شوف تشوف

الرأي

بطاطس بصلصة الكرة

حسن البصري
عجزت العصبة الاحترافية لكرة القدم ورئيسها سعيد الناصري عن إيجاد مخرج من مأزق مباراة قابلة للتأجيل، وحاول أن يوهمنا بأن البرمجة كتاب منزل لا يقبل التعديل ولا التأويل ولا النقاش حتى.
أصل الحكاية، سفر الرجاء البيضاوي إلى الجزائر لخوض مباراتين في ظرف أسبوع، الأولى ضد مولودية الجزائر، والثانية ضد شبيبة القبائل بتيزي وزو. قبل السفر حذرت العصبة «الاحترافية» مسؤولي الرجاء من تمديد مقامهم في الجزائر، وقالت لهم: إذا انتهت مباراتكم الأولى عودوا إلى بلدكم، وتوجهوا إلى الجديدة حيث تنتظركم مباراة ضد الدفاع الحسني، ومن الجديدة شدوا الرحال إلى الجزائر لخوض نزال ضد أمازيغ الجارة الشرقية،
«لا تخشوا الأسفار ولا تشكوا تعبها، ففي السفر سبع فوائد»، طبعا لم يحددها بلاغ العصبة.
التعليمات واضحة، لكن بعثة الرجاء سارت ضد رياح البرمجة، واختارت تمديد مقامها في الجزائر، وأعفت نفسها من رحلات الذهاب والإياب بين المغرب والجزائر، ولم يعر الرجاويون أي اهتمام لتحذيرات العصبة، بعد أن رمت بالقنبلة في مطبخها.
حاول حكماء الرجاء عبثا إقناع مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي بتأجيل مباراتهم ضد الرجاء، لكن الدكاليين أداروا ظهورهم لملتمس فريق تجمعه بهم اتفاقية شراكة مكتوبة بماء سريع التبخر، كرر الرجاويون محاولاتهم مع مسؤولي الدفاع أملا في انتزاع قرار التأجيل مراعاة لتمثيلية الرجاء للمغرب في نزالين بالجزائر، لكن ملتمساتهم ظلت بدون جواب، مع إصرار على إجراء المباراة، سواء أكان الخصم حاضرا أم غائبا.
درس في العناد يجعلنا نستحضر روح أحمد بوكماخ وقطعته المليئة بالعبر «أكلة البطاطس». فقد رفض فريق الرجاء أكل وجبة بطاطس الناصري الملفوفة في بلاغ يلزم النادي الأخضر بخوض المباراة في الجديدة، والعودة على وجه السرعة إلى الجزائر.
قالت العصبة للعصا: اضربي المجموعة التي تمارس العصيان على قراراتها.
قالت العصا: أنا لا أضربها، حينها تبين أن التمرد ينسج خيوطه في جهاز يحكم الكرة.
قالت العصبة للنار: احرقي العصا، قالت النار: أنا لا أحرق العصا. وقالت لأوزال: اطفئ النار الملتهبة في أوساط جماهير الرجاء وانزع فتيل الاحتقان: قال حكيم الرجاء: أنا لا أطفئ النار. وقال الزيات للمنخرطين: هاتوا موقفكم إن كنتم رجاويين، فرددوا خلفه: «صامدون صامدون وللعب رافضون»، فلم يشرب أحد الماء ولم يسكبه على بطنه.
أمر الكاتب العام للعصبة السكين بذبح كل من سولت له التمرد على القرار، فأظهر رفضه وعاد إلى غمده، قائلا: «لست جاهزا للنحر. أنا في إجازة إلى عيد الأضحى».
قالت العصبة للحداد، ليس لاعب الوداد طبعا: ذوب السكين وحوله إلى سيول حارقة، فرد الحداد: أنا لا أذوب السكين. فقالت للحبل: اشنق الحداد ومن معه في ملعب للكرة، فرد: أنا لا أشنق أحدا إلا ببلاغ رسمي يحمل ختم المحكمة.
قالت للفأر: «اقضم الحبل»، رد الفأر: «أنا كوايري لن أقضم الحبل»، ثم التفتت إلى القط آمرة إياه بأكل الفأر المتمرد، فاستجاب للطلب وقال: «أنا مستعد لأكل الفأر»، حينها انتابت المتمردين نوبة هلع وشرعوا في تنزيل قرار العصبة «الاحترافية»، إلا برلمان الرجاء الذي أعلن استمرار التمرد، داعيا إلى دعم فريق يمثل جزءا من الديبلوماسية الرياضية وهو يواجه فريقين جزائريين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى