفظي على ممتلكات «سامير».
وعوض أن ينصح بعامر شيخه العامودي بضخ الأموال الضرورية لدفع الديون المتراكمة وأداء رواتب العمال، اختار أن ينتقم من عائلة بنصالح المساهمة في رأسمال الشركة بسبب انسحابها من المجلس الإداري لـ«سامير»، وذلك بحرمانها من صفقة التأمين «ATRC» والتي تبلغ حوالي 100 مليون درهم، ومنحها لشركة أوزال «ACECA»، دون اللجوء إلى طلبات عروض حتى.