نفاد مخزون الأدوية وتردي الوجبات الغذائية ونقص الأطر الطبية
محمد وائل حربول
يعيش مستشفى «سعادة» للأمراض العقلية بمدينة مراكش، على وقع نفاد مخزون الأدوية المخصصة للعلاج، حيث طالبت البرلمانية مريم الرميلي عن حزب التجمع الوطني للأحرار، عبر سؤال كتابي لها، من وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خلال الأسبوع الماضي، بضرورة إعطاء توضيحات في هذا الموضوع، إذ سبق لهذا المستشفى أن عرف حالات من الفوضى المتتالية التي تم تسجيلها، كما يشهد عبر فترات متقطعة نفاد مخزون الأدوية، وفقا لما أفاد به مصدر مطلع من داخله لـ «الأخبار».
وحسب السؤال الذي وجهته البرلمانية المذكورة، فإن المستشفى يعيش على وقع معاناة حقيقية بسبب الأدوية، إذ قالت في هذا السياق، «إن مستشفى الأمراض العقلية بمنطقة «سعادة» بضواحي مراكش يشكو من معاناة حقيقية بسبب نفاد مخزون أغلب الأدوية وتردي الوجبات الغذائية، بالإضافة إلى نقص في الأطر الطبية وشبه الطبية» وهو السؤال الذي نقلته من قبل عدد من الأطر المشتغلة بالمستشفى، التي اشتكت منذ تفشي فيروس كورونا من «الأوضاع الكارثة» التي يعيش عليها المركز التابع للمستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش.
وطالبت البرلمانية ذاتها، من خالد آيت الطالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، بضرورة الكشف عن الإجراءات الواجب العمل عليها من أجل حل مشكل المستشفى المذكور، خاصة وأن عددا كبيرا من عائلات المرضى الموجودة به والجمعية المغربية لحقوق الإنسان كانوا قد عبروا عن مدى الاكتظاظ والحالة المزرية التي يعيش عليها المركز، الذي جاء لحل معضلة «بويا عمر» بالمقام الأول، في إطار ما أطلقت عليه الوزارة الوصية على القطاع آنذاك، عملية «كرامة».
وحسب مصدر مطلع، من داخل المستشفى، فإن المركز يعاني من عدد لا يحصى من المشاكل، ضمنها غياب الإضاءة بعدد من المرافق والممرات، والضغط الرهيب الذي تعيش عليه كل الأطر الطبية بسبب الاكتظاظ وقلة التعيينات في هذا المجال، أو عدم إلحاق عدد من المتخرجين في هذا الاختصاص على مستوى الجهة بالمستشفى، مؤكدا أن هذه المطالب سبق وأن تم رفعها للوزارة في عهد الحكومة السابقة، إلا أن الأمور لم تتحسن بل تفاقمت سوءا، وما أمر نفاد مخزون الأدوية سوى نقطة ماء في بحر عميق من المشاكل التي تستوجب تدخلا آنيا من الوزارة.
هذا، وكانت فعاليات حقوقية، قبل أشهر، قد نادت هي الأخرى بفتح تحقيق فوري حول الحالة المزرية التي آل إليها هذا المرفق الصحي، مطالبة بضرورة التدخل العاجل والفوري لتوفير السلامة البدنية للنزلاء والسلامة النفسية، من خلال توفير شروط ومعدات العلاج، وضرورة وضع حد «للأوضاع الكارثية للمرفق الصحي والتي من ضمنها عدم تواجد الوسائل الأساسية للتعامل مع هذا النوع من المرضى، كوسائل التثبيت وغرف عزل خاصة بالمرضى وعدم توفر أبواب المستشفى على صفائح معدنية مثقبة لمراقبة المرضى، وعدم ارتفاع السور المحيط بالمستشفى دون الحديث عن النوافذ الزجاجية بقاعات الإيواء التي تهدد سلامة وحياة المرضى والعاملين».