النعمان اليعلاوي
قال نزار بركة، أمين عام حزب الاستقلال، إنه «من الضروري أن ننفق أحسن، وأن تسير النفقات في إطار الأولويات في المستقبل من خلال النقاش الذي سيكون خلال هاته الفترة، وحان الوقت لتفعيل صندوق الزكاة الذي أقره الملك الحسن الثاني».
وأشار بركة، في ندوة «الأحزاب السياسية وقضايا الساعة»، التي نظمتها مؤسسة الفقيه التطواني عبر تقنية الفيديو عن بعد، أول أمس الأربعاء، إلى ضرورة «دعم الشغل في بلادنا، ونقلص من خروج العملة الصعبة، وأن ندعم الطلب الداخلي، بعد أن قدمت الطبقة الوسطي تضحيات أكثر»، مسجلا أن «هناك تراجعا كبيرا في القدرة الشرائية للطبقة الوسطي، والتي كانت مستهدفة من قبل السياسات الحكومية و لسنوات ماضية، وتضررت اليوم أكثر، فلا من خطة لإنقاذ الطبقة الوسطى، لضمان استقرار البلاد، عبر إرساء خطة لاستثمار الفرص المتاحة».
وأشار بركة إلى أن «الاتحاد الأوربي يراجع نفسه، وصار من الضروري تقريب الإنتاج داخل الاتحاد، والبعض الآخر أن يكون في الجوار، والمغرب مؤهل لأن يقوم بهذا الدور، فعلينا أن نكون جاهزين، معتبرا أن «الصين شريك استراتيجي يريد تقريب السوق من الاتحاد الأوروبي، وأن هناك مفاوضات متقدمة لكي يستثمر في المغرب مع شركات كبرى صينية في طنجة لتحسين تنافسيتها. وهذه فرص علينا استثمارها واستغلالها وإعمال استراتيجية بشأنها»، وأكد أن هذا المنظور «يتأسس عبر منح للمقاولات الصغيرة والصغيرة جدا، فهناك مقاولات على باب الإفلاس، ولن تقدر على مواصلة عملها، فمن الضروري أن الدولة والمؤسسات (الماء والكهرباء) عليها أن تقلص من مدة الأداء وحل المشكل».
ويأمل بركة بأن يتعزز هذا التوجه، بتمديد مدة ضمان أوكسجين في ستة (06) أشهر بدل ثلاثة (03)، خاصة لفائدة المقاولات الصغيرة والصغيرة جدا، مع وضع صندوق خاص تنخرط فيه المؤسسات العمومية الكبرى، وعبر إعادة هيكلة المقاولات الصغيرة حتى نطور رأسمالهم، ونؤمن لتلك الشركات ونضمن لها الاستمرارية». وقال إن السؤال الحقيقي هو «ضرورة أن تكون هناك سياسة اقتصادية مشتركة فيها البعد النقدي والميزانياتي لمواجهة هذا الوضع، ويتعين علينا تقليص الاستثمارات والنفقات بكيفية مماثلة لكل القطاعات، ومن الضروري تحديد الأولويات وأن من الميزانيات مثل قطاعات الصحة والتعليم ضرورية لإنقاذ الاقتصاد الوطني، ومن الضروري تقليص نفقات ترفيهية أو تكميلية ليست أولوياتها اليوم».
واعتبر بركة أنه «من الضروري في إطار السياسات العمومية، أن ننخرط فيها وأن نسير فيها، علينا أن نحسن المردودية في الاستثمارات العمومية، وأن تكون هناك التقائية واندماج السياسات العمومية، من خلال برامج مشتركة»، فيما دعا بركة إلى «القطع مع الليبرالية المفرطة التي تراهن على تجميع الأموال في يد مجموعة قليلة تستثمر وتخلق فرص الشغل، ما سيكون له تأثير على تراجع النمو وتوسيع الفوارق الاجتماعية، وهو ما قلناه للحكومة، لأننا في تقهقر من 2011 كل سنة إلى أن وصلنا اليوم إلى بطالة قياسية وسط الشباب، والقلق سيزداد أكثر».