محمد اليوبي
في الوقت الذي كان أفراد الجيش والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية يسابقون الزمن لإطفاء الحرائق التي حاصرت منازل مواطنين بأقاليم الشمال، كانت نائبة برلمانية تحتفل بإطفاء شموع عيد ميلادها داخل إحدى القاعات التابعة لمجلس النواب.
وقبل انعقاد جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، أول أمس الاثنين، احتفلت النائبة البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي، سلوى الدمناتي، بعيد ميلادها داخل قاعة المطعم بمجلس النواب، حيث أحضرت هذه البرلمانية، التي حصلت على مقعدها بالدائرة الجهوية طنجة تطوان الحسيمة، حلوى فاخرة وأشعلت الشموع تحت تصفيق زملائها في الفريق الاشتراكي وهم يرددون «عيد ميلاد سعيد» و«سنة حلوة يا سلوى»، ما أثار موجة من الاستياء في صفوف نواب من فرق برلمانية أخرى، الذين استنكروا تفشي بعض السلوكات الدخيلة على المؤسسة التشريعية، بل ذهب بعضهم إلى التنصيص في النظام الداخلي الذي تعكف لجنة خاصة على تعديله ومراجعته، على إحداث قاعة حفلات خاصة بتنظيم أعياد ميلاد النائبات البرلمانيات.
وليست هذه المرة الأولى التي تحتفل فيها برلمانية بعيد ميلادها، فقد سبق للنائبة عن فريق الحركة الشعبية، عزيزة بوجريدة، أن نظمت حفل عيد ميلادها داخل صالون خاص بجناح الفريق داخل مجلس النواب، وأحضرت هذه البرلمانية، كذلك، حلوى من أحد المحلات الفاخرة بالعاصمة الرباط، واحتفلت رفقة أعضاء الفريق.
وسبق لمكتب مجلس النواب أن تداول في بعض السلوكات والممارسات السلبية التي تسيء لصورة البرلمان، وقرر اتخاذ مجموعة من القرارات تدخل في إطار تفعيل مدونة السلوك والأخلاقيات، من بينها حث النواب على حضور الجلسات بلباس محترم ومنع استعمال الهاتف ومضغ العلكة داخل قاعة الجلسات.
ومنذ بداية الولاية التشريعية الحالية، بدأت تتفشى بعض السلوكات والممارسات التي تسيء لصورة المؤسسة البرلمانية، حيث يتسابق بعض البرلمانيين والبرلمانيات إلى خلق «البوز» بمواقع التواصل الاجتماعي، إما من خلال لباسهم المثير، أو بث «لايفات» لمداخلاتهم من داخل اجتماعات اللجان البرلمانية أو التقاط «سيلفيات» داخل قاعة الجلسات أثناء انعقاد الجلسات العمومية، فيما أصبح برلمانيون وبرلمانيات منشغلين بنقل كل تفاصيل تحركاتهم داخل البرلمان على غرار أصحاب «روتيني» اليومي بمواقع التواصل الاجتماعي.
ووجه رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، مذكرة إلى رؤساء الفرق البرلمانية، تتعلق بفرض ضوابط حضور أشغال مجلس النواب. وجاء في المذكرة أن مكتب المجلس لاحظ أن عددا من النواب لا يلتزمون بالضوابط والواجبات المنصوص عليها في مقتضيات النظام الداخلي ومدونة السلوك وأخلاقيات العمل البرلماني، وخصوصا على مستوى ارتداء الملابس المناسبة، وكذا جلب قنينات الماء إلى القاعة الكبرى للجلسات العمومية، ومضغ العلكة واستعمال الهاتف أثناء انعقاد الجلسات، وهي سلوكات اعتبرتها المذكرة تؤثر على صورة السلطة التشريعية، وتمس القيمة الاعتبارية للنواب والنائبات باعتبارهم ممثلي الأمة ويضطلعون بأدوار دستورية وسياسية على أهمية قصوى. ودعا العلمي النواب إلى التقيد بالضوابط المنصوص عليها في النظام الداخلي ومدونة السلوك والأخلاقيات، وذلك تحت طائلة تطبيق العقوبات المنصوص عليها في حق كل المخالفين لهذه الضوابط.
