الأخبار
بعد تدشينه أمس الخميس، من طرف الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، انطلقت يومه الجمعة بعثة صحفية في قطار “البراق” من محطة “الدار البيضاء مسافرين” وصولا إلى مدينة طنجة، لاكتشاف هذا المشروع عن قرب و كذا الخدمات التي يقدمها.
انطلق القطار على الساعة الثامنة و 55 دقيقة، بداية، كان القطار يسير من مدينة الدار البيضاء إلى الرباط بسرعة 158 كم إلى 160كم/الساعة فقط، أي السرعة العادية، و انطلق بعد ذلك بسرعة تفوق 300 كم/الساعة إلى مدينة طنجة.
يتوفر “البراق”، المشروع الذي أطلقه الملك محمد السادس في شتنبر 2011 وتولى تنفيذه المكتب الوطني للسكك الحديدية، على مقصف، وعربات متعددة و مريحة من الصنف الأول والثاني، بالإضافة إلى مآخذ تيار في جميع العربات من أجل الأجهزة الإلكترونية.
وتُحيل تسمية “البراق” إلى رمزية كبيرة، فهي مستوحاة من الدابة المُجنَّحة التي ترمز إلى السرعة في السفر، ما يُترجم قيماً ثقافية يحملها مشروع طموح يشكل مفخرة وطنية للمغرب، وفق المكتب الوطني المغربي للسكك الحديدية.
ويُعدُّ الـ” TGV” أكبر ورش سككي في إفريقيا، باعتباره مشروعاً ضخماً من حيث حجم الأشغال والمنشآت، بالإضافة إلى كونه مُزوَّداً بأكبر جسر مُخصص لخط فائق السرعة على الصعيد العالمي. ويتوقع المسؤولون عن المشروع أن يؤدي خط القطار ما بين طنجة والدار البيضاء إلى زيادة عدد المسافرين. ويقول المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية محمد ربيع لخليع: “نطمح إلى جذب 6 ملايين مسافر في غضون 3 أعوام من التشغيل التجاري، مقارنة بـ3 ملايين مسافر حالياً”.
ومرافقة إيمانويل ماكرون للملك محمد السادس، خلال أول رحلة لـ”التّيجيفي”، ليست اعتباطية؛ فمنذ الانطلاقة الرسمية لأشغال الخط الفائق السرعة بين الدار البيضاء وطنجة، والذي كلَّف ملياري يورو، من طرف الملك محمد السادس مرفوقاً بالرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، عام 2011، عملت فرنسا على تمويل قرابة 50% من المشروع الضخم.
وفيما يلي أهم المعطيات والأرقام المتعلقة بمشروع الخط الفائق السرعة طنجة – الدار البيضاء:
** مكونات الخط فائق السرعة :
– تشييد خط مكهرب مزدوج جديد على مسافة 200 كلم بين طنجة والقنيطرة، مع وضع علامات للتشوير وفق معايير النظام الأوروبي لتسيير السكك الحديدية، حيث تم تصميم الخط لسرعة 350 كلم/ساعة، وسرعة استغلال تصل إلى 320كلم/ساعة
– بناء قاعدتين للأشغال على مساحة 94 هكتارا بالقنيطرة وسيدي اليمني، بوجود صلة بين الخط السككي التقليدي والخط فائق السرعة
– إعادة تأهيل محطتين للمسافرين على مستوى محطتي القنيطرة وطنجة
– اقتناء 12 قطارا فائق السرعة
** التمويل :
بلغت الكلفة الإجمالية للمشروع 22,9 مليار درهم، موزعة على الشكل التالي :
– الميزانية العامة للدولة وصندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية : 6,5 مليار درهم
– الدولة الفرنسية : 11,5 مليار درهم، من بينها 825 مليون درهم على شكل هبة، و7,5 مليار درهم كقرض من الخزينة الفرنسية، و 3,2 مليار درهم كقرض من الوكالة الفرنسية للتنمية
– الصناديق العربية : 4,9 مليار درهم، من بينها 1,5 مليار درهم من الصندوق السعودي للتنمية، و 1,1 مليار درهم من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، و 1,1 مليار درهم من صندوق أبو ظبي للتنمية، و 1,1 مليار درهم من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي
** زمن الرحلة :
– طنجة – الدار البيضاء : ساعتين و 10 دقائق عوض 4 ساعات و 45 دقيقة
– طنجة – الرباط : ساعة و 20 دقيقة عوض 3 ساعات و 45 دقيقة
– طنجة – القنيطرة : 50 دقيقة عوض 3 ساعات و 15 دقيقة
** عدد المسافرين :
6 ملايين مسافر ابتداء من العام الثالث للاستغلال مقابل 3 ملايين حاليا
** فريق العمل :
– 5000 عامل خلال أوقات الذروة
– 360 مهندسا وخبيرا بشكل دائم
– 30 مليون يوم عمل خلال الأشغال
** على المستوى التدبيري :
– إحداث هيئة مختلطة لصيانة القطارات، مملوكة بين المكتب الوطني للسكك الحديدية (60 في المائة) والشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية (40 في المائة)
– إحداث معهد للتكوين السككي لمنح تكوين متميز سواء بالنسبة للمتعاونين مع المكتب الوطني للسكك الحديدية أو الشركة الوطنية للسكك الحديدية
** على المستوى البيئي :
– تشجير أزيد من 2100 هكتارا من الغابات مقابل اجتثاث 130 هكتارا
– تعويض كل شجرة مقتلعة بحوالي 25 شجرة في المعدل
** على المستوى الاجتماعي :
– إعادة إسكان 250 أسرة
– بناء 4 مدارس ومستوصف واحد
** الصيانة :
– إحداث مركز للصيانة بطنجة قادر على معالجة 30 قطارا فائق السرعة. يمتد على مساحة 14 هكتارا، من بينها 20 ألف متر مربع مبنية ومغطاة، حيث تطلب المركز غلافا ماليا بقيمة 640 مليون درهم.